لم يتمكن اتحاد طنجة من استغلال عاملي الأرض والجمهور عندما استقبل ضيفه شبيبة الساورة في إياب الدور الأول من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية.. حيث اكتفى بالفوز بهدف للاشيء، وهي نتيجة لم تكن كافية لفرسان البوغاز للتأهل للدور المقبل بعدما خسر مباراة الذهاب بالجزائر في الأسبوع الماضي بهدفين دون رد.

بدأ اتحاد طنجة المباراة باندفاع وضغط كبيرين ليرعب ضيفه مبكرا، ويضخم لديه حجم الارتجاج قبل أن يشعر بالثقة في النفس ومن تمة يمسك بزمام الأمور، وهو الذي يخوض المباراة بامتياز مهم بعد حسم لقاء الذهاب بالجزائر لفائدته بنتيجة 2 – 0..

وقد استطاع اتحاد طنجة أن يفرض أسلوبه بسبب الاندفاع والضغط لذلك خلق العديد من فرص التهديف خلال الدقائق الأولى من المباراة، فيما ظل شبيبة الساورة الجزائري يعاني على مستوى منطقة العبور، ويشكو من الضغط الخانق لفرسان البوغاز.

وخلال الشوط استطاع لاعبو اتحاد طنجة أن يشكلوا الكثير من القلق للجزائريين، ويخلقوا العديد من الهجومات القوية التي كانت تعاني بدورها من التسرع وسوء التنفيذ.. أبرزها كرة عيسى بنعمرو في الدقيقة 33 وتمريرة لأحمد الشنتوف في الدقيقة 43، قبل أن يسدد نفس اللاعب بقوة في الدقيقة 45، لكن الحارس الجزائري حول الكرة إلى الزاوية.. وفي المقابل لم يبرح شبيبة الساورة منطقته إلا نادرا جدا، ليس رغبة في الدفاع، ولكن لأن تدفقات الطنجاويين كانت قوية وتحتاج إلى الصد والدفاع والحذر ما أمكن.

كان بمقدور اتحاد طنجة أن ينهي الشوط الأول متقدما بهدفين دون رد على الأقل.. لكن ذلك لم يحدث أمام فريق لعب بدفاع صامد، وتمسك لاعبوه بعدم المجازفة في تعرية المساحات، أو السقوط ضحية أقلية عددية أمام أي تدفق طنجاوي.. مع الاعتماد على المرتدات المباغثة والسريعة التي خشي الطنجاويون كثيرا أن تكون في أي وثت بمتابة "السم القاتل".. وقد كانت أخطر فرصة جزائرية في الدقيقة 37.

ولأن الشوط الأول لم ينته بما كان يشتهيه أبناء البوغاز، إذ ظل التكافؤ على مستوى الرقم هو المسيطر.. فقد كان لزاما على اتحاد طنجة أن يجد الحلول الكفيلة بأن تمكنه من تسجيل الأهداف مع تفادي تلقي أي هدف من الغريم مهما كلف الأمر.

ومع بداية الشوط الثاني ضغط الطنجاوين أكثر، وهو ما أثمر سريعا الهدف الطنجاوي الأول بواسطة عبد الكبير الوادي في الدقيقة.... وهو الهدف الذي منح الاطمئنان للفريق الطنجاوي فيما أربك الجزائريين بعض الشيء. كما أنه حفز المحليين لمواصلة البحث عن التهديف وتعديل الكفة على الأقل.

واستطاع اتحاد طنجة أن يزيد من ضغوطاته بحثا عن الهدف الثاني، لكن بسبب التسرع وسوء التنفيذ ويقظة دفاع الفريق الجزائري ضاعت الفرص المتاحة هباء.. ويمكن القول أن التغييرات التي قام بها المدرب أحمد العجلاني كانت مثمرة وساهمت في الأداء القوي لاتحاد طنجة.

وكادت الدقيقة 76 أن تغتال أحلام فرسان البوغاز من ضربة رأسية لولا يقظة الحارس وطاح.. دقيقة واحدة بعد ذلك حكم المباراة يطرد اللاعب الجزائري بوشيبة لحصوله على إنذارين.. وهو ما منح اتحاد طنجة أن يلعب بقية المباراة بأكثرية عددية.

كل المحاولات الهجومية التي قادها اتحاد طنجة بعد هذا الطرد لم تثمر النتائج المتوخاة، وقد كان أخطرها في الدقيقة 90 بواسطة جونيور باي الذي سدد الكرة بقوة داخل مربع العمليات لكن العارضة تنوب عن الحارس.

ولم تكن الدقائق بدل الوقت الضائع كافية للتوقيع على هدف طنجاويين جديد، ليفوز فرسان البوغار بهدف يتيم.. لكنه لم يكن كافيا للتأهل للدور المقبل الذي فتح أحضانه للشبيبة الساورة.