كما كان متوقعا أنهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ارتباطها بناصر لاركيط المدير التقني للمنتخبات الوطنية، بعد أشهر من الإنتظار رافقها اشتغال لجنة تقييم ومكتب دراسات أجنبي أنيطت به مهمة تنقيط وتقييم فترة اشتغاله وخلصت إلى عدم نجاحه في بلوغ الأهداف المتفق عليها بكاملها.
في الحوار التالي لاركيط يدافع عن حصيلته وولايته ويرد على تشكيل لجنة لتقييم أدائه ويقول أن لديه تقييمه الخاص به، رافضا وصف فترة اشتغاله بالسوداء، ومؤكدا أنه نجح بنسبة تفوق كثيرا ما تم الترويج له.
ــ المنتخب: وأخيرا أنهت الجامعة مهامك بعد فترة من الترقب وانتظار نتائج لجنة ومكتب دراسات قام بتقييم عملك، كيف استقبلت القرار؟
ناصر لاركيط: كنت دائما في الإنتظار لغاية اتخاذ القرار بعد اتصال السيد طارق ناجم الذي أحالني عليه والذي أقبل به في مطلق كل الأحوال، بقيت أؤدي عملي بشكل عادي ومهني ولو مع مؤاخذات علي طريقة اشتغالي خلال آخر 7 أشهر والتي كانت في حكم المؤقت،واكبت ملفات عديدة وآخرها ترخيص "الكاف" لنا للإشراف على دورات تدريبية مختلفة بمقاسات احترافية في سياق استمرار مسلسل تكوين الأطر والمدربين، في نهاية المطاف عقدي انتهى منذ فترة واستمراري لغاية الآن كان في إطار تصريف الأعمال، الشيء الذي قبلته وأنجزته بضمير مرتاح.
ــ المنتخب: إنهاء مهامك بعد تكليف مكتب الدراسات، هذا يعني أنك نلت تنقيطا سلبيا لفترة اشتغالك، كيف تعقب؟
ناصر لاركيط: غريب ما تقوله إن كان صحيحا، لأنني لم أطلع على نتائج هذا التقرير، بدوري لدي تقييمي الخاص للحصيلة وأصر على أن نسبة النجاح فاقت 75 بالمائة وبمعطيات ثابتة ومؤكدة، إن كان لابد من افتحاص للولاية فأنا أملك افتحاصا إيجابيا لفترة اشتغالي.
كما أتساءل إن كان مكتب الدراسات هذا قد وضع ضمن خلاصة التنقيط إقصاءنا في طانزانيا بالغش والتدليس، وخسارتنا أمام الكونغو بالتزوير قبل أن تنصفنا "الكاف"، لا أود الخوض في هذا الموضوع لأنه انتهى، ولأنني مرتاح بعض الشيء لفترة اشتغالي والناس تعتقد مخطئة أن الحصيلة هي مجرد نتائج منتخبات، بينما الأمر يتجاوز ذلك لأوراش منها التكوين وعدد اللاعبين الذين تم تصعيدهم للمنتخب الأول ودرجة الإحتراف العالية التي وصلوها وسيحين وقت يتحدثون فيه عن كل هذه الإنجازات، وأتمنى أن ينسبوها لأصاحبها.
ــ المنتخب: هل يمكن أن نفهم أنك لم تقبل كيفية تنقيطك وتقييم عملك؟
ناصر لاركيط: من أقدم على هذه الخطوة لديه قناعاته التي لا يمكنني إلا أن نحترمها، لكني لن أغير موقفي بشأن رفضي لهذا الشكل كونه لا يساير كثيرا من الحقائق والتفاصيل الصغيرة التي قد تغيب عنه.
لا أحد سيمحو نجاحاتي، إسألوا هيرفي رونار وشهادته في حقي واسألوا جمال السلامي ومن رافقتهم ليخبروكم أو يخبروا هذا المكتب عن المجهودات التي بذلت.
ــ المنتخب: المشاركة الأخيرة بطانزانيا كانت ربما القشة التي قسمت الظهر، كان حضورا محتشتما وبالإجماع؟
ناصر لاركيط: بطبيعة الحال لن يخرج تقييمي عن تقييم كل المتتبعين، وهو أننا كنا نأمل في بلوغ نصف النهائي والتوقيع على مشاركة أفضل، إلا أننا اصطدمنا بمعيقات ومؤثرات خارجية كان لها تأثير كبير على المشوار والمسار.
لا يمكن أن يكون التقييم موضوعيا إلا بتواجد منافسة تحفظ تكافؤ الفرص ومنافسة نظيفة وشريفة وعادلة، وهي معطيات لم تحدث للأسف في طانزانيا.
ــ المنتخب: معنى هذا أنك تحاول تصدير الإخفاق لحالات الغش وتزوير أعمار اللاعبين؟
ناصر لاركيط: أنا لا أقوم بتصدير أي شيء، أنا أقدم لك قراءة نقدية لواقع المشاركة، الكامرون وغينيا هما من لعبا النهائي وكانا معنا في نفس المجموعة، ولم يكونا أفضل منا وعلى كافة المستويات وبشهادة النقاد والمتتبعين.
الآن أنا أؤكد لك أن الكامرون التي تورطت في ضبط حالات تزوير في لاعبيها واجهتنا بلاعبين يتجاوزون السن القانونية والمسموح به، وأنا لدي ما يثبت أن غينيا أشركت ضدنا لاعبين بسن يفوق سن الناشئين.
