انتهت مباراة أولمبيك خريبكة أمام ضيفه الرجاء البيضاوي عن الدورة 29 أي ما قبل الأخيرة من منافسات البطولة الاحترافية بفوز النسور بـ2 – 1 في مباراة مثيرة منحت الرجاء خطوة إضافية نحو حسم اللقب، فيما عصفت بأولمبيك خريبكة نحو القسم الثاني.

المباراة وصفت بمباراة الحسم وبلقاء المتناقضات في نفس الوقت! ومن صدفها الغريبة أنها كانت حاسمة جدا بالنسبة للفريقين أولمبيك خريبكة الراغب في الفوز لتفادي النزول والرجاء الراغب في الانتصار للإقتراب أكثر من حسم اللقب.

ومن دون تردد وبعيدا عن أي حسابات معقدة قرر الرجاء البيضاوي خوض المباراة بشجاعة الواثق من نفسه، وفضل اللعب بأسلوب هجومي من أجل الحسم، وجازف بتدفقاته الهجومية بالرغم من النقص الكبير الذي كان يعاني منه على مستوى الدفاع بسبب غياب كثير من ثوابته البشرية على مستوى خط الظهر، إذ غاب كل من الورفلي وبوطيب وجبيرة والشاكير بسبب الإصابة.

وكان الرجاء البيضاوي محقا في اختياره وفي نهجه، وخلال الدقائق العشرين الأولى من زمن المباراة ردت له العارضة أربع كرات كانت ستمنحه 3 أهداف (د.5 عبر تسديدتين ود.15 ود.21)، وهو ما منح النسور المساحة الكافية لكسب مزيد من الثقة، والإندفاع أكثر للبحث عن مزيد من فرص التهديف.

وفعلا لم يتأخر التهديف كثيرا وأثمرت الدقيقة 24 الهدف الأول لصالح النسور من توقيع عبد الإله الحافيظي عبر تسديدة قوية ومركزة، رد عليه أولمبيك خريبكة بتهديد قوي في الدقيقة 28 بواسطة قذيفة قوية من بعيد كان لها الحارس الزنيتي بالمرصاد. لكن الرد الرجاوي كان أقوى، إذ في أقل من ربع ساعة تمكن نناح من منحه الهدف الثاني (د.37) بواسطة هجوم ثنائي قوي قاده كل من محسن متولي وسفيان رحيمي الذي رفع الكرة فوق الحارس الخريبكي لتردها العارضة، قبل أن يأتي نناح ويكمل الكرة للشباك بضربة رأسية.

ولم يكن أمام أولمبيك خريبكة وهو يقف أمام الإعصار الهجومي للرجاء سوى أن يدافع عن منطقته باستماتة مع ممارسة حقه في الرد عبر المضادات وهو ما منحه الهدف الأول في الدقيقة 44 عبر لاعبه أداما.

وما تبقى من زمن الشوط الثاني كان سجالا بين الفريقين إلى أن أعلن الحكم عن نهايته بعد إضافة 6 دقائق كوقت بدل الضائع.

وبدأ الشوط الثاني مشتعلا بكل المقاييس، إذ حصل أولمبيك خريبكة على ضربة جزاء في الدقيقة 51 أثارت الكثير من الجدل.. لكن حكم المباراة احتسبها ضربة مشروعة بعد احتكامه لتقنية الحكم المساعد بالفيديو "فار".. وعندما تقدم خالد صروخ للتسديد اعتقد الخريبكيون أن هدف التعادل بات في قبضة اليد، لكن صروخ كان له رأي آخر إذ سدد الكرة بعيدا عن المرمى لتضيع فرصة "الأمل" التي ضاع مهعا فرصة البقاء بين أندية القسم الأول.

وبعد ضربة الجزاء الضائعة بات الفارق واضحا بين لاعبي الفريقين في المعنويات وفي الياقة النفسية، إذ تنفس الرجاويون الصعداء، وتحمسوا أكثر بحثا عن هدف جديد والدفاع في نفس الوقت عن تقدمهم في النتيجة حتى نهاية المباراة.. وفي المقابل شعر الخريبكوين بكثير من الغبن واليأس وشعروا أن نهاية الفريق مع القسم الأول قد حان أوانها.. لكن مع ذلك ظلوا يقاتلون مع بصيص من الأمل بحثا عن توقيع هدف التعادل على الأقل لكن من دون جدوى. وقد اتضحت المعنويات المهزوزة للاعبي الأولمبيك من خلال تصرفاتهم وعضبهم وردود فعلهم القوي لذلك لا غرابة إن حصل حمزة قلعي على بطاقة الطرد في الأنفاس الأخيرة من زمن المباراة (90+6).