ADVERTISEMENTS

جدوى النقد البناء

المنتخب: بدر الدين الإدريسي الجمعة 22 نونبر 2024 - 16:31
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

لا تأخذنا الحمية في الدفاع عن وليد الركراكي وهو من صنف كل المدربين الذين لا تصادقهم ولا تصدقهم إلا النتائج، حتى نقول اليوم بأنه قطع دابر الشك الذي بداخلنا وقبض بيد من حديد على قيادة الفريق الوطني، والحال أن كرة القدم هي من صورة زمن بعضه يسر وكثيره يسوء، وتلك هي عادة الحياة.

ولا يأخذنا التطرف في محاكمة الظواهر بحكم مسبق أو بحكم قيمة، فنبخس العمل الذي يقوم به وليد الركراكي على رأس العارضة التقنية للفريق الوطني، وندعي عندما يحقق مع الأسود العلامة الكاملة في مشوار التصفيات الإفريقية، ويفوز بحصص ثقيلة، أنه يفعل ذلك أمام منتخبات هي في مستويات دنيا.

منذ زمن بعيد طلقت فكرة أن تكون هناك منتخبات ضعيفة، لأن القواعد الفنية المتداولة في كرة القدم، لا تقيم لهذا الضعف مقياسا ولا اعتبارا، لأن في كرة القدم كل شيء متغير، ومن غير المستبعد ولا من المستحيل أن يفوز منتخب مصنف في المركز 130 عالميا على منتخب مصنف في المركز الثلاثين عالميا، وكلنا نذكر كم انتقدنا فريقنا الوطني وهو يفوز قيسريا على منتخب لوسوطو ذهابا بهدف إبراهيم دياز في الوقت بدل الضائع، وكم قسونا على وليد وقتها لأنه «زاد يومها في العلم» فعذب نفسه وعذبنا أمام منتخب مصنف في المركز 152 عالميا.

لا يجب أن نكون هذا أو ذاك، ونحن نقيم حصيلة الفريق الوطني بنهاية مشواره في تصفيات كأس إفريقيا للأمم، فإن كانت للأرقام دلالاتها، والفريق الوطني يحقق العلامة الكاملة بالفوز بكل مبارياته بحصص عريضة وغير مسبوقة حتى، إلا أن التقييم الموضوعي يجب أن يشمل تحديدا مواطن الضعف التي كنا نجمع على ضرورة التخلص منها، ما كان من وجع على مستوى ثنائية الدفاع الأوسط، وما كان على مستوى سرعة التحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، وما كان من عمل جماعي لإسترجاع الكرة، وأخيرا ما كان من احتباس كرسته مشاهد المباريات، على مستوى التنشيط الهجومي، وهذا كله بعلاقة مع التوظيفات والإختيارات البشرية.
وهنا أتفق تماما مع ما ذهب إليه وليد الركراكي عند تقييمه لمسار الأسود في التصفيات الإفريقية، من أن النقد في مبناه الموضوعي، ساعد الفريق الوطني على التطور، والأحرى أنه ساعده هو شخصيا على تبين المناطق المظلمة في الأداء الجماعي، ونستطيع القول بأن الفريق الوطني أظهر بخاصة في مواجهته للغابون بفرانس فيل ولوسوطو بوجدة، أنه قطع مسافة مقدرة على درب اكتساب الصلابة وقوة الشخصية والتطابق جماعيا مع ممكناته الفردية الرائعة، لذلك فأنا أقدر جيدا المكاسب التي تحققت من هذه المباريات الست التي لعبها الفريق الوطني في الأشهر الثلاثة الأخيرة، الثبات على التشكيلة، إعادة الإطمئنان لقلب الدفاع، الخروج الفعلي من جلباب المونديال، النجاعة الهجومية المقرونة بتنوع الحلول وأخيرا القوة الإنفجارية للبدلاء.
وعندما يحصل كل هذا ونحن على بعد سنة كاملة من الموعد الكبير، كأس إفريقيا للأمم في نسختها 35 والتي ستقام بالمغرب، فإنه يعطينا الإطمئنان على أن فريقنا الوطني يوجد في الطريق الصحيح لتحقيق حلم كل المغاربة، الفوز باللقب الإفريقي، بقدر ما يحرضنا على مواصلة العمل الجماعي بالنقد البناء والتواضع الكبير. 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS