ADVERTISEMENTS

البطولة الإحترافية: 10 أسباب وراء ضياع اللقب من الوداد

المنتخب: إبراهيم بولفضايل السبت 11 يونيو 2016 - 13:47

لم تتقبل العديد من الجماهير الودادية الطريقة التي ضيع بها الفريق الأحمر اللقب رقم 19 في تاريخه بعد أن كان الأقرب للحصول عليه، والتتويج للمرة الثانية على التوالي، باعتبار احتلاله للمرتبة الأولى منذ الموسم الماضي، وفقدانها في الأنفاس الأخيرة لصالح الفتح الرباطي، وبعد الفشل في الإحتفاظ باللقب ألقت الجماهير اللوم على المدرب، وعلى رئيس الفريق وكذا اللاعبين، في حين أن البعض الآخر أرجع فقدان اللقب لعوامل خارجية كانت لها تأثير مباشر على نتائج الفريق الأحمر هذا الموسم كالبرمجة والويكلو ثم اللعب خارج القواعد، لكن الأكيد أن عدة أسباب اجتمعت لتساهم في ضياع هذا اللقب، وقد حاولنا أن نتطرق لها بتفصيل في هذا الموضوع.

التفريط في ثوابت الفريق
حين توج الوداد باللقب رقم 18، تم التأكيد على ضرورة الإحتفاظ بكل العناصر التي ساهمت في هذا الإنجاز الجديد، وذلك حفاظا على الإستقرار والإستمرارية، لكن أنصار الفريق تفاجأوا لعدم تجديد العقد لكل من المدافع لعمراني ولاعب الوسط برابح، وكذا السماح للإيفواري كوني والهداف ماليك إيفونا بالرحيل خارج أسوار القلعة الخضراء، والرباعي كان من ركائز الفريق ودعاماته الأساسية، والفريق الذي يريد الحفاظ على اللقب لا يفرط في مثل هذه العناصر، بل يستغني عن أسماء لا تقدم الإضافة وجلب عناصر أفضل.

إرتباك في المرحلة الإعدادية
حصل إرتباك في المرحلة الإعدادية التي سبقت انطلاق البطولة، ولم يتمكن مجموعة من اللاعبين من حضور المعسكر الإعدادي بالبرتغال بسبب تواجد أكثر من عشرة لاعبين بالمنتخبين الأولمبي والمحلي، هذه العناصر لم تتمكن من الإستفادة من الراحة، كما أن الإعداد البدني لم يكن متوازنا بين كل اللاعبين، وهذا ما اشتكى منه المدرب طوشاك في العديد من المناسبات، كما ساهم هروب اللاعب المالي ديارا في خلق ارتباك بالمعسكر وبعثرة أوراق المدرب الذي كان يعول عليه لخلافة الإيفواري كوني، ومن 
هنا خرج الفريق من الخيمة مائلا كما يقول المثل.

البرمجة
يبدو بأن البرمجة لم تخدم كثيرا مصالح فريق الوداد سواء في مرحلة الذهاب حين حقق الفريق الأحمر انطلاقة جيدة، وذلك لتواجد الكثير من لاعبيه ضمن المنتخب المحلي، حيث كان يغيب عن المنافسة لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع ثم يعود ليخوض ثلاث مباريات في أسبوع واحد، وقد دفع الثمن غاليا، حيث كان يفتقد لعناصر أساسية وازنة في التداريب، ما صعب كثيرا مهمة المدرب طوشاك في العديد من المباريات، وفي هذا الإطار وجهت انتقادات كثيرة للناخب الوطني المحلي امحمد فاخر خاصة بعد أن استغنى عن مجموعة من لاعبي الوداد فيما بعد.

إنتدابات غير موفقة
لم يتعامل الفريق بشكل جيد مع الإنتدابات منذ بداية الموسم، فقد راهن المكتب المسير في البداية على المالي المختار سيسي ليكون أفضل خليفة للهداف إيفونا، لكنه لم يقدم ما كان منتظرا منه في مرحلة الذهاب ليتم تعويضه في الميركاطو الشتوي بالسينغالي سوري كيطا، لكنه بدوره لم يحالفه الحظ بالرغم من الفرص الكثيرة التي منحها له المدرب طوشاك، وبدوره لم يكن أوناجم فعالا ولم يستطع الحصول على رسميته، وشكل الأفارقة وجعا في رأس الناصري الذي اضطر لتفويت المدافع نانا بادارو للمولودية الوجدية مقابل جلب زي أوندو الذي لم يقنع بدوره، وحده المدافع مرتضى فال من قدم الإضافة المرجوة ثم المهاجم الحداد، ليدفع الفريق ثمن هذه الإنتدابات الفاشلة.

المشاركة على الواجهتين
لم يكن المدرب طوشاك يتوفر على تجربة إفريقية سابقة، وكان يجهل كل شيء عنها، ومدى تأثيرها على أداء الفريق في البطولة، وبالتالي فإنه لم يكن مستعدا لهذا التحدي خاصة على مستوى التركيبة البشرية، وحاول جاهدا التغلب على ذلك بنظام المداورة بين اللاعبين،لكن العناصر البديلة لم تقدم ما كان منتظرا منها ما ضيع على الفريق الأحمر بعض النقط الثمينة خاصة في الثلث الأخير من البطولة وبالضبط في المرحلة التي واجه فيها الفريق مازمبي الكونغولي ذهابا وإيابا، ويبدو بأن هذه الواجهة استنزفت الكثير من طاقة اللاعبين.

