ADVERTISEMENTS

المغرب التطواني.. المشروع بدأ ينهار ومكاسب الدرع بلا إستثمار

المنتخب: منعم بلمقدم الإثنين 13 نونبر 2017 - 15:46

من فريق بطل وصرح كبير لفريق يعاني وحمامة مقهورة تعجز عن التحليق..
ومن أكثر الفرق تتويجا في زمن الإحتراف لناد بلا هوية يعيش صعوبات جمة مع إنطلاقة الموسم الحالي وينهار بسهولة غريبة أمام منافسيه..
هذا هو واقع المغرب التطواني الذي يقلق أنصاره ويثير توجسهم بعد بدايته المعذبة.

عقد مع الكبار
في موسمه الحالي يكون المغرب التطواني قد أمضى أكثر من عقد من الزمن في حضرة الكبار وبالتالي لم يعد الحديث حول صمود الفريق بوجه رياح الغرق والعودة لقسم المظاليم، بقدر ما أصبح النقاش منصبا كل موسم حول قدرة النادي على مقارعة الكبار وفرض نفسه ضمن خانة المتوجين باللقب أو المرشحين لحيازته.
عقد تباينت فيه النتائج والمحطات بين الخجل الذي واكب الإطلالات الأولى وهو أمر طبيعي تعانيه كل الفرق الصاعدة حديثا والتي تحتاج لفترة إندماج واستئناس بالأجواء قبل فرض كلمتها، وبعدها عاد الفريق وبقوة ليؤكد أنه من الأرقام الصعبة بالبطولة وليفرض في المواسم الأولى لتطبيق الإحتراف منطقه وهيمنته بل كان صاحب الشرف بأن توج بلقبين منذ تطبيق الإحتراف الأمر الذي لم يبلغه ناد آخر قبله.
مسيرة الحمامة في حضيرة الصفوة لم تعرف هزات عنيفة كما تعرفها اليوم وهو ما طرق جرس الإنذار المبكر بعد معاينة الفريق ينكسر ويخسر مبارياته وبسهولة مطلقة الأمر الذي أثار نقاشا بخصوص مستقبله بين الكبار.

ضم الجنرال تجسيد لحلم
بين ذهاب لوبيرا والتعاقد مع فؤاد الصحابي وقبلهما الإعتماد على أبناء النادي كرجال طوارئ وإطفاء وإنتهاء بالتعاقد مع بن شيخة، يكون المغرب التطواني قد سقط في فخ التخبط التقني الذي أفضى لتعاقب أكثر من مدرب في فترة وجيزة الأمر الذي لم تستأنس به الحمامة والتي ظلت مثالا على الإستقرار التقني والصبر على المدربين.
الخروج المبكر من مسابقة كأس العرش صوره مسؤولو الفريق عفلى أنه كارثة كبيرة في وقت يشهد تاريخ الفريق وحضوره في هذه المسابقة الفضية على أنه تعود على المغادرة المبكرة ويحالفه سوء حظ غريب فيها.
لذلك تم تصوير التعاقد مع بن شيخة على أنه تجسيد لحلم قديم  وهو ما ترجمته التصريحات المتبادلة لرئيس النادي عبد المالك أبرون والمدرب نفسه حين إعترفا معا بعد التعاقد على أن هذا الزواج تأجل أكثر من مرة وعلى أن الطرفين فاتحا بعضهما البعض مرارا لتفعيله.

