أشاد موقع «وولد فوتبول» بغانم سايس مدافع وولفرهامبطون، وقال إنه نجح باستمرار في تحدي الصعاب منذ أن كان عمره 21 سنة، وذلك بفضل إلتزامه الكبير بالصبر والعزم والعمل الجاد، وأضاف أن سايس بات أفضل مدافع في «البريميرليغ» بعدما حظي بأعلى نسبة تصويت من قبل المشجعين في استطلاع للرأي أجري عبر الأنترنت.

• من الوسط للدفاع
سايس سجل للذئاب 11 هدفا منذ وصوله إلى وولفرهامبطون في صيف 2016، وكل هدف له معنى أكثر من الهدف الذي قبله، وانتظر لمدة عام قبل أن يسجل ظهوره الأول كلاعب أساسي وكان ذلك في المباراة التي خسرها وولفرهامبطون 0– 4 أمام بيرطون ألبيون، وسجل أول هدف له عندما منح فريقه هدف التعادل أمام فولهام، وآخر هدف له كان في مباراة الدورة الأولى من منافسات بطولة الموسم الحالي (2020 / 2021) خلال الفوز على شيفيلد يونايتد (2 – 1) وكان بضربة رأسية.
عندما يتعلق الأمر بوظيفته في الملعب فقد التحق سايس بفريق «الذئاب» كلاعب وسط ميدان، لكنه تحول الآن إلى مدافع مثالي، ففي نظام المدرب نونو إسبيريتو سانطو، يعد التنوع في التوظيف مهما إلى حد كبير، لهذا لعب سايس كظهير أيسر أيضا هذا الموسم.. هذا التنوع منح التميز لسايس الذي أصبح عليه اليوم، فقد كان بديلا لويلي بولي قبل أن يصبح لاعبا أساسيا في خط الدفاع.

• تحقيق الحلم
أخيرا حقق سايس الحلم الذي راوده كثيرا في الطفولة، وقد قال في مقابلة أجريت معه مؤخرا: «كنت أشاهد البريمر ليغ طوال الوقت في المنزل، كنت أقول أنه إذا أتيحت لي الفرصة لكي أكون محترفا فسيكون ذلك في البطولة الممتازة». 
في سن الثلاثين تطور أداء سايس على نحو كبير، فمنذ وصوله إلى إنجلترا ظل محافظا على هدوئه ورباطة جأشه في خضم الإثارة المشتعلة التي تسود على أعلى مستوى في «البريمرليغ».
سايس يتطابق أسلوبه مع مظهره، ورغم أن البطاقة الحمراء التي حصل عليها في الموسم الماضي أمامد كريستال بالاس ألغت «نظافة سيرته الذاتية»، إلا أن هذا لا يمحو حقيقة أن الدولي المغربي هو أحد اللاعبين القلائل الذين حققوا نجاحا كبيرا من خلال الصمود والعمل الجاد.

ADVERTISEMENTS

• يتألق بالغريزة
تستمر أرقامه الدفاعية في الإرتفاع، ووفقا لموقع «بريف» فإن سايس حقق أكثر من 40 مراوغة ناجحة في 50 مباراة في «البريمرليغ»، أي بمعدل 0.8 مراوغة في المباراة الواحدة، ومقارنة بالمراوغات التي يواجهها ومحاولات التدخي للحد من مراوغات الآخرين فإن هذا يعكس أن سايس يراوغ قليلا، لكنه يحد من مرواغات الخصوم كثيرا، لهذا فإن كرة القدم لعبته وليست لعبة الآخرين، وحتى عندما يتدخل لا يندفع وإنما يترك الخصم يأتي إليه مع الإعتماد على غرائزه التي يثق فيها للإعتناء بأي تهديد ومواجهة أي خطورة.. ويقول عنه الإنجليز إنه «النسخة الكروية لمهاجم كرة السلة».
خلال ثلاثة مواسم مع البطولة الإنجليزية الممتازة إرتكب سايس خطأ واحدا فقط، أدى إلى هدف في مرمى فريقه، ورغم ذلك فإنه يحتل المركز الثاني كأفضل مدافع في المبارزات الهوائية التي يفوز بها باستمرار مع وولفرهامبطون، كما أنه ثالث أفضل مدافع في التدخل لتشتيت الكرات في منطقة الخطر، ثقته في الكرة تسير بالموازاة مع «عدوانيته» المحسوبة بدقة لاستعادتها، وقد أحسن مدربه في توظيفه في أغلب الأوقات كلاعب وسط متقدم في خط الدفاع، فهذا يساعده على القيام بعمله على أحسن وجه والتخلص من الخصوم.

• قائد بامتياز
لم يكن من قبيل الصدفة أن يختاره مدرب المنتخب المغربي وحيد خاليلودزيتش قائدا للفريق، إنه اختيار طبيعي.. لقد كان تقدم سايس باتجاه هذا الإختيار وهذه المسؤولية ثابتا، فبعدما ظهر في صفوف الأسود لأول مرة في عام 2012، إنتظر أربع سنوات ليتم استدعاؤه فيما بعد بشكل منتظم بعدما جنى ثمار الصبر والعمل الجاد والشجاعة والتصميم والعزم، وشد بالنواجد على مكانته ضمن أسود الأطلس بعدما أكد أن أداءه مع استماثته في الدفاع لا يتناقص، بل يزداد تطورا وتألقا، لهذا يبدو أن سايس لن يتراجع حتى وقد بلغ سن الثلاثين، فالأفضل بالنسبة له لم يأت بعد.