رونار ليس دمية صينية
الأربعاء 19 أكتوبر 2016 - 16:09كونهم يعتقدون أن الدخول والخروج من دون «فيزا» أمر سهل، لم يتّأخر أشقاؤنا في الصين الشعبية طلب خطبة عريس على ذمة طرف آخر ومرتبط بعقد صريح مليح لا ثغرة فيه، حين حاولوا جر رونار لبيكين وكأنه دمية تسير عن بعد لمجرد عرض حفنة إضافية من الدولار.
منذ مدة وأنا أرى حظا غريبا يرافق الثعلب رونار، والحظ مطلوب في عالم الكرة وهو مقوم من مقومات النجاح التي لا ينالها أي كان، بل هو هبة من الخالق أحيانا.
حظ رونار أن العرض الصيني والمحاولة الجزائرية لعبت لمصلحته، وستلعب لمصلحته مستقبلا لأنه بإعلان الولاء للأسود والوفاء للجامعة يكون قد رد التحية بأفضل منها لفوزي لقجع وكافأ انتحار رئيس الجامعة ذات يوم كانت الجامعة تعقد فيها جمعها العام وتزف بموازاته للمغاربة خبر عزل أسد والتعاقد مع ثعلب.
كان سيوصف بالخيانة والغدر وكان سيوضع بين خانة الجاحدين لو قبل رونار العرض الصيني وأدار ظهره للفريق الوطني وترك سفينته أشهر قليلة قبل الكان كما تركها ذات يوم تروسيي أسابيع قبل أمم إفريقيا بمصر.
لكن بما أن رونار حسبها جيدا وأدار الفكرة في دماغه 7 مرات قبل الرد كما يدير لسانه ليجيب التلفزيون ويقاطع من يغرفون من محبرة الصحافة المكتوبة، ولنا عودة لهذا السلوك والتصرف لاحقا، قلت حسبها رونار جيدا ودرس هوامش الربح والخسارة في العرض الصيني وأيقن أنه لو قبله في أول إبحار أسيوي له لكان كمن يقبل بلعبة الروليت الروسية، إذ بإمكانه أن يفلت من طلقات فارغة أو أن يقوده حظه العاثر لتعرض للرصاصة الوحيدة المحشوة بالمسدس.
ما كان رونار ليترك أسودا يتوغل بالتدريج ويوما بعض يوم في ثنايا أفكارها وفي مراكش التي يغريه سحر طقسها وألق شمسها وحرارة ودفء ناسها وجامعة تستجيب لأفكاره قبل أن ينبس ببنت شفة.
بهذا يكون رونار قد كبر في العيون وأكد أنه ليس مرتزقا ولا دجالا، يعرض الأحلام في جهة وينهيها في جغرافيا بعيدة.
وما زاد وسيزيد من شعبية رونار أشهر قليلة قبل بداية الكان كونه رد بالحسم اللازم على أنه لن يدرب الجزائر سواء حاولت جديا أو فاوضته بالوساطات والأصدقاء المشتركين، ليس لأن اللاعبين يقيلون المدربين هناك فهنا الأمر حدث مع الزاكي ورونار يعلم هذا جيدا وكيف خطط بعض قادة الأسود لقدوم رئيس الجامعة وباعتراف رئيس الجامعة نفسه، لكنه يدرك أن أسودا في اليد خير من ثعالب لا يؤمن مكرهم.
قلتها سابقا وأكررها اليوم، مستعد لحمل رونار هذا الأكتاف لو ينجح في كسب الحسنين، وما وعد بهما يوم قجم نفسه وبربطة عنقه الحمراء القانية خلفا للزاكي، التتويج القاري الثالث له والثاني لنا والعبور للمونديال الأول له والخامس لنا.
لو يفلح رونار في كل هذا، ويقنعنا بالفعل أن هيرفي المنتظر الذي قال فيه حجي ما لم يقله مالك في الخمر ووصفه بأعظم مدربي الكرة في التاريخ، سنذكر له جميل الصنع وحسن الفعل والوفاء، وسنعترف له بسوء الظن حين اعتقدناه لوهلة أنه كباقي الثعالب لا دين ولا ملة لهم ومستعد كالثعالب لخيانتنا عند أول منعرج؟