إذا كانت السنة الماضية قد حملت معها تتويج الرجاء البيضاوي بلقب الكونفدرالية الإفريقية، وفوز منتخب المحليين بلقب الشان، وعودة الأسود للظهور في العرس العالمي لكرة القدم بعد 20 سنة من الغياب، فإن السنة التي نودعها لم تكن موفقة مثل سابقتها في توهج كرة القدم المغربية على المستوى القاري. ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج أسود الأطلس من دور ثمن نهاية كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها مصر شهر يونيو الماضي على يد البنين، بعدما كان من بين المرشحين لبلوغ المربع الذهبي في أسوأ الحالات، بعد الأداء المتميز الذي بصم عليه في مونديال روسيا 2018، وكذا تحقيقه للعلامة الكاملة في دور المجموعات بتأهله متصدرا لمجموعته بتسع نقاط.
وعلى مستوى الأندية، حرم فريق الوداد البيضاوي من نيل لقب عصبة الأبطال الإفريقية للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه، ويالتالي تكريس الإنجازات التي حققها النادي البيضاوي على الصعيدين الوطني والقاري، بعد إعلان فريق الترجي التونسي بطلا للدورة في مباراة أثارت الكثير من الجدل وأسالت الكثير من المداد، بعد توقف مباراة النهاية إياب التي جرت بالملعب الأولمبي برادس في الدقيقة 59 لعدم احتساب هدف صحيح للوداد، ورفض حكم اللقاء اللجوء لتقنية الفار الذي تبين في ما بعد أنه خارج الخدمة، ليتم إنهاء المباراة وإعلان الترجي فائزا باللقب. ولم يكن فريق حسنية أكادير، الذي تأهل على حساب حامل اللقب الرجاء البيضاوي، أوفر حظا من الوداد البيضاوي في مغامرته القارية ضمن مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث ودع المنافسة من دور ربع النهاية، بعد هزيمته أمام مضيفه الزمالك المصري في إياب هذه المسابقة بهدف دون رد. من جهته، بصم فريق نهضة بركان رفقة الإطار الوطني منير الجعواني، على مشاركة قوية في المسابقة ذاتها، بعد أن تأهل لدور ربع النهاية على رأس المجموعة الأولى، أمام حسنية أكادير الذي حل ثانيا، والرجاء البيضاوي الذي توقفت رحلته في الدفاع عن لقبه في دور المجموعات، وتفوقه في دور الربع ذهابا وإيابا على غور ماهيا الكيني بحصة عريضة (2-0 و5-1)، وإزاحته للصفاقسي التونسي في ريمونطادا تاريخية بالملعب البلدي لبركان بثلاثة أهداف للاشيء، بعد أن كان قد انهزم في مباراة الذهاب بهدفين للاشيئ بملعب الطيب المهيري بصفاقص.
ورغم فوزه بميدانه في ذهاب المباراة النهائية على الزمالك المصري بهدف للاشيء، خانت التجربة أصدقاء العربي الناجي، وانهزموا بالضربات الترجيحية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بانتصار الفريق المصري بهدف دون رد.
وكان الإنجاز القاري لهذه السنة (نيجيريا 2019) من نصيب المنتخب المغربي لكرة القدم للمكفوفين وضعاف البصر (سيسي فوت)، بعد فوزه على نظيره المالي، في المباراة النهائية التي جرت يوم فاتح دجنبر الجاري بمدينة انيغو جنوب- شرق نيجيريا.
وحافظ المنتخب المغربي بعد هذا الفوز على اللقب، الذي توج به الدورة الماضية، وحجز بالتالي بطاقة التأهل لدورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020.
وفي المنافسات الوطنية، تمكن الفريق العريق الاتحاد البيضاوي من التتويج بأول لقب في مسيرته، بعد تتويجه بكأس العرش لهذا الموسم على حساب حسنية أكادير بهدفين لواحد، في المباراة النهائية التي جمعت بينهما على أرضية الملعب الشرفي بوجدة.
وتميزت سنة 2019 على مستوى تدبير وتسيير كرة القدم الوطنية بتأسيس عصبة كرة القدم النسوية أواخر شهر نونبر الماضي، والتي تضطلع طبقا للأنظمة التي تحددها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بمسؤولية تنظيم المنافسات والتظاهرات الرياضية بين الجمعيات الرياضية والشركات الرياضية، التي تتألف منها وتساهم في دراسة وإنجاز مشاريع التهيئة الرياضية وفي تكوين الأطر التقنية في مجال تخصصها.
كما تم تأسيس عصبة كرة القدم المتنوعة مع مطلع الشهر الجاري، والتي أوكل إليها مهمة تنظيم المنافسات والتظاهرات الرياضية بين الجمعيات الرياضية المنضوية تحت لوائها، فضلا عن مساهمتها في دراسة وإنجاز مشاريع التهيئة الرياضية وتكوين الأطر التقنية في مجال تخصصها.