مرتضى مسطول
السبت 01 أكتوبر 2016 - 21:50لحسن الحظ أن كرتنا لم تبتل بعد بهذا النموذج من المسيرين غريبي الأطوار وأصحاب قاعدة خالف تعرف، حتى وإن كانت هذه المخالفة تثير السخرية وتجعل صاحبها «مسخرة» كما يقول المصريون أنفسهم.
للأسف أن مرتضى منصور هذا الذي رمى الوداد وغير الوداد بالباطل ويرمي التهم جزافا على مصراعي كل من يخالفه ويشق له عصا الطاعة، بالكاد نشر صورة له عبر الطائرة قبل أيام معدودة وهو عائد من البقاع الطاهرة وقد أدى شعيرة الحج ويفترض أن يكون قد اغتسل من أدرانه وكل الأوزار التي ركبته أو ركبها فيما مضى.
بين قوله أنه يحفظ للوداد والمغاربة كل تقدير واحترام، والتجريح الذي طال الوداد والمغاربة منه بون شاسع وتناقض صريح يبرز جانبا من جوانب انفصام الشخصية وغرابة أطوار هذا الرئيس الذي شغل الناس وملأ الدنيا بضجيجه وقفشاته المضحكة المبكية كل مرة وعلى أنه بالفعل إن كانت هناك من إساءة فهي تلك التي يحملها هذا الشخص للكرة المصرية.
أن يقول مرتضى منصور أن الوداد إنتصر على الزمالك بخدمة من حكم مباراة أجمع كل من تابع النزال على أنه كان مثالا في الإنضباط والكفاءة وحسن التدبير، وعلى أن الحكم الكامروني تلقى إكرامية أو رشوة فهذا أمر قد نتفهمه ونتفهم أنه من صميم تعليق الإخفاق والصورة المهزوزة التي ظهر بها الزمالك على هذا المشجب بتعليق الحكم الكامروني شماعة لصرف الأنظار عن واقع أسوأ نسخة لزمالك ما تعودناها بهذا التهالك.
لكن أن يصر مرتضى منصور وبـ «تخراج العينين» ولغة الواثق على أن الوداد سخر الشياطين والعفاريت وجن سليمان ليفوز بالخمسة على فريقه، ويقيم الدليل الذي هو من صميم خياله المريض، فهذا بالفعل أمر مثير لكل شفقة ممكنة إزاء هذا الرئيس أو هذا المسير الذي لا يتطابق مع ما بلغه مسيرو الكرة المصرية من مدارج عالية بأجهزة الكاف والفيفا.
الغريب في أمر خرجة منصور أنها جاءت عنيفة وقاسية وفريقه مؤهل للنهائي وكان الأجدر به أن يبتلع لسانه ويكف أذاه عن الغير، وإن دعت ضرورة من الضرورات لانتقاد فكان عليه أن يوجهه للاعبي فريقه وأن لا يرمي الوداد بما لم يأتوه.
لمنصور تاريخ طويل من صعلكة التصاريح ومع هرطقات لا يأتيها إلا شخص مريض بـ «البانارويا» أو الوسواس القهري الذي يصيب صاحبه بوساوس وأوهام تجعله شخصا غير سوي على الإطلاق، تاريخه الطافح والحافل بمثل هذه المنزلقات جعله مرارا مثار سخرية بمصر وعنوانا لرسوم كاريكاتورية تستحق أن تشكل مادة لـ «ستكوم» مثير يعرض المواقف الساخرة لصاحبها بطريقة فاضحة عله يعتبر ويعود لجادة الصواب.
ليس الوداد هو أول ولا آخر من اتهمه ولا سيتهمه منصور بالشعوذة والسحر، فقد صوب خراطيشه صوب التوانسة مرارا وخاصة لاعبي ومسؤولي نجم الساحل التونسي.
أما لاعبو وإداريو الأهلي من عصام الحضري لغاية البدري فلم يسلموا من أذاه وشر لسانه السليط وتهديداته الغريبة التي جعلته يظهر مرارا بصورة البلطجي أكثر من صورة رئيس ناد محترم وكبير له مكانته المميزة عند المصريين وغير المصريين.
قبل مباراة الوداد والزمالك تابعت روبورطاجا عرضته إحدى الفضائيات المصرية التي تعرف مرتضى منصور أكثر منا، وكأنها كانت تتوقع سيناريو الخماسية، إذ خرجت للشارع وساءلت الجماهير الزملكاوية «ماذا لو أقصي الزمالك بالمغرب؟»
بعض المناصرين قالوا أن مرتضى سيجلد لاعبيه وآخرون قالوا أنه سيعتقلهم بالمطار وآخرون خمنوا أنهم سيضربهم بـ «الكرباج» وفئة تحدثت عن إمكانية تليق اتهامات لبعضهم، والآن زال جانب الإستغراب في تحليلي لهذه الردود كونهم يعرفون حقيقة رئيس القلعة البيضاء والذي بإمكانه أن يفعل أي شيء كما يقول أي شيء والمستحيل والمنطق ليسا من مبادئه ولا وجود لهما في قاموسه الشخصي.
كان بودنا لو أنهى الوداد فصول ملحمته التي بدأها بشكل مميز بعبور رائع للنهائي، لولا رعونة التعامل وسذاجة الدفاع وأخطاء الكوتشينغ، لأن الموسيو دوسابر ساهم في اهتزاز التوازن لحظة تسجيل الهدف الخامس وهو يسحب النقاش رمانة ميزان خط الوسط الذي عاث فيه شيكابالا الشيخ فسادا بعد خروجه، ولأن دوسابر أساء تدبير 30 دقيقة بالكامل كان الوداد يحتاج فيها هدفا لا أكثر ليعبر، وفي تلك اللحظة من كان يرتعد هو الزمالك وليس الوداد.
أساء دوسابر كونه لم يتدخل على شاكلة مباريات كرة السلة وكرة اليد ليطلب وقتا مستقطعا وليطلب من لاعبيه الهدوء وأن لا يتسرعوا على مستوى التنفيذ، ولم يكن دوسابر وحده من أخطأ بل بعض اللاعبين الذين غابت عنهه ثعلبية مثل هذه المواقف.
قلت كان بودنا أن تمر الوداد وخلالها كنا سنشاهد سعارا يركب رئيس الزمالك ليصبح مرتضى مسطول وليس مرتضى منصور، لأنه من يركب بساط الجنون والهديان وهو مؤهل أكيد كان سيصبح مسعورا وهو مقصي.
في مثل هذه الحالات حتى وإن كانت الغيرة تجد لها صدى ومكانا بيننا إلا أن أفضل رد هو «خير إجابة مرتضى هو السكوت».