ADVERTISEMENTS

هل أفسد المال كرة القدم العالمية؟

المنتخب:أمين المجدوبي الإثنين 14 غشت 2017 - 10:49

كثيراً ما سمعنا بمصطلح «المال السياسي» وتأثيره الكبير في العمل السياسي وخصوصاً في العمليات الإنتخابية، وكيف يكون لهذا المال الدور الكبير في رسم المشاهد الإنتخابية في العديد من الدول، لينتج أشخاصاً غير مؤهلين  لم يكونوا ليصبحوا أصحاب قرار لولا دخول المال في توجيه المرشحين. فكان لزاماً على هذه الدول العمل بكل ما أوتيت من قوة لمحاربة هذا المال والحد من تأثيراته، ولكن دون فائدة.  
على الرغم من الأهمية القصوى للمال في كافة مجالات الحياة، إلا أن الثابت بأن المال لم يدخل مجالاً بقوة إلا وأفسده، سواء على صعيد الإعلام أو السياسة والكثير من المجالات، حتى وصل إلى كرة القدم التي باتت تجارة رائجة للكثيرين من الوكلاء والسماسرة، بل أنها باتت مطية للعديد من اللاعبين للكسب السريع وبصورة  مبالغ فيها إلى حد «الجنون».
ويمكننا القول بأن «المال الرياضي» إن صح التعبير بات جزء لا يتجزأ من اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وبات الهدف الأساسي للأندية والرياضيين في كافة أرجاء المعمورة، بل أنه بات الوسيلة الأكثر ربحاً لوكلاء اللاعبين والسماسرة الذين بلغت عمولاتهم الملايين في العديد من الصفقات، وهذا من شأنه أن يفسر الرغبة الكبيرة للعديد من اللاعبين بالإنتقال من أنديتهم إلى أندية قد تكون أضعف وأقل شهرة في سبيل تحقيق رغباته المالية.
ما نشاهده في السنوات الأخيرة من إرتفاع مبالغ فيه لأسعار اللاعبين والصفقات الفلكية التي يتم عقدها هنا وهناك ما هو إلا تأكيد لما نرمي إليه في ظل دخول المال بقوة في عالم كرة القدم، حتى باتت اللعبة الأكثر إمتاعاً ومتابعة في كافة أرجاء المعمورة تسير في طريق مجهول لا ندري إلى أين يمكن أن يصل بعد عدة سنوات.
رؤوس الأموال التي بدأت في السنوات الأخيرة غزو ملاعب كرة القدم الأوروبية تحديداً ساهمت إلى حد كبير في توجيه الدفة وتغيير المفاهيم، هذه الأموال التي وجد أصحابها بأن كرة القدم هي الوسيلة الأكثر سهولة في سبيل الشهرة وتلبية حاجاتهم بأن يكونوا ضمن الصف الأول في عالم كرة القدم فبتنا نشاهد رؤوس الأموال الخليجية والشرق أسيوية والأمريكية تتواجد بكثافة في الملاعب الإنجليزية والإسبانية والإيطالية وحتى الفرنسية، وقد تكون الأندية الألمانية هي الأقل تأثراً بهذه الظاهرة نظراً لاعتمادها المباشر والوثيق على رؤوس أموال ألمانية وشركاتها العملاقة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شهدنا في الأونة الأخيرة دخول السوق الأكبر عالمياً في عالم كرة القدم، ولكن بطريقة قد تكون مختلفة بعض الشيء، فدخلت الصين هذا العالم برغبة كبيرة في تطوير اللعبة وتنميتها من خلال إستقطاب نجوم اللعبة وكبار مدربي العالم الى البطولة الصيني. هذا بالتأكيد ساهم بشكل إضافي في تضخيم أسعار اللاعبين بشكل كبير، بل أن العديد من الأندية الصينية باتت تواجه كبار الأندية الأوروبية وتنجح في عقد صفقات للاعبين كبار بمبالغ ورواتب خيالية!
التناحر بين هذه الأندية والتنافس على نجوم اللعبة منح وكلاء اللاعبين الفرصة لرفع سقف مطالباتهم بصورة جنونية فبات الوصول الى مبالغ 70 و80 مليون أورو للتوقيع مع اللاعبين أمراً طبيعياً، حتى أننا وصلنا إلى عقد ناهز الـ 100 مليون وزاد عن ذلك بـ 120 مليون أرقام قد تصيبنا بالصداع نظراً لإرتفاعها، دون الحديث عن صفقة نيمار الأخيرة التي إنتقل بموجبها إلى باريس سان جيرمان والتي كلفت مالك الفريق الفرنسي 222 مليون أورو من أجل فك إرتباطه ببرشلونة.
قد لا نلوم الأندية الأوروبية في صرف مئات الملايين على اللاعبين حتى وأن كانت برؤوس أموال أسيوية أو خليجية وحتى أمريكية، فالعائد من خلال المشاركات الأوروبية والحصول على البطولات بل أن عوائد البث والدعاية وبيع القمصان كله من شأنه أن يساهم في تعويض خزائن هذه الأندية بعوائد ضخمة، لتكون ووفق حسابات الربح والخسارة قد حققت أرباحاً وساهمت في تعويض مصاريفها الضخمة مع بداية الموسم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا؟ الحديث ينصب على عدد بسيط من كبار الأندية الأوروبية في البطولات الخمس الكبرى، وماذا عن باقي الأندية وباقي البطولات؟
بالتأكيد فإن السير بنفس الوتيرة من شأنه أن يزيد الفوارق بين هذه الأندية وتلك التي لا تمتلك القدرات المالية على المنافسة، بل ان ذلك سيساهم إلى حد كبير في أحداث فجوة كبيرة بين الأندية في البطولات الخمس الكبيرة وباقي البطولات بشكل لا يسمح لأي نوع من المنافسة.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS