استهل مانشستر يونايتد مسعاه للعودة الى المراكز الأربعة الأولى والمشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بفوز كاسح على ضيفه وغريمه تشلسي هو الأكبر له على الأخير منذ 1994، وجاء بنتيجة 4-صفر الأحد على ملعب "أولد ترافورد" في المرحلة الأولى من البطولة الإنكليزية.

ويدين يونايتد بالنقاط الثلاث وتأكيده تفوقه على تشلسي في "أولد ترافورد" حيث لم يخسر أمام غريمه اللندني منذ 5 أبريل 2013 (1-صفر في البطولة)، الى ماركوس راشفورد الذي سجل ثنائية (18 من ضربة جزاء و67) في هذه المباراة التي تفوق فيها الضيوف ميدانيا وفرصا لكن الحظ والحارس الإسباني دافيد دي خيا وقفا في وجههم، فيما كان الهدفان الآخران من نصيب الفرنسي أنطوني مارسيال (65) والوافد الجديد الويلزي دانيال جيمس (81) بعد دقائق معدودة على دخوله الملعب.

ومن المؤكد أن لاعب الوسط الدولي الإنكليزي السابق فرانك لامبارد كان يمني النفس ببداية أفضل بكثير في مستهل مهمته كمدرب للفريق الذي دافع عن ألوانه على مدى 13 موسما (2001-2014)، أصبح خلالها هدافه التاريخي مع 211 هدفا في 648 مباراة (بحسب النادي).

ADVERTISEMENTS

وخرج لامبارد من المباراة يجر خلفه خيبة أن يكون صاحب أقسى هزيمة لمدرب لتشلسي في أول مباراة له مع الـ"بلوز" منذ داني بلانشفلاور في دجنبر عام 1978 حين خسر النادي اللندني أمام ميدلزبرو 7-1.

لكن الفريق اللندني ظهر على صعيد الأداء، وخلافا لما تظهر الخسارة التي هي الأكبر له امام يونايتد منذ الخسارة برباعية نظيفة ايضا في نهائي كأس إنكلترا عام 1994، بمستوى جيد بقيادة مجموعة من الشبان الذين سيعول عليهم كثيرا هذا الموسم في ظل حظر الانتقالات المفروض عليه من قبل الاتحاد الدولي "فيفا" بسبب مخالفته قواعد التعاقد مع اللاعبين القصر.

وفي الجهة المقابلة، بدأ النروجي أولي غونار سولسكاير موسمه الأول الكامل كمدرب ليونايتد بأفضل طريقة، ورد بقوة على نتيجتي مانشستر سيتي البطل وليفربول الوصيف اللذين فازا على وست هام يونايتد 5-صفر ونوريتش سيتي 4-1 تواليا.

ودخل يونايتد مباراة الأحد بحلة جديدة حيث أشرك قلب الدفاع الدولي هاري ماغواير الآتي من ليستر سيتي في صفقة قدرت قيمتها بـ80 مليون جنيه وجعلت منه أغلى مدافع في العالم، والظهير الأيمن آرون وان-بيساكا القادم من كريستال بالاس، فيما بقي الوافد الجديد الآخر دانيال جيمس، القادم من سوانسي سيتي، على مقاعد البدلاء قبل أن يدخل في اواخرها ويسجل الهدف الرابع الذي جعل فريقه يحقق أكبر فوز على غريمه اللندني في البطولة منذ مارس 1965 حين تغلب عليه 4-صفر أيضا بقيادة المدرب الاسكتلندي الأسطوري مات باسبي.

وفي ظل حظر التعاقدات المفروض عليه لفترتي انتقالات بسبب مخالفته قواعد التعاقد مع الق صر وخسارة جهود نجمه الأول البلجيكي إدين هازار لصالح ريال مدريد الإسباني، اعتمد تشلسي على عامل الشباب باشراك لاعبين مثل تامي أبراهام الذي كاد أن يفتتح التسجيل للضيف اللندني من تسديدة بعيدة قوية لو لم يتدخل القائم الأيمن لمرمى الحارس الإسباني دافيد دي خيا (4).

وعاد ابن الـ21 عاما الى تشلسي هذا الموسم بعد أن أمضى الأعوام الثلاثة الماضية معارا لبريستول سيتي وسوانسي سيتي واستون فيلا، وشكل منذ الدقائق الأولى التهديد الأكبر لدفاع "الشياطين الحمر"، على غرار لاعب الوسط مايسون ماونت (20 عاما)، العائد الى الـ"بلوز" بعد أن كان معارا منذ 2017، إذ كان قريبا من التسجيل بتسديدة بعيدة لولا تألق دي خيا (12).

لكن الهدف جاء من الجهة المقابلة حين ارتكب الفرنسي كورت زوما خطأ في المنطقة على ماركوس راشفورد، فاحتسب الحكم ضربة جزاء تأكد من صحتها عبر الاحتكام الى الاعادة بالفيديو "ڤار"، ونفذها راشفورد بنجاح في سقف شباك مرمى الحارس الإسباني كيبا أريسابالاغا (18).

وأثر هذا الهدف على معنويات لاعبي تشلسي لكنهم حافظوا على رباطة جأشهم وعادوا تدريجيا الى أجواء اللقاء وكانوا قريبين من التعادل بتسديدتين بعيدتين قويتين لروس باركلي، مرت الأولى قريبة جدا من القائم الأيسر (35)، فيما صد دي خيا الثانية (36) ثم تدخل مجددا وهذه المرة ببراعة لصد كرة من زاوية صعبة جدا لباركلي أيضا (39).

ومرة أخرى وقف الحظ الى جانب يونايتد عندما نابت العارضة عن دي خيا وصد تسديدة قوية من داخل المنطقة للبرازيلي إيمرسون بالمييري (40) الذي كان صاحب الفرصة الأولى في الشوط الثاني من تسديدة قوية تألق دي خيا في صدها (56).

وزج لامبارد بعدها بالأميركي الواعد كريستيان بوليسيك (20 عاما)، الأمل الوحيد لتشلسي في سد الفراغ الذي خلفه رحيل هازار، علما بأن النادي اللندني تعاقد معه من بوروسيا دورتموند الألماني قبل الحظر في يناير الماضي مقابل 58 مليون جنيه استرليني، لكنه بقي مع فريقه حتى نهاية الموسم.

لكن دخول الأميركي الشاب بدلا من باركلي لم يحل دون تكرار سيناريو الشوط الأول، إذ نجح يونايتد وخلافا لمجريات اللعب في اضافة هدف ثان بطله الفرنسي أنطوني مارسيال اثر هجمة مرتدة وتمريرة عرضية من البرازيلي أندرياس بيريرا (65).

ADVERTISEMENTS

ولم يكد تشلسي يستفيق من صدمة الهدف الثاني حتى تلقى الثالث عندما فقد لاعبوه الكرة في منطقة يونايتد، فوصلت الى الفرنسي بول بوغبا الذي لعبها طويلة متقنة في ظهر الدفاع لراشفورد الذي أطلقها من مشارف المنطقة في شباك كيبا (67).

وزج بعدها سولسكاير بالوافد الجديد دانيال جيمس بدلا من بيريرا، ليحظى الويلزي ببداية أكثر من مثالية بقميص "الشياطين الحمر" من خلال التسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 81 بعد هجمة مرتدة سريعة وتمريرة من بوغبا على الجهة اليمنى، فسددها من زاوية صعبة الى الشباك بمساعدة من إيمرسون الذي ارتدت منه الكرة وصعبت مهمة زميله الحارس كيبا.