رونار لا يحترمنا
الأحد 23 أكتوبر 2016 - 15:37لا أريد أن نحذو حذو الغارديان الأنجليزية التي أطاحت بألارديس وكشفت أنه سمسار كبير بجانب كونه مدربا، لأنه تفصلنا سنوات ضوئية عن هكذا إنجاز، هناك يتمتعون بقدر هائل من الإستقلالية لم يحن وقتها بعد هنا، وهناك يضعون السمعة والعواطف تحت نعالهم إن كان التحري والنقد يقودهم لكشف الفاضحات قبل الواضحات.
لكن ما لا نقبل به وتحت أي طائل أو مسمى، أن يمد ناخبنا الوطني وأضع سطرين تحت مسمى «الوطني» الموسيو رونار رجليه طويلا فلا يقيم لحرمات المجالس كبير وزن وقيمة ولا هو يحترم مجالسيه، وأن يستبلدنا بشكل مستفز بالفعل لا ينبغي السكوت أو الصمت الذي هو في عرف العامة علامة من علامات الرضا.
لم يكن بودي فتح هذه الجبهة مع رونار، ودائما باسم العواطف وتغليب المصلحة وقضاء الحوائج بتركها، قررت أن أؤجل الخوض فيما قاله بكل وقاحة السيد رونار مباشرة بعد الودية النزهة التي إختارها ناخبنا الوطني أمام كندا، حين أدلى بتصريح كله تحقير لقبيلة الصحافة المكتوبة بالمغرب، ولا أحد حرك الساكن ولا أثار النقطة ولو من باب الإستنكار وهو أمر غريب بالفعل يحتاج لأكثر من وقفة.
قال رونار بصريح اللفظ بعد مباراة كندا أنه سن لنفسه نهجا تواصليا مع الإعلام وينبغي إحترامه، كونه لا يحاور أصحاب المداد لخشيته من إندلاق الحبر بتصرف الترجمة ليحرف كلامه عن غير مقاصده، ويرى في التلفزيون فرض كفاية أو فرض عين إذا حضر يبطل التيمم مع محرري الجرائد.
لم أستوعب بل لم أصدق ما قاله رونار، كوني جمعت وأحصيت له قبل وبعد تعيينه ناخبا وطنيا ما لا يقبل عن 16 خرجة وتصريحا مع حوارييه بالصحافة المكتوبة «إن ب ليكيب» صاحبة معزوفات السبق عنده، أو«فرانس فوتبول» التي يختارها لتمرير تصريحات ملغومة أو حتى «جون أفريك».
وبحسب علمي المتواضع فلا «ليكيب» ولا «فرانس فوتبول» محسوبان على جنس الإعلام المرئي، فكيف قبل رونار على نفسه هذه الكذبة البذيئة والمكشوفة، وكيف مررها بشكل لا يخلو من وقاحة وتحقير لإعلامنا المكتوب والذي لا سوابق له لا مع رونار ولا مع من سبقه على مستوى تحريف أو تأويل القول كما إدعى؟
ولأن الحساب صابون كما يقولون وعند الفورة يحلو هذا الحساب، فقد كان لكذب رونار المتواصل وإستبلاده المتواصل لنا دورة في أن أفتح معه هذه الجبهة التي كنت بصدد تأجيلها لما بعد مباراة الفيلة.
من حق رونار أن لا يحترمنا كإعلام سيما إن كان من فئة من تقابل الحسنة بالسيئة ولغاية اللحظة لم يصدر من إعلامنا المكتوب ما يشين أو يوتر العلاقة مع الثعلب بدليل أنه قال مرارا في ندواته بمراكش وأكادير» أرى أن أمامي إعلاميين ظرفاء ولطفاء وهو ما لم أكن أتوقعه قبل دومي لهنا» سيما وأن مدرب صدامي يحفل تاريخه بالمعارك مع صحفيين زامبيين وإيفواريين ولنا أن نذكره بما فعله في كأس إفريقيا الأخيرة وبوقاحة شديدة حين ترك منصة الندوة الصحفية ليهاجم صحفيا زامبيا مستحضرا حسابا قديما معه حين كان مدربا لرصاصات زامبيا النحاسية ولا أعتقد أنه تصرف نبلاء ذلك الذي قام به يومها.
لكن ما ليس من حقه هو أن لا يحترم مشغله التي هي الجامعة ويورطها بشكل سافر تدوول على نطاق واسع ببلد شقيق وبشكل ساخر، حين فند بفرنسا ما قاله وحرره بموقع الجامعة.
ليس من حق رونار فعل هذا وأخشى أن يغادرنا يوما ونعض أنامل الحسرة لتمرير هذا السقوط الفظيع وكوننا لم نضع معه البيضة فالطاس، أن يبهدل الجامعة التي هو أجير عندها، ويضعها في حرج بالغ حين كذب جملة وتفصيلا وليس في منبر محلي ويا ليته نشر هذا الغسيل بين ظهرانينا أو عبر نفس موقع الجامعة التي أطل منها مثل الطاووس وهو ينفش ريشه متباهيا بذيله أو مثل حسناء يقف خطاب كثر على بابها، ويعود في اليوم التالي ليسخر من يخدم أجندته هناك بفرنسا لينفي ويكذب الجامعة التي إشترته ذات يوم على حساب الزاكي وبشكل مثير بالفعل لكثير من الإرتياب.
لو حدث الأمر بأنجلترا ولها في ذلك سوابق كثيرة، لكان أحد الأمرين إما أن تقدم الجامعة إستقالتها أو أن يعلن المدرب رحيله تبريرا لحالة التنافي الصريح والتناقض المستفز الواضح والذي لا يحتاج لمن يدر الرماد في العيون ليخفيه أو يساهم في تعويمه، والذي إن نحن سكتنا عنه سنكون أشبه بالشيطان الأخرس.
ما قام به رونار سبة كبيرة في حق الجامعة والمنتخب الوطني، وفيه ضرب لمصداقية مؤسسة تحمل لازمتين بدلالتين كبيرتين تأتي بعد ذكر الجامعة «الملكية المغربية» لكرة القدم والتي نحن تاجرنا بالصمت المريب إزاءها سنكون قد إرتكبنا جرما لا يقبل به كل ذي ضمير.
أنا على يقين أنه لو كان قد أقدم على الأمر مدرب مغربي لتم جلده ولسيق لسلخانة على رؤوس الأشهاد ولوضع رأسه تحت حد السيف، وهذا لا يعني أن نسعى لهكذا مصير لرونار بقدر سعينا لوضعه عند حد المسؤولية وحفظ الإحترام الواجب وكل ذلك كي لا يغادرنا يوما ما وهو يضحك ملء شذقيه سخرية وتحقيرا.
لا يمكننا أن نسكت لأن لجامعات الكرة حرمات من حرمة البلاد التي تمثلها، وإلا كيف نفسر تحرك راوراوة للرد وبثقل الخطاب دفاعا عن ثعالبه وأن لا تتحرك جامعتنا للرد بثقل المساءلة لكشف الثعلب الذي بيننا..؟؟