لا يختلف اثنان، على أن الأفكار تصنع المشاريع، وبالأفكار والاقتراحات وتبادل الرؤى، تبلورت العديد من المشاريع في شتى الميادين والمجالات وخرجت إلى الوجود، بل نمت وتناسلت ففرخت ذرية من المشاريع الناجحة.
فلماذا لا يفتح هذا الباب في مجال التحكيم؟ 
ولماذا لا يتم تبادل المقترحات والتصورات والرؤى بين أصحاب القرار في هذا الميدان وبين من سبقوهم في التجربة سواء على مستوى التسيير أو الممارسة؟ 
ولماذا لا يتم تشكيل لجنة نسميها مثلا "لجنة حكماء التحكيم" تتكون من أناس خبروا الميدان ولهم فيه دراية وقدرة على اقتراح أفكار وآراء وتقديم بدائل وحلول، تكون كقوة اقتراحية استشارية لميدان يتطلب مشاركة أهله وذويه، ولو في الرأي والاقتراح؟ 
إن ورش التحكيم صعب وشاق، ويتطلب الانفتاح على المحيط القريب منه والبعيد، ولا يمكن  لشجرة هذا الورش أن تورق وتثمر، إذا لم نوفر لها كل وسائل النمو من تربة خصبة وأسمدة ودرجة حرارة مناسبة، ومن إنسان خبير بالمجال، يستطيع تتبع نمو الشجرة منذ غرسها إلى بداية إنجابها..
فالسيد رئيس الجامعة قد وفر جزءا كبيرا من هذه الأرضية واستثمر فيها بميزانية ضخمة، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو نكرانها، لكن غلة هذا المنتوج لم تثمر بعد بالشكل المأمول والمنتظر، فهل هي مسألة وقت  وانتظار، أم أن عنصرا منعناصر تنمو وإنتاج هذه الشجرة، قد شابه عيب ولم يستطع الإنصهار في بوتقة باقي العناصر الأخرى لتورق شجرة التحكيم وتثمر وتعيد الاعتبار لسلالتها التي بدأت تصفر وتذبل؟؟  
إن الاستشارة مع من هم أهل لها ، لا يفسد للود قضية، بل لا يضر أكثر مما ينفع، وما خاب من استشار..