بنشيخة في أسوأ إنطلاقة
لم يسبق للمدرب الجزائري والذي إستانس بأجواء البطولة المغربية وأن عاش فصولا مريرة في مسيرته التدريبية هنا، مثل التي يعيشها هذا الموسم.
صحيح أنه لم يسهر على التعاقدات ولم يكن هو مدبر فترة التحضير، إلا أن واقع التعاقد معه يؤكد أنه جيء به مبكرا قبل ضربة إنطلاقة البطولة كما حالفته التوقفات الطويلة في كثير من المرات لهذه البطولة كي يضع بصمته ويصلح الأعطاب كما وعد بذلك فور إختياره ليكون على رأس العارضة التقنية للفريق.
مع الدفاع الجديدي أو مؤورا بتجربته القصيرة جدا مع الرجاء وباستحضار التجربة المرجعية الأكثر تجسيدا لهذا الإسم من المدربين الأجانب بالمغرب، والتي كانت مع إتحاد طنجة كلها تختلف عن الإفلاس الكبير والفشل الذريع الملازم لإنطلاقته الحالية مع المغرب التطواني وهو الأمر الذي تطير منه هذا المدرب ودعا لتعبئة شاملة قصد إصلاح ما يمكن إصلاحه كي تعود الحمامة للتحليق مجددا ولو أنه في نهاية المطاف يؤدي ويسدد فاتورة سوء تدبير إداري انعكس على الجوانب التقنية.

شهية أبرون
من واكب المغرب التطواني وهو يحرج الكبار ويتوفق في أكثر من مناسبة في الظفر بلقبين ومعها مشاركته في عصبتين للأبطال وتاكيد حضوره في مونديال الأندية والذي على رمزيته كان حلما وتحقق، واكب شيئين مهمين:
سياسة التعاقدات التي أحرجت الكبار ونافستهم وشكلت واجهة إغراء لعدد من اللاعبين المميزين خاصة في المواسم الأولى لتواجد المغرب التطواني بالبطولة وهو أمر مكنه من أن يخوض جل مبارياته بملعبه بشبابيك مغلقة.
والمعطى الثاني أريحية وسخاء رئيسه عبد المالك أبرون في تجسيد كل متطلبات الجمهور التطواني على أرض الواقع ليتحول أبرون لأبرونوفيش إحالة على نفس الطفرة التي كان مالك تشيلسي رومان أبراموفيتش يوقع عليها.
اليوم الوضع تغير وأبرون لم يعد بنفس الحماس وأصبح حديثه ولغته تنصب أساسا على مشاريع أخرى وبلغة مختلفة وهي التكوين على حساب ضم النجوم ولم يعد الفريق ينافس على الصفقات المهمة، بل أنه إستنفذ بيع أفضل لاعبيه ولم يعد يتوفر في تشكيلته على لاعبين مميزين أو بعبارة أوضح لم يعد يتوفر على «نجم الشباك» كما كان في السابق.
ورغم كل هذا لا يمكن لأحد أن ينكر على أن أبرون جلب للفريق إشعاعا كبيرا ودخل التاريخ بأن جعل من الحمامة رفقة الوداد الفريقان الوحيدان المتوجان بلقبين على عهد الإحتراف. إلا أن هذا لا يعفيه من مؤاخذات بالعودة لتصريحاته السابقة وكيف كان يراهن على إستثمار صفة البطل والدرع ليتحول لغول كبير بالبطولة يصمد لسنوات ويحافظ على هويته.

هل من منقذ؟
الآن والفريق يوقع على بدايته الكارثية هته والتي هي بداية غير مسبوقة على الإطلاق ولا تليق بفريق بطل للمغرب مرتين، ما الذي ينبغي فعله وأي تحرك كفيل بأن يجعل الحمامة تعود للتحليق من جديد وتنافس الكبار على الأدوار الكبيرة لا أن تلامس القاع  مندحرة ومقهورة؟
لا ينبغي الحديث عن تغيير تقني طالما أن بن شيخة يمضي فقط شهره الثالث داخل النادي ومن المبكر بل من السابق لأوانه تحميله بمفرده مسؤولية كل هذا الإفلاس المسجل على أداء النادي؟
فهل هو خطأ الإدارة التي غيرت راديكاليا من سياستها وتوجهها وسارت باتجاه التكوين والمراهنة على أبناء النادي قبل التمهيد لهذه الخطوة وبالتدريج؟
أم أنه الجمهور التطواني الذي تنكر لفريقه وأدار له ظهره في وقت حساس وحاسم كان بحاجة إليه؟
في مطلق كل الأحوال الحمامة التي حلقت في العالي تحتاج اليوم وبشكل عاجل لمن يعيد لها الثقة المفقودة ولمن يدلها على مكامن خللها وكيفية تقويمها؟

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS