لخص المدرب الألماني يورغن كلوب واقع الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم بصعوبة مهمة أي فريق في كسر هيمنة مانشستر سيتي لاسيما في ظل قدراته المالية الكبيرة، وذلك بعد احتفاظ الأخير باللقب على حساب فريقه ليفربول الذي أنهى الموسم بفارق نقطة واحدة خلف فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا.

بختام المرحلة الثامنة والثلاثين الأحد، أصبح ليفربول أول فريق في تاريخ الدوري المحلي يجمع 97 نقطة ويخسر مباراة واحدة فقط من دون أن يؤدي ذلك الى تتويجه باللقب الذي انتهى بعهدة سيتي للموسم الثاني تواليا، وللمرة الرابعة في المواسم الثمانية الأخيرة.

توج فريق المدينة الشمالية باللقب المحلي ست مرات في تاريخه، لكنه انتظر 44 عاما بين الثاني (1968) والثالث (2012). الهيمنة الحديثة للفريق الأزرق أتت بدفع من قدرات مالية ضخها في خزائنه انتقال ملكيته في 2008 الى الوزير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مع إنفاق النادي ما يناهز 1,2 مليار جنيه استرليني (نحو 1,5 مليار دولار) لضم لاعبين جدد خلال عقد من الزمن.

ADVERTISEMENTS

وعلى رغم أن هذا الإنفاق وضع النادي تحت مجهر قواعد اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي وسط اتهامات بمخالفتها والتحايل عليها، لم يتأثر الأداء على أرض الملعب سلبا. بنى غوارديولا مشروعه تدريجا: بعد موسم أول دون لقب، توج بالدوري مرتين تواليا، ويحتاج الى لقب ليكمل ثلاثية محلية هذا الموسم (يخوض نهائي الكأس ضد واتفورد السبت).

بالنسبة للمدرب الألماني، "طالما أن مانشستر سيتي موجود بجودته وقوته المالية، لن يتمكن أي فريق من تجاوزه بسهولة"، وبالتالي على الحمر أن "يكونوا قريبين جدا من المثالية للفوز بلقب الدوري الممتاز طالما أن الوضع على ما هو عليه حاليا".

وعلى رغم أن ليفربول لم يبخل بالتعاقدات الجديدة، لاسيما مع إنفاق 84 مليون يورو جعلت من الهولندي فيرجيل فان دايك أغلى مدافع في العالم في شتاء 2018، و72,5 ملايين يورو لضم الحارس البرازيلي أليسون من روما الإيطالي في صيف العام ذاته، لكن القدرة المالية لسيتي غالبا ما يتم مقابلتها بالنقد في الساحة الأوروبية من منطلق ملكية "دول" لأندية، على غرار ما يحصل مع الملكية القطرية لنادي باريس سان جرمان الفرنسي.

وعلى رغم خيبة الفشل في إحراز لقب الدوري الإنكليزي الذي يلهث خلفه ليفربول منذ تتويجه الأخير عام 1990، والاكتفاء بالوصافة الرابعة في 29 عاما (الأقرب كان بفارق نقطتين عن سيتي بالذات موسم 2013-2014)، لم يشق الاحباط طريقه الى مشجعي "الحمر".

بعد الفوز 2-صفر على ولفرهامبتون الأحد، والذي لم يكن كافيا نظرا لفوز سيتي أيضا على برايتون 4-1، انتقل مشجعو ليفربول الى الحانات المجاورة لملعب "أنفيلد" للاحتفال بما قدمه فريقهم هذا الموسم، والتفكير بما ينتظرهم في الأول من حزيران/يونيو في مدريد، عندما يواجهون المنافس المحلي توتنهام في نهائي دوري أبطال أوروبا.

ADVERTISEMENTS

كان المشجع ستيفن مولغرو واقعيا في مقاربته للأمور، بقوله لوكالة فرانس برس "لم أتوقع أن يحصل هذا الأمر (التتويج). واقعيا، كان مصير سيتي بين يديه"، متطرقا الى نهائي دوري الأبطال بالقول "أمامنا فرصة رائعة للفوز باللقب (القاري) السادس في مدريد، هذا كل ما يهمنا الآن".

ويخوض ليفربول نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني تواليا، لكنه بلغه هذا الموسم بعد ملحمة كروية تاريخية الأسبوع الماضي في أنفيلد عندما اكتسح برشلونة الإسباني 4-صفر، بعدما بدا في طريقه لتوديع المسابقة بالخسارة ذهابا في "كامب نو" بثلاثية نظيفة.