سندخل المونديال الإفريقي بعقلية الفائزين
صممنا العزم على إسعاد الجمهور المغربي
لا نساوي شيئا من دون جمهورنا الرائع
الزاكي يعرف جيدا ما ينتظره في نهائيات كأس إفريقيا
بموناكو عشت أجمل اللحظات.. وهدفي أن أتوفق رفقة فريقي الجديد هيلاس فيرونا
أثبت منير عوبادي أنه من بين الثوابت التي يعول عليه كثيرا الناخب الوطني الزاكي بادو في وسط الميدان، لكونه دعامة أساسية لوسط الـمنتخب الوطني وبه يصبح أكثر توازنا.. سقاء حقيقي ولاعب محوري لا محيد عنه داخل تشكيلة الأسود. وأحد الأضلاع الثابتة داخل تشكيلة الأسود.
عوبادي الذي لعب الموسم الـماضي رفقة نادي موناكو الفرنسي، إنتقل هذا الموسم إلى البطولة الإيطالية رفقة نادي هيلاس فيرونا، ويطمح أن يحقق رفقته نتائج جد مشرفة.. عوبادي سقاء الأسود يحكي في هذا الحوار عن طموحاته رفقة الأسود بالمونديال الإفريقي، ويحاكم المباريات الودية للأسود أمام منتخبي قطر وليبيا.. إليكم تفاصيل الحوار.
< المنتخب: ما هي قراءتك وخلاصتك للمباراتين الوديتين اللتين أجراهما المنتخب المغربي أمام منتخبي قطر وليبيا؟
ـ عوبادي: في واقع الأمر، وبدون مجاملة فالمباراة الودية الأولى التي جمعتنا بالمنتخب القطري لم تكن في المستوى المطلوب نظرا لعدة اعتبارات في مقدمتها غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، الذين يشكلون الدعامة الأساسية للمنتخب المغربي وفي مقدمتهم عميد الأسود المهدي بنعطية الذي تعرض لوعكة فرضت عليه الغياب، بالإضافة إلى عدد كبير من الغيابات الوازنة التي كان لها وقع على أداء المنتخب المغربي، أما بخصوص المباراة الودية الثانية التي جمعتنا بمنتخب ليبيا الحائز على لقب كأس إفريقيا للمحليين بملعب مراكش، كانت مفيدة للغاية وظهر خلالها المنتخب المغربي بوجه جيد وخلقنا مجموعة من الفرص التي مكنتنا من تسجيل ثلاثة أهداف، ناهيك عن طريقة اللعب المنظمة بشكل جيد على مستوى الدفاع والوسط والهجوم، وأعتقد أن الجميع خرج مرتاحا من أداء الأسود رغم غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، لكن الشيء الأهم الذي يبحث عنه الناخب الوطني الزاكي بادو هو أن تكون المجموعة المغربية في أوج عطائها خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام بالمغرب مطلع سنة 2015.
< المنتخب: الـمنتخب الوطني المغربي مقبل على تظاهرة قارية ألا وهي كأس إفريقيا للأمم 2015 والتي ستقام بالمغرب، هل تتفق مع الناخب الوطني الزاكي بادو عندما وضع اللقب كهدف ولا شيء غيره؟
ـ عوبادي: أكيد. فجميع المغاربة يريدون أن يفوز المنتخب المغربي بكأس إفريقيا للأمم 2015، والناخب الوطني الزاكي الذي سبق له أن حقق نتيجة مهمة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004، وصاحب التجربة الكبيرة على المستوى الإفريقي كعميد سابق للأسود وكمدرب للـمنتخب الوطني، له كامل الحق في أن يكون متفائلاً ومن حقه أن يرفع سقف طموحات الأسود بالمونديال الإفريقي بالمغرب قصد التتويج باللقب الثاني في تاريخ كرة القدم المغربية، وأعتقد أن نفس الطموح والرغبة تحذوان جميع عناصر المنتخب المغربي رغم أن المدة الزمنية للإستعدادات لم تكن بالكافية بحكم أن المنتخبات الإفريقية تطور مستواها وخير مثال على ذلك الحضور القوي لأغلب المنتخبات الإفريقية في نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، ورغم كل ذلك فجميع اللاعبين لذيهم رغبة وطموح كبيرين للظهور بوجه يشرف كرة القدم والجمهور المغربي في هذا الحدث الكروي الكبير. وبالمناسبة أطالب الجماهير المغربية أن تقف إلى جانب العناصر الوطنية خلال المباريات الودية المتبقية حتى نكون إن شاء الله في مستوى تطلعات كل المغاربة، وكن على يقين أننا سنبذل الغالي والنفيس من أجل إسعاد الجمهور المغربي.
