الوداد والرجاء في غم «كورونا» سواء
تدبير مرحلة صعبة من أجل غد بدون تداعيات سلبية
يحرص الرجاء والوداد على تدبير مرحلة تفشي وباء كورونا بكثير من الحيطة والحذر، حيث تُلزم إدارتا الفريق الأخضر كما الأحمر، جميع اللاعبين بتتبع نظام تدريبي يراقبه مسؤولو الفريق عن بعد.
التوقف الإضطراري الذي تسبب فيه وباء كورونا، يأمل أصحاب القرار داخل الرجاء والوداد، أن لاتكون له تداعيات سلبية على اللاعبين، في الوقت الذي يأمل فيه الجميع أن تعود الكرة للدوران ويستأنف النشاط الرياضي الذي تجمد بعد تفشي «كوفيد-19» في العديد من مدن المملكة المغربية.
توقف إضطراري
إستطاع قطبا الدار البيضاء الرجاء والوداد خطف الأنظار هذا الموسم، بتحقيق نتائج إيجابية سواء في البطولة الوطنية، أو عصبة أبطال إفريقيا أو كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.
ولولا التوقف الإضطراري الذي شاب جميع المنافسات الكروية، لإستمر الفريق الأحمر وغريمه الأخضر، في تحقيق نتائج إيجابية في ظل التنافس الشديد على الألقاب بين الغريمين.
ورغم أن بعض جماهير الوداد والرجاء ترى بأن توقف النشاط الكروي، خدم مصلحة الفريقين بفعل كثرة المباريات التي خاضوها على أكثر من واجهة، ومعاناة اللاعبين من عياء كبير بالنظر للمجهودات البدنية التي بذلوها، إلا أن جماهير أخرى ترى بأن الإنقطاع عن اللعب،سيؤثر بالسلب على اللاعبين وسيفقدهم الرغبة التي كانت لديهم من أجل الصعود لمنصات التتويج، مع تأثر الجميع من الناحية النفسية والبدنية، لاسيما وأن كل العناصر تكتفي فقط بالتدرب داخل المنزل،وفي حال تواصلت المنافسات الكروية الجميع سيجد نفسه يعاني خلال مباراة من 90 دقيقة.
للحفاظ على اللياقة فقط
لاعبو الرجاء والوداد شأنهم شأن جميع لاعبي البطولة، يتدربون داخل منازلهم للحفاظ على لياقتهم البدنية فقط، لأنه وبإعتراف الكثير من المعديين البدنيي المغاربة والأجانب، يصعب على أي لاعب كيفما كان نظامه التدريبي المنزلي أن يرفع من منسوب لياقته، دون أن يزاوج بين التمارين في الهواء الطلق كالمعتاد، مع تداريب قاعة تقوية العضلات مع الركض لمسافات طويلة، وهو الأمر غير متوفر في الفترة الحالية أمام اللاعبين.
ورغم التداعيات التي قد يعاني منها لاعبو الرجاء والوداد بدنيا في المرحلة المقبلة، إلا أن جميع اللاعبين يحرصون على الإلتزام بتداريبهم اليومية، مع إتباع برنامج غذائي يحول دون كسب الوزن الزائد من أجل الحفاظ على الرشاقة رغم أن الكثير من اللاعبين يخشون أن تتضرر لياقتهم في القادم من الأيام، إذا ماقررت السلطات تمديد فترة الحجر الصحي لما بعد 20 أبريل المقبل.
تدبير مرحلة صعبة
لايختلف إثنان، بأن الفترة الحالية التي تفشى فيها وباء كورونا تعتبر لحظة فاصلة في تاريخ كرة القدم المغربية، حيث لم يعتد أي جيل من اللاعبين السابقين على مثل هذا الحدث، الذي جعل الكرة تتجمد، والأقدام لا تتحرك سوى داخل المنازل مع منع كلي للركض خارجها.
وفي الوقت الذي وجد جمال السلامي ومعه الإسباني خوان غاريدو نفسيهما، غير ملزمين برسم الخطط التكتيكية المعتادة، تحمل المعد البدني للنسور ولفرسان القلعة الحمراء كامل المسؤولية من أجل التواصل اليومي مع اللاعبين، لتجاوز مخلفات التداريب المنزلية التي لاترقى للتداريب التي تعود عليها لاعبو الغريمين منذ سنوات، مع مايصاحب ذلك من متابعة إعلامية وجماهيرية.
أي تداعيات لتجميد النشاط؟
قبل تجميد النشاط الكروي في البطولة الوطنية، كان الوداد البيضاوي يتصدر برصيد 36 نقطة من أصل 18 مباراة خاضها، مقابل تأهل الفريق الأحمر لنصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا لملاقاة الأهلي المصري، في حين كان الغريم الرجاء البيضاوي يحتل الصف السادس برصيد 28 نقطة من أصل 15 مباراة، مع تواجد النسور في نصف نهائي عصبة الأبطال لمواجهة الزمالك المصري، وحضورهم أيضا في نصف نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال يصاقرون الإسماعيلي المصري.
وبغض النظر عن منافسة البطولة، يظهر جليا بأن التوقف صب في مصلحة الرجاء البيضاوي، الذي كان تضرر بكثرة الإصابات التي تعرض لها الفريق الأخضر حيث تردد لاعبوه بقوة على مصحة «أسبيتار» التابعة لأكاديمية أسباير بقطر (بوطيب – بنحليب- الدويك – الحافيظي)، مقابل ذلك تضرر الوداد أيضا بإصابة لاعبيه صلاح الدين السعيدي وأشرف داري، لتكون الأيام المقبلة فرصة لقطبي الدار البيضاء بإستعادة كافة نجوم الفريق، والإستعداد للإستحقاقات المقبلة في حال منحت السلطات المغربية الضوء الأخضر لجامعة الكرة بإستئناف نشاط البطولة، وكذلك الشأن بالنسبة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والإتحاد العربي للعبة، في إنتظار جديد المرحلة القادمة والتي يتطلع لها الجميع بفارغ الصبر لمعرفة المفاجآت التي ستحملها.
ما بين الرجاء والوداد
حرص الطاقم التقني للرجاء البيضاوي، على تقسيم العمل بينه، حيث يتواصل المدرب جمال السلامي ببعض اللاعبين، ويتكلف مساعده يوسف السفري بمجموعة أخرى،وكذلك الشأن بالنسبة لهشام أبوشروان، مقابل ذلك يتواصل طاقم النسور يوميا فيما بينهم، لتتبع العمل عن بعد الذي يشرفون عليه،في الوقت الذي خصصت إدارة الفريق الأخضر دراجات ومعدات رياضية لفائدة اللاعبين من أجل مساعدتهم على الحفاظ على ليقاتهم البدنية.
من جانبها حرصت إدارة الوداد اليبضاوي، على صرف راتب شهر مارس لكافة لاعبي الفريق ومستخدمي مركب بن جلون ،رغم ماتكبده الوداد جراء توقف البطولة،مقابل ذلك لايكل الإسباني غاريدو ولايمل في التواصل مع عناصره من أجل متابعة النظام التدريبي الذي يخوضونه داخل منازلهم، حيث يحرص الربان الإسباني على أن تكون تمارين لاعبيه دقيقة،مع حرصه على وضع برنامج واحد يلتزم به جميع لاعبي القلعة الحمراء.