أقسم لوس أنجليس ليكرز بقيادة نجمه "الملك" ليبرون جيمس على الفوز بلقب البطولة الأميركية لكرة السلة عندما يواجه ميامي هيت، تخليدا لذكرى اسطورة الفريق الراحل كوبي براينت الذي لقي حتفه جراء حادث تحطم طوافة مطلع العام الحالي، وذلك بعد 10 أعوام من قيادة الاخير ليكرز إلى لقبه السادس عشر.
يعتبر براينت الملقب بـ"بلاك مامبا" مصدر إلهام لجيمس عندما يقابل في النهائي فريقه السابق والمتوج معه بلقبين عامي 2012 و2013 والذي اقصى في نهائي المنطقة الشرقية بوسطن سلتيكس 4-2.
ولكن، هل هي مجرد رواية لقصة، أم حكاية إخلاص؟ مهما اختلفت الاسباب لا شيء يمنع ليكرز الذي لا يترك فرصة إلا ويستحضر ذكرى "كوبي" من تحويل هذا الحلم إلى حقيقة.
تأهل ليكرز إلى النهائي للمرة الـ32 في تاريخه بفوزه على دنفر ناغتس 4-1 في نهائي المنطقة الغربية، وبعد 10 أعوام من النهائي الاخير بقيادة براينت (41 عاما) الذي توفي وابنته جيانا (13 عاما) وتسعة اشخاص آخرين في حادث تحطم طوافة في 26 كانون الثاني/يناير الماضي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ولم يعد أمام ليكرز، الفائز بـ16 لقبا في البطولة، سوى تجاوز حاجز هيت للظفر بلقبه الـ17 ومعادلة الرقم القياسي المطلق بحوذة غريمه سلتيكس، وهو بالتأكيد لا يريد التوقف عند العتبة الاخيرة للمجد المنتظر، الذي توج به الراحل براينت المتعطش للفوز دائما: 5 مرات في 7 نهائيات.
قال جيمس بعد "تعملقه" أمام ناغتس في المباراة الخامسة الحاسمة وتحقيقه "تريبل - دابل" (38 نقطة و16 متابعة و10 تمريرات حاسمة) "في كل مرة نرتدي القميص الارجواني والذهبي (نسبة إلى لوني قميص ليكرز) نفكر بإرثه. نفكر به وما كان يعنيه لهذا الفريق لأكثر من 20 عاما".
وتابع "ما كان يطلبه من زملائه، ما كان يفرضه على نفسه. لدينا بعض اوجه الشبه بهذا المعنى".
من البديهي عدم مقارنة "الملك" مع "بلاك مامبا" من نواحي القيادة والجهد في الملعب والموهبة في كرة السلة، ولكن من أجل أن يكتب جيمس التاريخ ويدخل قلوب عشاق "أمة ليكرز"، عليه أن يفوز على ميامي في النهائي.
وصل جيمس إلى مدينة لوس أنجليس في صيف 2018 في لباس خليفة براينت بهدف إعادة الفريق إلى القمة، إلا انه لم ينجح في تحقيق مبتغاه خلال عامه الاول بسبب اصابة في الفخذ. ولكن، مذ وفاة كوبي تحمل جيمس وزر إرث الاول، عاكسا صورة حزينة بعد المباراة الاولى التي خاضها ليكرز بعد رحيل اسطورته، حين أجهش بالبكاء.
حينها وعد الجميع قائلا "أريد أن أتابع مع رفاقي مواصلة إرثه. طالما يمكننا الاستمرار بمزاولة كرة السلة، لان هذا ما يريده كوبي براينت".
علامات كثيرة اشارت إلى ما قاله جيمس الذي رأى أن الفوز على ساكرامنتو كينغز 120-113 في المباراة الثانية بعد رحيل كوبي، تحقق بعد تسجيل الفريق 81 نقطة في الشوط الاول (اي الرقم القياسي لكوبي خلال مباراة)، وان مجموع النقاط التي سجلها الفريقان هي 242: الرقمان 24 و2 هما رقما براينت وابنته جيانا التي قضت معه في تحطم الطوافة.
وأكد جيمس هذه العلامات بقوله "كانت تحدث اشياء غريبة، لقد كان غريبا حقا"، من دون أن يتمكن من مقاومة الصدف الغريبة التي اشار إليها دكتور "غورو" على مواقع التواصل الإجتماعي في مقارنة بين حملة ليكرز في الـ"بلاي أوف" هذا الموسم وعام 2009.
خلال ذلك العام، فاز ليكرز على هيوستن روكتس في الدور الثاني، ومن ثم على دنفر ناغتس في نهائي المنطقة الغربية، في حين فاز براينت بلقبه الرابع في أورلاندو أمام صاحب الارض أورلاندو ماجيك.
هذا الموسم، اقصى ليكرز أيضا روكتس من الدور الثاني، ومن ثم ناغتس من نهائي الغربية، وسيحاول "الملك" جيمس أن يحرز لقبه الرابع في "فقاعة" أورلاندو، في ولاية فلوريدا حيث تجري المباريات بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد.
هل هي علامة من القدر أم مجرد صدفة؟ الاهم أن ليكرز شاهد كوبي يضع يده على يد أنتوني ديفيس عندما سدد لاعب الجناح ثلاثية "قاتلة" مع صافرة النهاية، منحت الفوز في المباراة الثانية أمام دنفر.
وبينما رأى مدرب ليكرز فرانك فوغل أن تسديدة ديفيس "هي تسديدة كان براينت سينجح بها"، أكد اللاعب نفسه "ارتدينا قميص نسخة +مامبا+ (اللونان الاسود والذهبي). لا نريد أبدا ان نخسر معه".
وكان فوغل توقع "عندما سنبدأ الـ"بلاي أوف"، ستكون هناك العديد من الفرص والحالات التي سنتذكر من خلالها الاشياء التي كان كوبي يدافع عنها وكيفية تعامله مع المنافسة. اعتقد ان ذلك سيساعدنا في مهمتنا".