*ابق في دارك تحمي نفسك وتحمي بلادك
*الزاكي بادو وعمراني وجهان لعملة واحدة 

بعدما تعذر على مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي في الصيف الماضي إقناع المحراث الذهبي محمد علي بامعمر بالبقاء وتمديد عقده الإحترافي مع الفريق، كان من الواجب عليهم من موقع مسؤوليتهم التدبيرية البحث عن بديل مناسب له، يملك نفس المقاسات الفنية للأسمراني الفاسي ويشغل نفس المركز، حيث وقع اختيار الدكاليين على اللاعب المخضرم/ الرحالة حسام أمعنان. 
وقد أظهرت المباريات السابقة أن الإختيار كان موفقا والصفقة ناجحة، لما يتمتع به ابن حسنية لازاري الذي جاور عددا من الأندية الوطنية(مولودية وجدة،الماص، الوداد، نهضة بركان وشباب الريف الحسيمي) من مواصفات تجعله قادرا على قراءة المباراة بشكل جيد، وتأدية الأدوار الدفاعية والهجومية في خط الوسط كنا يجب. 
في هذا الحوار، أخرجت صحيفة " المنتخب" القشاش ومحور الإرتكاز داخل فريق الدفاع الجديدي حسام امعنان من حجره الصحي المنزلي الذي فرضه انتشار جائحة وباء كورونا، ليتحدث عن برنامجه اليومي، وكذا تجربته الحالية صحبة فارس دكالة الذي يقضي معه موسمه الأول. 

-المنتخب: فرضت حالة الطوارئ الصحية ببلادنا على لاعبي البطولة الوطنية ملازمة بيوتهم كسائر المواطنين لتحاشي العدوى بفيروس كورونا، كيف تقضي يومكم في الحجر الصحي المنزلي؟
-أمعنان: (كباقي المواطنين المغاربة ألتزم بالحجر الصحي الذي أوصت به السلطات المختصة، حيث أستقر حاليا بمدينة فاس رفقة زوجتي وإبني، ولا أغادر المنزل إلا للضرورة القصوى للتبضع أو قضاء بعض الأغراض كل أربعة أو خمسة أيام، برنامجي اليومي يتضمن العديد من الأنشطة المتتوعة، تتخللها تمارين رياضية فردية بمقر سكناي، تنفيذا للبرنامج الذي يمدنا به  المعد البدني للفريق السيد كمال بوجنان) .

-المنتخب: على ذكر التمارين الرياضية، هل تخضعون لبرنامج إعدادي مضبوط في هاته الفترة الاستثنائية التي يجتازها العالم إثر تفشي وباء كورونا القاتل؟
-أمعنان: (بالطبع، بعد تعليق الأنشطة الرياضية ببلادنا، لم ينقطع الدفاع الحسني الجديدي عن التداريب، حيث نخضع للتدريب عن بعد، كما أننا دائما على تواصل مستمر مع الطاقم التقني لفريق الدفاع الحسني الجديدي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة المهيء البدني الذي يقوم  بتحضير برنامج أسبوعي للفريق يتضمن تمارين فردية ويقوم بشرحها للاعبين عبر الإنترنت، وكل واحد منا ملزم  بتسجيل حصته التدريبية وإرسال مقطع
 بتقنية الفيديو  للطاقم التقني الذي يقدم الإرشادات اللازمة للاعبين بما في ذلك النصائح الطبية والغذائية للحفاظ على الحد الأدني من لياقتهم البدنية وتفادي الزيادة في الوزن، إلى جانب حصص الإعداد الذهني من حين لآخر رفقة (الكوتش) علي العطاوي، في انتظار استئناف التداريب عما قريب بعد القضاء على هاته الجائحة إن شاء الله).

-المنتخب: بعيدا عن وباء كورونا، كيف تقيم تجربتكم الحالية صحبة الدفاع الحسني الجديدي؟
-أمعنان: (أرى أن تجربتي الحالية مع الدفاع الحسني الجديدي ناجحة، لم أجد صعوبة كبيرة في الإندماج داخل أجواء الفريق، ومن هذا المنبر الإعلامي أشكر كثيرا زملائي اللاعبين رحبوا بي ودللوا أمامي كل الصعاب، مما ساعدني على فرض رسميتي بسرعة. عادة أن اللاعب الوافد لا يكون في الموسم الأول في كامل عطائه التقني، لكن مع ذلك أنا جد مرتاح لأدائي داخل الدفاع، وأعد الجمهوو الدكالي بتقديم مستوى أفضل في الموسم المقبل إن شاء الله، والمساهمة في قيادة الفريق نحو البوديوم).

-المنتخب: على ضوء النتائج المسجلة في الثلثين السابقين من البطولة، ما هي قراءتكم لمسيرة فارس دكالة خلال منافسات هذا الموسم؟
-أمعنان: ( بكل صراحة، أظن مسيرة الدفاع الحسني الجديدي إلى حدود آخر دورة مميزة، إذ يحتل مرتبة آمنة في وسط الترتيب، وفي حال حصولنا على نقاط مباراة الرجاء وتحقيقنا لنتيجة الفوز في اللقاء المؤجل الذي سيجمعنا بنهضة بركان بملعب العبدي، فسيلتحق الفريق بدائرة الطليعة، ومن تمة سينافس على المراكز المؤدية للمسابقات الخارجية في حال استئناف البطولة في الأسابيع المقبلة. وإذا ألقينا نظرة على التركيبة البشرية للدفاع، فنجدها تمزج بين الخبرة الفتوة، بعد إلحاق عدد كبير من لاعبي الأمل بالفريق الأول، وفي اعتقادي أن الفريق الدكالي يسير في الطريق الصحيح،  بامكانه المنافسة على الألقاب، فقط على الجمهور الجديدي أن يصبر على فريقه ويواصل دعمه للاعبين لشحذ هممهم وحفزهم على البذل والعطاء).

-المنتخب: رحل الإطار التقني الوطني الزاكي بادو عن الدفاع قبل دورات قليلة من نهاية مرحلة الذهاب من البطولة، وحل محله الجزائري عبد القادر عمراني، هل من مقارنة بين هذين المدربين؟
-أمعنان: (أولا، نحن لاعبون محترفون، وملزمون بالتأقلم بسرعة مع فلسفة العمل والنهج التكتيكي لأي مدرب، ونحرص على تطبيقه حرفيا على رقعة الميدان، بالنسبة للمقارنة بين الزاكي بادو وعبد القادر عمراني، أعتقد من وجهة نظري أن كليهما مدربان كبيران، ووجهان لعملة واحدة، كفاءتهما لا تناقش، الناخب الوطني السابق غني عن التعريف، وترك بصمته الخاصة داخل الفريق الدكالي، خلفه السيد عمراني وفي ظرف وجيز وبفضل حنكته وتجربته في مجال التدريب أثبت أنه هو الآخر أنه مدرب كبير، وسيكون قيمة مضافة للبطولة الوطنية).

-المنتخب: الملاحظ على فريق الدفاع الحسني الجديدي أنه سواء مع الزاكي بادو أو عمراني حقق نتائج طيبة خارج الميدان، وأخلف الموعد في كثير من المناسبات بملعب العبدي، كيف تفسر هذه المفارقة الغريبة؟
-أمعنان: ( لقد كسرنا هذه القاعدة بالفوز على كل من يوسفية برشيد وسريع وادي زم، وأضعنا كذلك النقاط في مباريات أخرى بملعب العبدي ، بالنسبة لتفسيري لهذه الظاهرة السلبية، ربما تعود إلى قلة التركيز أحياناً، وضغط الجمهور الزائد على اللاعبين في أحايين كثيرة، لذلك، أعود وأؤكد بأن المشكل نفسي بالدرجة الأولى أكثر منه شيء آخر، وقد لاحظتم أننا بدأنا نتغلب على هذا العائق السيكولوجي في المباريات الأخيرة من البطولة).

-المنتخب: ما رأيك في المستوى العام للبطولة الوطنية التي عرفت توقفات كثيرة بسبب كثرة المؤجلات ساهمت في تكسير إيقاع المنافسات؟
-أمعنان: (بغض النظر عن هاته المعطيات التي ذكرت، أعتقد أن مستوى البطولة الوطنية الاحترافية لهذا الموسم جيد جدا، حيث برزت عدة أندية بصورة قوية، ومن تمة ذابت كل الفوارق وأضحت الحظوظ متساوية بين معظم الفرق الوطنية التي تنافس على المراكز المتقدمة في سبورة الترتيب المؤدية إما نحو اللقب أو إنهاء الموسم في مرتبة  تضمن لها المشاركة في مسابقة قارية أو عربية التي أضحت إحدى الرهانات الكبرى لأنديتنا الوطنية بحكم المتابعة الإعلامية التي تحظى بها هاته المنافسات الخارجية ، وما تدره من أرباح مالية، أما في ما يخص كثرة المؤجلات فهناك اكراهات حثمت ذلك، وهذا شأن يخص الجامعة والقائمين عن تدبير العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم الموكول إليهما الحديث عن هذا الموضوع، ولا يدخل ضمن اختصاصنا كلاعبين).

-المنتخب: هناك حديث في الأوساط الرياضية عن احتمال تقليص أجور ومكافآت اللاعبين والمدربين بعد مرحلة كورونا على غرار مجموعة من البطولات العالمية. ما تعليقكم؟
-أمعنان: ( بكل صراحة، ليس لدس علم بهذا الموضوع، وإذا صدر قرار  في الأيام القادمة من الاتحاد الدولي " الفيفا" أو الجامعة فما علينا كلاعبين سوى الانصياع لهذا القرار، لأن مصلحة النادي فوق كل اعتبار، علما أن هناك لاعبين يتلقون أجورا زهيدة، ويجب أخذ هذه الفئة بعين الاعتبار وحماية مصالحها).

-المنتخب: بم تود أن تختم هذا الحوار؟
-أمعنان: (أولا، أستغل هذه المناسبة لأتوجه بالشكر الجزيل لوالدي الكريمين محمد أمعنان وفتيحة أمعنان اللذين سهرا على تربيتي، وكانا سندا قويا لي في جميع محطاتي الكروية، كما أشكر الأطباء والممرضين جنود الوطن الأوفياء في الصفوف الأولى، أبطال الحرب على الوباء ومعهم كل المسؤولين الذين يبذلون ليل نهار مجهودات كبيرة لإخراج بلادنا بسرعة من هاته المحنة، كما أدعو الشعب المغربي إلى التحلي بالصبر والإلتزام بالحجر الصحي المنزلي الذي تبث علميا أنه الوسيلة الوحيدة لهزم هذا الفيروس الفتاك. وأختم الحوار بهذه الكلمة التوجيهية والتي يحفظها الجميع : (ابق في دارك تحمي راسك وأهلك وبلادك).