مرحلة فراغ
حقق الفريق الأحمر انطلاقة جيدة مكنته من احتلال الصدارة منذ بداية البطولة وتوسيع الفارق عن مطارديه، لكنه مر من مرحلة فراغ في الدورات الخمس الأخيرة من مرحلة الذهاب، حيث تعرض لأول هزيمة بالرباط أمام الفتح الرباطي واكتفى كذلك بخمس تعادلات متتالية ما مكن الفريق الرباطي من الالتحاق بالصدارة، ولو يتوج الوداد بلقب الخريف إلا بفضل النسبة العامة.و مع انطلاق رحلة الإياب استعاد الوداد عافيته وتمكن مجددا من توسيع الفارق، لكن مع اقتراب البطولة من مراحلها الحاسمة وثلثها الأخير سقط مجددا في المحظور، والغريب أنه لم يعد يتعادل بل تعرض لمجموعة من الهزائم المفاجئة، منها هزيمة في مباراة مفصلية وحاسمة أمام منافسه المباشر الفتح كانت سببا مباشرا في ضياع اللقب باعتبارها مباراة من ستة نقط.

الويكلو
ساهمت تصرفات بعض المحسوبين على الجماهير الودادية بدورها في ضياع اللقب من فريقها،بعد الأحداث التي ميزت ديربي الذهاب ما كلف الفريق الأحمر حرمانه من جماهيره في ثلاث مباريات، ثم مباراة رابعة، ومن الطبيعي أن تتأثر نتائج الفريق بغياب الجماهير التي تعتبر السند الحقيقي والعنصر المحفز للاعبين، كما تشكل ضغطا على الخصوم.

اللعب خارج مركب محمد الخامس
الإمتياز كان لصالح الوداد في مرحلة الإياب حيث كان سيجري أكبر عدد من المباريات داخل القواعد، لكن ما كاد الفريق يتجاوز عقوبة الويكلو في ثلاث مباريات،حتى صدم بقرار المنع من خوض باقي المباريات داخل مركب محمد الخامس، وهنا ضاع عليه هذا الإمتياز، ما كلفه خسارة بعض المباريات التي لم يكن ليخسرها لو خاضها بالدار البيضاء، خاصة انه عانى في هذه المرحلة من التنقلات في الأدغال الإفريقية وبين مختلف المدن المغربية عكس باقي المنافسين الآخرين.

غياب الهداف
في الموسم الماضي كان هجوم الفريق الأحمر هو الأفضل خاصة بتواجد الغابوني إيفونا وكوني وهجهوج ثم فابريس،لكن هذا الموسم اختل توازن الفريق، وافتقد الفريق الأحمر للهداف الذي يمكنه ترجمة الكثير من الفرص لأهداف ما ضيع عليه الكثير من النقط الثمينة، وحده هجهوج ظل نقطة الضوء في الهجوم، في حين أن الكونغولي فابريس لم يستيقظ سوى في المباريات الأخيرة، وبدوره تمكن حداد من تقديم الإضافة بعد أن تأقلم مع الأجواء الجديدة لكن الإصابات المتكررة التي تعرض لها جعلت غيابه يخلف فراغا في هجوم الفريق.

أخطاء فنية
الأخطاء الفنية يتحمل مسؤوليتها الطاقم التقني الذي لم يتوفق في اختياراته البشرية في بعض المباريات، وكذا في اختياراته التكتيكية، واللاعبون بدورهم يتحملون المسؤولية بسبب بعض الأخطاء، وتراجع مستواهم في بعض المباريات، حيث ارتكبت أخطاء فردية خاصة في مرحلة الإياب، ومنها المباراة أمام الفتح الرباطي، فتجنب الخسارة في هذه المباراة وحدها كان سيمنح اللقب للوداد، بل إن بعض التسريبات التي يتداولها أنصار الفريق الأحمر تشير لوجود تهاون من طرف البعض واستهتار بقميص الفريق.

خلاصة
كل هذه العوامل والأسباب كان لها نصيبها في ضياع اللقب رقم 19 من الفريق الأحمر، وبالتالي لا يمكن أن نحمل المسؤولية لطرف معين، فالجميع يتحمل المسؤولية من المكتب المسير، واللاعبين والطاقم التقني وكذا الجمهور، فإذا كان النجاح فالكل له دوره ومساهمته، وحين يكون الفشل لا يمكن كذلك أن نحمله لطرف واحد فقط، وحاليا يجب على الوداديين طي هذه الصفحة والإستفادة من أخطائها والتفكير مليا في المستقبل، وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات القادمة بروح المجموعة ونكران الذات، دون البكاء على اللبن المسكوب، ففي كرة القدم لا يمكن أن تفوز دائما بالألقاب، ويوم لك ويوم عليك

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS