فرض محمد نهيري نفسه نجما فوق العادة في سهرة السبت المنصرم بعدما نجح في تأكيد عودته لصفوف الوداد وبأجمل كيفية ممكنة بتسجيل هدفين مكنا الفرسان الحمر من اقتلاع أنياب النجم والتأهب لموقعة رادس من موقع أكثر راحة بخلاف الزيارات السابقة.
نهيري يحكي لكم هنا عن خلفيات العودة القوية و أسرارها، وكيف يقرأ لقاء الإياب وعديد التفاصيل الأخرى التي واكبت فترة غيابه الشهير..

ــ المنتخب: عودة ولا في الخيال، هدفان في عصبة الأبطال أي تعليق لك؟
محمد نهيري: هو فصل من الله و توفيق منه وإنصاف لوضعي ولما عشته في السابق وتحملته بصبر شديد، و لو كان أحد غيري لانهار واستسلم ولربما لتغير وضعه كلاعب.
كنت دائما واثقا أنني لم أرتكب ذنبا يستحق كل الذي حدث معي في السابق،  كما كنت دائما مستعدا للظهور والرد في الميدان وليس في وسائل الإعلام كما حاول البعض جرى لذلك.

ــ المنتخب: هل توقعت أن يحالفك التوفيق بتلك الكيفية؟
محمد نهيري: ما كنت واثقا منه هو أنه متى تسنح لي الفرصة سأثبت أني هو نهيري نفسه الذي تعرف عليه الجمهور في السابق ولم يتغير،  الحمد لله أملك خاصية هامة وهي الشخصية القوية التي لا تتأثر بما ينسج خولها من شائعات وباطل وافتراءات، لذلك تابعت كل الجدل الذي كان يثار بعد قرار الإيقاف وبقيت هادئا وأعلنت امتثالي لما يحكم به المكتب المسبر والمدرب، ولو أني كنت أتساءل دوما إن كنت قد ارتكبت زلة وذنبا يقتضي كل الذي حدث معي.

ــ المنتخب: ولو أنني لا أرغب في النبش في تلك القصة، لكن المناسبة تفرض ذلك برأيك لم تحملت لوحدك كل تلك المسؤولية؟
محمد نهيري: هذا سؤال تمنيتم لو وجه لزوران ولو أجاب عنه بإقناع، أعتقد أنه كان المسؤول الأول والأخير عما حدث يوما لكنه حاول إلباس تهمة الإقصاء للاعبين وأنا في مقدمتم.
لقد سجلت هفا من ضربة جزاء نشر الفرحة والسعادة في الملعب وكنا متفوقين بفارق 3 أهداف ربع ساعة قبل نهاية المباراة، وعلى مستوى العالم وكما نتابع في كبريات المباريات، حين يحدث انقلاب في النتيجة في مثل هذه الحالات فاللوم لا بد وأن يتحمله المدرب بدوره.
للأسف إلباسي المسؤولية لوحدي لم يكن عادلا ومع ذلك تحملت هذه الفاتورة ولم أحدث ضجة.

ــ المنتخب: أن يتم ايتبعادك لفترة طويلة للفريق الرديف وبعدها تتغيب عن المباريات لفترة طويلة، حدثنا عن تفاعلك مع هذه الوضعية؟
محمد نهيري: بطبيعة الحال كان وضعا غير مألوف بالنسبة لي، بل لم أتوقع حدوثه معي في يوم ما، لقد أتيت من الفتح بطلا للمغرب ولكأس العرش و لاعبا دوليا ومتوجا بالشان.
لقد لعبت للفريق الوطني ومثلته مرارا ومؤكد أن سمعتي تسبقني ويهمني أن أحافظ عليها، لذلك لم أتوقع أن تتم معاقبتي بهذا الشكل من طرف  زوران، ومع ذلك واحتراما لهوية الوداد وسعاره قبلت القرار وامتثلت له رغم الجرح العميق الذي سببه لي سيما بعدما حاول البعض تدميري بالشائعات.

ــ المنتخب: على ذكر الشائعات، ألم تشعر في لحظة ما أنك قريب من الإستسلام؟
محمد نهيري: الإستسلام لا يوجد ضمن قاموسي الشخصي، على العكس إيماني القوي بأنني مظلوم وأستحق مكانا لي داخل الوداد كلاعب أساسي كما تعودت منذ يوم توقيعي مع الفريق، جعل الوحش الذي في داخلي يتقوى ويكبر والحافز للعودة أفضل من السابق يتضاعف.
لذلك كان رهان من خططوا لتدميري خاطئا، فقد قبلت اللعب مع الرديف ولم أسقط في فخ التمرد وبقيت علاقتي بالجمهور في حدود الإحترام.

ــ المنتخب: على ذكر الجمهور لقد كنت ذكيا في إهدائه باقة ورد أعادت الدفء بينكما؟
محمد نهيري: ليس في الأمر ذكاء، بل إقرار بفضل هذا الجمهور علي، فهو التاج الذي أضعه فوق رأسي لأن الحمهور الودادي استثنائي وبالتالي يستحيل وإن تحانل البعض علي وظلموني، أن أدخل في صراع و معارك مجانية معهم، دائما ما نقولها داخل الوداد، إن كان هنا من يقوم بدوره على أكمل وجه دائما فهو الجمهور الودادي وبالتالي يستحق بتضحياته منا أن نقاتل كي يظل سعيدا وفخورا بنا.

ــ المنتخب: وماذا عن علاقتك بالمدرب غاريدو؟
محمد نهيري: قد يبدو للبعض أن هذه مجاملة ونفاق لكنه الواقع الذي ينبغي الإعتراف به، سمعت عنه لما كان في الرجاء وخلال أيام تواجده معنا أظهر قيمته الإنسانية أولا والتقنية ثانيا.
إنه مدرب كبير وهذه شهادتي التي أتحمل فيها مسؤوليتي كاملة، بصمته ظهرت بسرعة وفي اعتقادي التعاقد معه كان خطوة ذكية من إدارة الوداد وأجزم أنه سينجح إن شاء الله مع الفريق.

ــ المنتخب: تحررت بسرعة معه، هل هي تعليمات أم كانت رغبة خاصة منك لتظهر بتلك الصورة؟
محمد نهيري: الأمران معا، بطبيعة الحال لا بد من احترام تعليمات المدرب في مثل هذا النوع من المباريات، كما لا بد للاعب «باش يريد من عندو كما نقول» .
شعرت وكأن الفرصة قد لاحت لي كي أرد على من ظلمني والرد على من شكك في، ولم تكن غايتي الأرقام الفردية بقدر كان هاجسي مساعدة الوداد ليفوز على النجم وبحصة مريحة، التوفيق كان من عند الله لأنه يكافئ النية الحسنة للعبد لله فسارت الأمور كما ينبغي بدعم الجمهور ومساعدة زملائي اللاعبين.