ADVERTISEMENTS

الجيش في بؤرة الشك!

المنتخب: محمد الجزولي الإثنين 04 شتنبر 2017 - 11:32

اندهش كثيرون بالتأكيد للنتائج التي حفلت بها مباريات ذهاب سدس عشر نهائي كأس العرش لموسم 2017/2016.. حيث ظهرت بعض فرق الهواة صامدة.. واستطاعت أن تحرج المنطق، وتخدش كبرياء الكبار.. ولو أنها تعاملت في مباريات الإياب بحذق شديد، واعتمدت على الأسلحة التي يمكن أن تمنحها التفوق النوعي، لكان بمقدورها أن تضع نفسها في مأمن من كل المخاطر.. ولكانت قاب قوسين أو أدنى من إنتزاع التأهل، وتحقيق مفاجآت من العيار الثقيل.
فالرجاء البيضاوي صعق أمام أولمبيك الدشيرة الذي باغثه بتعادل مثير (0 ــ 0) قبل أن ينتفض في الإياب ويفوز بنتيجة لا تقبل الجدل (4 ــ1).. ونفس الشيء حدث لنهضة بركان الذي إكتفى أيضا بالتعادل (0ــ0) قبل أن يثأر لكبريائه ويحقق فوزه العريض (4ـــ0).. أما إتحاد طنحة الذي واجه مقاومة كبيرة من إتحاد سيدي قاسم واكتفى بالتعادل (1ــ1)، فقد هيأ لنفسه من التدبير الفني والإستراتيجي ما خول له أن يقرر مصيره بيده، فحقق الفوز المطلوب (1ـــ0) في مباراة الإياب وانتزع التأهل.
لكن الذي إندهش له كثيرون أكثر، وطرح العديد من علامات الإستفهام هو فريق الجيش الذي كاد يستسلم لسطاد المغربي..
فرغم أن فريق الجيش - على الورق وفي نظر الكثيرين - هو الأكثر قوة وتفوقا وقدرة على تحقيق الفوز.. إلا أنه كذب كل التوقعات أمام سطاد المغربي الذي لعب كرة بحجم التحدي.. وكاد يقلب الطاولة على الفريق العسكري سواء في مباراة الذهاب (3ـــ2) أو في مباراة الإياب (2ـــ2).
ويبدو أن فريق الجيش لم يتعامل أمام سطاد المغربي في مواجهتيه (الذهاب والإياب) بما يتلاءم مع رصيده البشري – بكل إمكانياته الفردية والجماعية – ومع الأسلوب الفني الذي تتطلبه مباريات الكأس.. فقد عاب على فريق الجيش أنه فرط، بسخاء كبير وبتهور زائد، في فرض سيطرته وتكريس هيبته.. لذلك ظهر أمام سطاد كأي فريق عادي وليس فريقا مهيبا ومن العيار الثقيل.
فهل إستصغر فريق الجيش غريمه سطاد، حتى كاد يكتوي بنار المباغثة أمامه مرتين؟ أم أن مباريات الكأس عند الفريق العسكري لا تخضع لمعيار التريث والإحتراس وعدم المجازفة.. لذلك شرع كل أبوابه الدفاعية، وفتح كل المنافذ، وحول منطقته إلى شوارع فسيحة، ثم ترك الحبل على الغارب للاعبي سطاد ليترنحوا كيفما يريدون وبالشكل الذي يريدون.. فكانت النتيجة أن فاز الجيش بصعوبة في مباراة الذهاب (3ــ2)، وتعادل بصعوبة في مباراة الإياب (2ــ2).. وكان من الممكن جدا أن ينتزع فريق سطاد التأهل ويحقق المفاجأة الكبرى؟
يبدو أن فريق الجيش واجه فريق سطاد بأسلوب ساذج وعقيم عبث المدرب من خلاله بكل القيم الدفاعية الصارمة التي تعتمدها الفرق عادة في كل المباريات والتي تتأسس على إغلاق كل الممرات والقنوات والمنافذ.. إذ لعب الفريق العسكري بشاكلة ينقصها الكثير من التوازنات على مستوى الدفاع.. بل إن الخط الدفاعي جرد نفسه من كل أسلحة الحماية الضرورية ولعب بمقومات فنية فارغة فطن لها فريق سطاد بمهنية كبيرة فاستغلها لصالحه على أحسن وجه، وبالشكل المطلوب.. وزار شباك الجيش أربع مرات في المبارتين!!
صحيح أن فريق الجيش حقق الأهم وهو التأهل للدور المقبل من المسابقة.. لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن الفريق العسكري أيقظ في ذاته المرارة والمواجع وأدخل نفسه في بؤرة من الشك!
ويبدو أن المدرب عزيز العامري للأسف لم يخضع لقاءه أمام سطاد المغربي سواء في الذهاب أو في الإياب لمعيار استراتيجي محض، وكأنه وجد صعوبة في فهم جدوى التعامل مع مباريات مصيرية من هذا الحجم.. لذلك حتى وأن هو لعب بالتشكيل الأساسي للفريق فهو لم يحترم التوازنات الضرورية التي تتطلبها المباريات من هذا النوع.. سواء في القيم الفنية لأسلوب اللعب، أو في القيم النفسية للاعبين.. بدليل أن هؤلاء اللاعبين لم يفرضوا سيطرتهم المطلقة أمام فريق من قسم الهواة.. ولعبوا مجردين من الأسلحة التي تمنح الفرق الكبيرة عادة القدرة على التفوق.. والسيطرة.. وفرض الذات.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS