انتهت المباراة التي جمعت يوسفية برشيد بضيفه اتحاد طنجة عن الدورة 19 من منافسات البطولة الاحترافية بفوز أصحاب الأرض والضيافة بـ3 – 0 بعدما وجد الضيوف صعوبة بالغة في تليين طريقة لعبهم ومجاراة البرشيديين خصوصا خلال الشوط الأول.
ورغم أن الدقائق الـ20 الأولى من زمن المباراة تميزت بالتكافؤ رقما وأداء مع غياب فرص التهديد من الفريقين من شدة الحذر المبالغ فيه.. إلا أن مجريات المباراة عرفت انفراجة كبيرة عندما قاد يوسفية برشيد هجوما قويا وسريعا في الدقيقة 21 ختمه عبد الصمد نياني بالتوقيع على هدف فريقه الأول عقب تمريرة رائعة ومثقنة من زميله يونس الحواصي.
هدف السبق بالقدر الذي أراح أصحاب الأرض ومنحهم الثقة الكافية.. بالقدر الذي حفزهم للبحث عن مزيد من الأهداف، لذلك بادروا إلى البحث عن هدف ثان لم يتأخر كثيرا بعدما أنصفتهم تقنية الحكم المساعد "فار" في الدقيقة 36. فبعد إسقاط كريم الهاشمي داخل مربع العمليات إثر تدخل قوي من الحارس الطنجاوي هشام المجهد أعلن الحكم سمير الكزاز عن ضربة مرمى، لكن حكام غرفة الـ"فار" تدخلوا لتصحيح الوضع، وبعودة الكزاز إلى اللقطات المعادة عبر الفيديو لم يتردد في الإعلان عن ضربة جزاء لصالح يوسفية برشيد الذي سجل منها هدفه الثاني من توقيع عبد الخالق أيت أورحبي.
الهدف الثاني زاد من معاناة اتحاد طنجة الذي بدا عليه التوثر والارتجال وكأنه فقد "البوصلة" وكل آليات التحكم، فلم يعد يستطيع أن يظهر شخصيته كفريق قوي يمتلك القدرة على مواجهة كل الظروف الصعبة.. وجاءت الدقيقة 45+3 من الوقت بدل الضائع ليزيد "الطينة بلة" بالنسبة للضيوف، ذلك أن يوسفية برشيد قاد من جديد هجمة قوية وسريعة توغل على إثرها يونس الحواصي داخل مربع العمليات ليتم إسقاطه، ولم يتردد الحكم الكزاز في الإعلان عن ضربة جزاء مشروعة سجل منها المحليون الهدف الثالث عن طريق اللاعب زكريا فاتي لينتهي الشوط الأول "برشيديا" بثلاثية مستحقة.
نتيجة الشوط الأول أرغمت مدربي الفريقين على التحرك تكتيكيا خلال الشوط الثاني.. مدرب يوسفية برشيد فريد شوشان من أجل الحفاظ على تقدم فريقه ومحاولة إضافة مزيد من الأهداف، ومدرب اتحاد طنجة بيدرو بنعلي من أجل وقف النزيف ومحاولة تقليص الفارق في الأهداف على الأقل إن لم يكن بمقدور لاعبيه قلب النتيجة رأسا على عقب.
وظهر اتحاد طنجة أكثر شراسة خلال الشوط الثاني، وبات أكثر قدرة على المناورة وصناعة التهديدات، وهو ما أرغم يوسفية برشيد على التزام منطقته أكثر، دفاعا عن مكتسبات الأهداف الثلاثة التي أنهى بها الشوط الأول، مع الاعتماد على المضادات الخاطفة كلما سمحت الظروف بذلك. لكن الإشكالية بالنسبة للطنجاويين أنهم ظلوا يصطدمون بدفاع قوي وصامد يصعب اختراقه، لذلك لم يتمكنوا خلال الشوط الثاني من تقليص الفارق في الأهداف رغم أنهم كانوا الأفضل قوة وأداء وانتشارا.
ومع عجز الفريقين عن تغيير النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول، فقد ظلت النتيجة هي ذاتها ليفوز يوسفية برشيد في نهاية المطاف بـ3 – 0، وهو فوزه الثاني على التوالي والسابع حتى الآن في منافسات البطولة.
وبهذا الفوز تقدم يوسفية برشيد إلى المركز 9 برصيد 24 نقطة، فيما ظل اتحاد طنجة في المركز ما قبل الأخير برصيد 15 نقطة، وقد يتهدده النزول بقوة إن لم يتدارك الموقف بحزم وصرامة خلال القادم من المباريات.
