الحوار مع السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو سفر إن عرفت له بداية فأنت لا تعرف له نهاية، لأن محطات السفر كثيرة وغزيزة غزارة الينبوع الرياضي والفكري المتدفق منه.
"المنتخب" تدعوكم إلى سفر جديد لفكر الربان الأول لكرة القدم المغربية، اربطوا الأحزمة:
ــ المنتخب: قرار عودة البطولة الإحترافية بعد توقف دام 3 أشهر بسبب جائحة كورونا، كانت له ضرائبه وقد أداها مجموع الساهرين على الشأن الكروي وأنت أولهم؟
فوزي لقجع: أنا هنا من أجل أن أصنع القرارات التي تبدو للبعض صعبة وأتحمل في ذلك مسؤوليتي كاملة، إن نجحت فيها نسب النجاح للجميع، وإن فشلت سيكون علي تحمل تبعات ذلك.
قلت لك أن القرار الذي بدا سهلا في تلك اللحظة هو أن نعلق البطولة إلى حين زوال الجائحة ولنا مبرراتنا، إلا أننا مراعاة لمصلحة اللاعبين وكل مكونات كرة القدم ذهبنا للقرار الصعب، صحيح أن هامش المجازفة كان كبيرا ولكن الذي لا يجازف لا يعرف ما معنى أن تكون مسؤولا وقائدا، لقد حولتنا الجائحة والوضعية الإستثنائية على حاسوب مبرمج لا يتوقف عن الإشتغال ليل نهار، لقد كنا نشعر أن حياة وحاضر ومستقبل اللاعبين بين أيدينا، لذا كان ضروريا أن نحسن التصرف.
ــ المنتخب: هي عودة كلفت الجامعة والأندية أيضا غلافا ماليا كبيرا؟
فوزي لقجع: قلت لك أن قرار عودة البطولة كان محمولا على المجازفة التي تحدثنا عنها وكان محمولا على تضحيات عينية كان لزاما وأن تقدمها الجامعة والأندية على حد سواء، كرة القدم كسائر القطاعات المنتجة تلقت ضربة موجعة بسبب جائحة كوفيد 19 وتجرعت جراء ذلك خسارة مالية فادحة لن تتوقف للأسف إلى أن تزول الجائحة، لا يمكن أن نغفل أن قرار عودة البطولة اقترن لزوما للظروف الوبائية بإجراء المباريات من دون جمهور، وهذا حرم الأندية بخاصة المنتمية للدار البيضاء، الوداد والرجاء من مداخيل مالية مهمة كانت تأتيها من بيع التذاكر..
ــ المنتخب: بالطبع هي خسائر مهولة، بالنظر إلى أن متوسط عائدات بيع التذاكر هو مليارين من السنتيمات؟
فوزي لقجع: هذا صحيح، الفرق التي ذكرت كانت تجني من كل مباراة حوالي 3ملايين درهم، لكن في ظروف كهاته والتي توصف بأنها ظروف أزمة، يجب أن تكون هناك بعض التضحيات لتعمل المنظومة وتتجاوز المحنة المفروضة عليها.
ــ المنتخب: هل يمكن القول أن كرة القدم جامعة وأندية، اكتسبت بعض المناعة لمقاومة الآثار السلبية لكوفيد 19؟
فوزي لقجع: أتصور بصرف النظر عما خلفته هذه الوضعية الشاذة والإستثنائية، من أضرار مالية جسيمة، أن كرة القدم المغربية نجحت في تحقيق ما نسميه التعايش مع الجائحة، وأعتقد أن قرارنا بعد إطالة مدة التوقف عن الممارسة واستئناف البطولة كان له الفضل في تلقيح الأندية وجعلها قادرة على مقاومة الوباء رياضيا أكثر منه اقتصاديا.
لقد كانت لي فرصة لمجالسة عدد كبير من اللاعبين من كل الفئات العمرية، سواء الممارسين بالأندية أو المنادى عليهم في المنتخبات الوطنية، ووقفت على مدى وعيهم الكامل بالوضعية الوبائية وشعرت أنه نما لديهم وعي بخطورة الوضع وبما يفرضه عليهم من احترازات لكي يبقوا بمنأى عن كل إصابة بالوباء لا قدر الله.