أمام الغش والتدليس وعجز "الكاف" عن التصدي لهذه الآفة، لا يمكن أن نلوم صغارنا على شيء ولا يمكن لأي مكتب دراسات كيفما كان نوعه أن يحكم بفشلنا في منافسة غير عادلة.
ــ المنتخب: لكن ما حدث في طانزانيا هو استمرار لإخفاقات سابقة لمنتخبات سنية وفئات أخرى رغم تمكينك من كل الإمكانيات؟
ناصر لاركيط: لا ليس صحيحا وليس الأمر بالتهويل الذي تابعته، فترتي ليست سوداء كما أطالع، لقد تطورنا كثيرا وتحسن الأداء في فئات سنية عديدة والدليل كيف أصبحنا نتفوق على منتخبات الجوار والمنطقة بشمال إفريقيا.
فلكي نتأهل للأدوار النهائية فهذا الأمر لا يأتي بالنزول بالمنطاد، بل بالتفوق في منطقتنا، لكني أعود لأؤكد أن غياب التنافس الشريف وتزوير الأعمار وعدم التصدي لهذه المعضلة يقف حائلا أمام تطور اللعبة قاريا ومعها يضيع تكافؤ الفرص.
ــ المنتخب: بلغنا أنك جمعت السلامي بمارك فوت مؤخرا في اجتماع داخل الجامعة، هل كنت تأمل في بقائك بمنصبك؟
ناصر لاركيط: لا، لم أقم بجمعهما في السياق الذي قصدته، كل ما في الأمر أن حضور مارك فوت اعتيادي لنتوصل بتقرير مواجهتي الكونغو، والسلامي بطبيعة الحال استعرض تقرير حضور منتخب الناشئين في طانزانيا.
ثانيا أنا حضرت يوم الثلاثاء للجامعة لأنني كنت مرتبطا بعقد، وهما حضرا لتقديم التقرير كما قلت لك، ولم يكن هناك أي تخطيط مسبق.
ــ المنتخب: أليس غريبا أن يتأخر التوصل بتقرير مارك فوت لما بعد إقالته وبعد شهر كامل هذا دليل و معطى إضافي على بعض التخبط؟
ناصر لاركيط» ليس غريبا لأنه بعد نهاية مباراة الكونغو تم إعفاؤه ونحن تنقلنا لطنزانيا ٬لم يكن هناك مجال ووقت كافي لجلوس معه والتوصل بهذا التقرير.
أحيانا نحاكم عملا وخطوات دون التحري في سياقاتها وهذا فيه ظلم كبير.
ــ المنتخب: هناك من يتحدث عن تعيين السلامي مكان مارك فوت و على أن هذا كان موقفك ٬ الآن غادرت لكن بودنا معرفة قراءتك لمستقبل الأولمبييين من منطلق موقعك السابق؟
ناصر لاركيط» لقد تحصلنا على فرصة ثانية أمام مالي بقرار عادل ومنصف من الكاف وأنا كنت واثقا من هذا الإنصاف بعد ثبوت تزورير اللاعب أرسين زولا٬ أمامنا باراج ينبغي أن نتهيأ له بعقلانية وحكمة٬شهر يفصلنا عن النزال وحتي لو تأجل لشهر غشت كما يتم الترويج له فالفترة قصيرة وينبغي أن يرافق هذا المنتخب من هو لى دراية بتفاصيله . على العموم السيد فوزي لقجع رجل خبير وحكيم ويملك تصورا أعتقد أنه سيكون لمصلحة المنتخب الأولمبي و الكرة المغربية/
ــ المنتخب: السي ناصر هناك من يتحدث عن محاباة ومعاملة تفضيلية للاعبي أكاديمية محمد السادس طيلة فترة اشتغالك ما تعليقك؟
ناصر لاركيط» أتحدى أي كان أن يثبت هذا٬إن كان للاعبي هذه الأكاديمية وجود ودور فكل ذلك بفضل الكفاءة والموهبة و النضج وثمار العمل والتكوين.
منديل والنصيري يلعبان في أفضل بطولات العالم فهل هذه الأندية الأوروبية تحابي منتوج الأكاديمية٬أنا فخور بالحصيلة وتواجد لاعبين متميزين في المنتخب الأول وسيكون هناك مجال للاعبي الأولمبي الحالي ليكرروا الأمر نفسه مستقبلا»
ــ المنتخب: كلمة تودع بها الحمهور؟
ناصر لاركيط»لا أقل أني أرحل و في قلبي غصة أو أشعر بالمرارة كي يقيم مكتب دراات عملي٬لأني أملك 37 سنة كرجل ميدان وتكوين عالي٬ لولا حبي لوطني وسهري على مصلحة الكرة المغربية لأنهيت مهامي قبل عام وبحث عن تحدي آخر.
ما كنت أقبل الإشتغال بعقود ل 3 أشهر لولا رغبتي في مد يد المساعدة.
أنتظر لقاء السيد لقجع و المدير التقني القادم لأضع أمامه أرضية نريحة وملفات ستسهل عليه العمل٬ من سيأتي خلفي سيكون محظوظا لأني اشتغلت على الصعب و كل شيء متوفر له حاليا لينجح وشكرا لمن وثق في عملي»