< المنتخب: بحكم أنك ترعرعت ولعبت لسنوات طويلة بالبطولة الفرنسية التي تتميز بالملاعب من المستوى الرفيع، كيف ترى أرضية الملاعب التي تستضيف مباريات نهائيات كأس إفريقيا للأمم؟
ـ عوبادي: في الحقيقة، فالمغرب قطع أشواطا مهمة في تهييء ملاعب كروية من المستوى الرفيع، كملعب مراكش الكبير والذي يعتبر من بين أجمل الملاعب العالمية التي تساعد اللاعب على تقديم كل ما لديه داخل رقعة الملعب. وكما لاحـظ الجميع فهناك اختلاف كبير بين المباراة الودية الأولى التي لعبناها بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء أمام منتخب قطر والمباراة الثانية التي لعبناها بملعب مراكش الكبير أمام منتخب ليبيا، فالفرق كان واضحا والسبب في ذلك يعود لأرضية الملعب التي تغري أي لاعب لتقديم كل ما لديه. وبالمناسبة أود أن أنوه بالعمل الكبير الذي قام به المغرب في تشييد ملاعب جميلة التي ستظهر لكل دول المعمور في نهائيات كأس إفريقيا للأمم أن المغرب يعتبر من بين أهم الدول الإفريقية التي نجحت في تهييئ بنيات رياضية تحتية جد مشرفة.
< المنتخب: ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلتك تغادر نادي موناكو الفرنسي في اتجاه نادي هيلاس فيرونا الإيطالي؟
ـ عوبادي: بكل صراحة فانتقالي لنادي هيلاس فيرونا الإيطالي على سبيل الإعارة لموسم واحد من نادي موناكو يعود الفضل فيه للمدرب السابق لنادي موناكو الفرنسي الإيطالي الشهير كلاوديو رانيري الذي تربطه علاقة جد متميزة مع المدرب الحالي لنادي هيلاس فيرونا الإيطالي الذي اتصل بي وأقنعني بالإنتقال إلى البطولة الإيطالية وبعد مفاوضات مع نادي موناكو انتقلت للنادي الإيطالي على سبيل الإعارة لموسم واحد، وأنا جد سعيد أن ألعب بالبطولة الإيطالية التي تعتبر من بين أفضل البطولات الأوروبية.
< المنتخب: هل نقول بأن الأسود تصالحوا مع النتائج الإيجابية والإنطلاقة الحقيقية بدأت من المواجهة الودية التي جمعتكم بمنتخب ليبيا؟
ـ عوبادي: كل لاعب في هذا الكون إلا ويطمح لتحقيق النتائج الإيجابية لإسعاد جماهيره، ونحن كلاعبين للمنتخب الوطني لدينا نفس الإرادة والرغبة لإسعاد أنفسنا وكذا الجمهور المغربي التواق إلى النتائج الإيجابية.
وبهذه المناسبة أعد الجماهير المغربية وأقول لها بأن المنتخب المغربي عائد إن شاء الله إلى النتائج الإيجابية والإنطلاقة الحقيقية كانت بمراكش خلال المباراة الودية التي حققنا خلالها نتيجة إيجابية، ورغم إكراهات الغيابات، وستستمر إن شاء الله هذه النتائج خلال المباريات المقبلة خاصة أمام منتخبي إفريقيا الوسطى وكينيا.
هدفنا الأساسي كلاعبين تحقيق نفس الملحمة التي حققها المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004 والتي بقيت موشومة في ذاكرة كل المغاربة، وأعتقد بأن الجيل الحالي قادر على تحقيق النتائج المرجوة بفضل التلاحم والإرادة القوية التي أصبحت شعار المجموعة الحالية للـمنتخب الوطني المغربي بقيادة الإطار الوطني الزاكي بادو.
< المنتخب: ما هي الدروس والعبر التي استخلصتموها كلاعبين من الإخفاقات السابقة للأسود؟
ـ عوبادي: كما يقول المثل من الأخطاء يتعلم الإنسان.. وأعتقد بأننا استفدنا الشيء الكثير من السقطات الموجعة للـمنتخب الوطني والتي تركت آثاراً عميقة في نفوسنا كلاعبين وكذلك بالنسبة للجمهور المغربي الذي عبّر عن عدم رضاه من خلال غيابه المتكرر عن المدرجات وإن كنت أفضل أن يظل الجمهور مساندا للـمنتخب الوطني في السراء كما في الضراء.
عموما فإن التصالح مع جماهيرنا بدأ تدريجيا، ولعل الإنتصار الهام الذي حققناه أمام منتخب ليبيا بملعب مراكش سيكون بمثابة فاتحة خير، لذا وجب التعامل مستقبلا مع جميع المباريات بالجدية اللازمة وعدم استصغار الخصوم مهما كان مستواهم، ومن خلال المباريات الإقصائية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام بالمغرب، لاحظنا سقوط أكبر المنتخبات الإفريقية أمام منتخبات مغمورة ـ انظروا ماذا حدث لمنتخب نيجيريا الذي انهزم بميدانه أمام الكونغو، وهزيمة المنتخب المصري بهدفين لصفر أمام السينغال وسقوط السودان بعقر دارها أمام جنوب إفريقيا بثلاثية مذوية ـ لذلك فالكرة الإفريقية تطورت وعلينا أن نكون حذرين خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام ببلادنا مطلع السنة القادمة.
