الحوار مع السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو سفر إن عرفت له بداية فأنت لا تعرف له نهاية، لأن محطات السفر كثيرة وغزيزة غزارة الينبوع الرياضي والفكري المتدفق منه.
"المنتخب" تدعوكم إلى سفر جديد لفكر الربان الأول لكرة القدم المغربية، اربطوا الأحزمة:

ــ المنتخب: وكأني بك تريد أن تحيل النقاش لما هو أعمق، لما يخدم في العمق كرة القدم الوطنية، لمنظومة التكوين التي بها علل كثيرة؟
فوزي لقجع: تماما، كل هذا الذي تحدثنا عنه له أهميته في السيرورة الكروية وله تأثيره المباشر على جودة المنتوج الكروي، لكن ما يجب أن نتوجه إليه كمسؤولين عن الأندية وكإعلاميين وكشغوفين بكرة القدم هو عمق الإشكال الكروي الذي ليست البرمجة وغيرها سوى ظاهره.
وعمق الإشكال هو أن نتحدث عن منظومة التكوين داخل الأندية الوطنية، هل هي محينة؟ هل هي معصرنة؟ هل هي متطابقة مع المنظومة السائدة والموجودة في الدول التي تتصدر المشهد الكروي العالمي؟ يجب أن نجعل من ورش التكوين، الورش الإستراتيجي، ونحاول أن نجعله محورا لنقاشنا الجماعي ولا تشغلنا عنه جزئيات ومواضيع أقل أهمية.
العالم يتكلم اليوم لغة الأرقام والتي هي قوام كل تحليل موضوعي، وأنا وجهت الإدارة التقنية الوطنية إلى إحداث قاعدة إحصائيات من خلال تطبيق عالي الجودة، يعطينا بالتفصيل والتدقيق كل المعطيات الرقمية التي تسمح أولا بتقييم اللاعبين وتحدد بدقة ثانيا نواحي الخصاص في منظومتنا التكوينية.
هذا من شأنه أن يرتقي بالعمل التكويني وبأن يوجه النقاش العمومي حول كرة القدم إلى العمق ويحدث قطائع مع ممارسات شاذة سببها الترامي على الإختصاصات، وأؤكد لك أنني لن أعدم وسيلة لكي أقود هذه المعركة التي تجعل كل واحد يحترم اختصاصاته في كرة القدم، لأن هذا هو سبيلنا للتطور ولبلوغ درجة عالية من الإحترافية ومن الحكامة في التدبير.

ــ المنتخب: قبل أن نغلق باب الهيكلة، أعود بك السيد فوزي إلى الشركات الرياضية وإلى واقع أندية وطنية بعضها يتحكم في رقابها منخرطون قلة ويتوارثون هذه الأندية، أما آن الأوان أن ينتهي هذا الفصل السخيف؟
فوزي لقجع: غاية المسلسل الذي تحدثنا عنه آنفا، هو الوصول بالأندية إلى مستويات عالية في التدبير بفضل كل هذه المعايير التي اشتغلنا عليها، وحتى لا نوقع أنفسنا في الخلط، هناك الجمعيات الرياضية بروحها وهويتها وعمقها التاريخي الذي وضعه مؤسسون قبل عقود، هذه الجمعيات تفوض لشركات رياضية مجهولة الإسم، تدبير الأمور المالية والفنية، وتبقي لها حصة من الأسهم، بمعنى أن الجمعية الرياضية لا تمارس أي وصاية على شركة رياضية تستثمر أموالا وتوظف رساميل وهي مسؤولة مسؤولية كاملة عن تدبيرها الذي يجب أن يكون شفافا وخاضعا للأحكام.
أما الجمعيات فإنها ستواصل عقد جموعها بالطرق المتعارف عليها، علما بأن من سينتخبون لن تكون لهم ذات المسؤوليات التي كانت لأعضاء الجمعية في السابق.
نحن الآن في وضع يقول بأننا خلقنا الشركات الرياضية، وأننا في بصدد تقييم الإرث الرياضي الذي سيتم نقله لهذه الشركات الرياضية لتكون مسؤولة عنه، عندما تنتهي هذه الشركات الرياضية من تأسيس نفسها ستخلق مجلسا إداريا لا علاقة له بالجمعية الرياضية، وعندما تصل هذه الشركة الرياضية لمرحلة النضج، ستفتح رأسمالها لمساهمين يحصلون لقاء مبالغ مالية على أسهم ويصبحون بذلك أعضاء في مجلس الإدارة وشركاء في صناعة القرارات.

ــ المنتخب: وهذا سيفتح الباب لشركات للإستثمار في الأندية؟
فوزي لقجع: هذا هو الطموح، وسأقول لك بأن هناك شركات رياضية تريد أن تربط إسمها بفرق معينة، وليس هدفها في النهاية هو الربح المالي، ولكنها تشترط لذلك الوضوح والشفافية، فلا شركة من هذه الشركات ستقبل أن تضع أموالها في جيب مسؤول تحت أي اعتبار.