تدل ملامح البوسني وحيد خاليلودزيتش سواء في خرجاته الإعلامية الأخيرة وحتى في ودية الأسود أمام منتخب ليبيا المنتهية بتعادل إيجابي وبأداء لا يطمإن، على أن الرجل يعيش حالة كبيرة من التخبط وعلى أن بداياته مع الفريق الوطني يسودها الإرتباك ويغلب عليها الإرتجال، بل وتصيب بالخوف والقلق.
وتتحالف العديد من الإكراهات والمثبطات لتجعل من الأيام الأولى لوحيد خاليلودزيتش صعبة وقاسية بل ومحتاجة لكم هائل من الصبر.
وهذه أهم الإكراهات التي تواجه خاليلودزيتش..

الإكراه الأول: منتخب محطم
لن نختلف على أن وحيد خاليلودزيتش قبل بتولي قيادة منتخب مغربي معنوياته تحت الصفر، جراء خيبة الأمل الكبيرة التي اجترها وهو يخرج من نهائيات كأس إفريقيا للأم 2019 بمصر مقصياً من دور الثمن النهائي أمام سناجب بنين.
صدمة قوية لمنتخب دخل المونديال الإفريقي في ثوب المرشح الأول للفوز باللقب، وهو ما استوجب الإنفصال عن المدرب هيرفي رونار وأدخل العناصر الوطنية في حالة من الإحباط، وتلك حالة من الإنهيار النفسي التي لا يسهل الخروج منها إلا بتحقيق الإنتصارات.

الإكراه الثاني: اعتزال العمداء
ولعل الإكراه الأكبر الذي واجهه وحيد وهو يتولى العارضة التقنية للفريق الوطني، أن العمداء قرروا لأحكام السن إشهار تقاعدهم دوليا (امبارك بوصوفة وكريم الأحمدي)، كما أن المهدي بنعطية الذي كان وحيد يمني النفس، بأن يطيل المقام في العرين لسنتين أخريين في انتظار تجهيز البديل، أعلن هو الآخر اعتزاله اللعب دوليا، بينما حكم تراجع الأداء تغييب لاعبين آخرين هما مروان داكوسطا وخالد بوطيب، ما كان يعني أن النواة الصلبة ضربت بالكامل، وبات وحيد خاليلودزيتش مواجها بضرورة تشكيل نواة صلبة جديدة، مع ما يحتاجه ذلك من مساحة زمنية يكون فيها كم الصبر كبيرا.

ADVERTISEMENTS

الإكراه الثالث: موجة الإصابات
بعد أن كرس وحيد وديتي بوركينا فاسو والنيجر للمعاينة والإفتحاص من أجل وضع النواة الصلبة الجديدة، فقد كان يأمل من وديتي ليبيا والغابون أن تكونا أرضيتين لتجريب منظومة اللعب، بخاصة وأن شهر نونبر القادم سيعيد الفريق الوطني لأجواء المباريات الرسمية، عندما سيلاقي موريتانيا وبوروندي برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2021.
إلا أن الإصابات التي ضربت كلا من يونس بلهندة ونبيل درار ونصير المزراوي وغانم سايس، والإرهاق الكبير الذي أصاب حكيم زياش وأشرف حكيمي وعادل تاعرابت، سيعقد كثيرا مهمة وحيد للإستثمار على نحو جيد في ودية ليبيا.
لقد حولت كل هذه الغيابات الإضطرارية ودية ليبيا من مباراة لتجريب منظومة اللعب وخلق مزيدا من التجانس بين غالبية العناصر الأساسية، إلى مباراة لتجريب عناصر لا أحد فكر إطلاقا بعودتها إلى عرين الأسود وقد خرجت منه لثبوت فشلها في فرض ذاتها..

هل يحول الجمرة لثمرة؟
بالطبع عاش وحيد خاليلودزيتش طوال مساره التدريبي العديد من الحالات المماثلة، حيث تكون الميلادات مسبوقة بمخاضات عسيرة وحيث تبرز العديد من المشاكل ذات الطبيعة الفنية والتكتيكية وحيث تبرز براعة المدرب في ابداع الحلول، لذلك يجب أن نتفاءل برغم ما عليه الوضع الحالي من قتامة، فالمواعيد الكروية القادمة بخاصة منها الرسمية، كفيلة بأن تظهر لنا الفريق الوطني بوجه جديد هو من إبداع وحيد الكيميائي الذي يستطيع أن يحول الجمرة إلى ثمرة.