< المنتخب: لاحظ بعض المتتبعين للبطولة الفرنسية بأن عطاءك تراجع بعض الشيء في الشطر الثاني من البطولة الفرنسية مقارنة مع بداية الموسم الماضي رفقة نادي موناكو؟
ـ عوبادي: أعتقد بأنني كنت من بين اللاعبين الذي يعول عليهم كثيرا المدرب الإيطالي الشهير كلاوديو رانيري داخل التشكيلة الأساسية لنادي موناكو الفرنسي الذي يعج بالعديد من النجوم وكنت أقدم مستويات جد مشرفة نالت إستحسان المتتبعين للكرة الفرنسية، لكن الوعكة التي تعرضت لها تطلبت بعض الوقت لاسترجاع كل مكوناتي، والحمد لله اليوم أشعر باستعادة كل مقوماتي التقنية والبدنية وهدفي الآن هو أن أكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقي رفقة فريقي الجديد نادي هيلاس فيرونا الإيطالي وكذا رفقة المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس افريقيا للأمم التي ستقام بالمغرب.
< المنتخب: خلال الموسم الماضي نجح نادي موناكو الفرنسي في استقطاب عدد كبير من النجوم وفي مقدمتهم الهداف فالكاو، لكن الفريق قام هذا الـموسم ببيع وتسريح عدد كبير من لاعبيه الأساسيين. فما هي الأسباب الكامنة وراء تغيير سياسة الفريق؟
ـ عوبادي: في واقع الأمر الأهداف التي تم تسطيرها خلال الموسم الماضي من طرف المسؤولين عن النادي كانت تهدف بالأساس إلى بناء فريق فرنسي ينافس على الساحة الأوروبية وتم ضخ ميزانية ضخمة وجلب العديد من النجوم الكبار في مقدمتهم الهداف الكولومبي فالكاو والمدرب الإيطالي الشهير كلاوديو رانيري. ومن خلال النتائج التي لم تكن في مستوى طموحات النادي على المستوى الأوروبي، وغياب السيولة المالية الكافية القادرة على تلبية طموحات اللاعبين الكبار الذي يعج بهم الفريق، تقرر تغيير سياسة الفريق ببيع اللاعبين المميزين والإعتماد على مجموعة شابة، ولهذا الغرض وبتوافق تام مع إدارة فريق موناكو، قررت الرحيل إلى البطولة الإيطالية والإنضمام لنادي هيلاس فيرونا الإيطالي.
< المنتخب: كيف ترى الأوراش المفتوحة من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بخصوص تهييء البنيات التحتية واستضافة أكبر التظاهرات في مقدمتها كأس العالم للأندية وكذا نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015؟
ـ عوبادي: أعتقد بأن الجامعة الملكية لكرة القدم الجديدة برئاسة السيد فوزي القجع جاءت ببرنامج طموح يهدف بالأساس إلى تهييء البنيات التحتية قصد توفير الظروف المناسبة للأندية الصغرى حتى تتمكن من الإشتغال في ظروف جيدة وفي نفس الوقت تفريخ لاعبين مميزين يعول عليهم في المستقبل لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية الصغرى، ومن أجل انجاح هذا المشروع لابد من فتح أبواب المراكز الجهوية التابعة للجامعة قصد استقطاب أهم العناصر الموجودة على صعيد الجهة من أجل تكوينها تكوينا صحيحا تحت إشراف أطر تقنية لها من الكفاءة القادرة على إبراز مواهب جديدة، واستضافة المغرب وللمرة الثانية على التوالي منافسات كأس العالم للأندية التي ستعرف حضور أقوى الأندية العالمية يدخل في إطار إشعاع وإسماع صوت المغرب على الساحة العالمية من خلال النقل المباشر لمباريات هذا الحدث العالمي، وبالمناسبة أتمنى كامل التوفيق والنجاح لممثل كرة القدم المغربية المغرب التطواني وان يحقق نفس النتائج المشرفة التي حققها الرجاء البيضاوي الذي لعب المباراة النهائية أمام نادي باييرن ميونيخ الألماني خلال النسخة الماضية، أما بخصوص استضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم مطلع سنة 2015 بالمغرب أعتبر هذا الحدث بمثابة مونديال مصغر وسيعرف حضور أقوى المنتخبات الإفريقية التي تعج بنجوم كبار أبلوا البلاء الحسن رفقة أندية أوروبية وكذا في نهائيات كأس العالم التي أقيمت مؤخرا بالبرازيل، وأعتبر شخصيا أن محطة استضافة مثل هذه الأحداث الكروية المميزة يجب أن يستثمره المسؤولون عن كرة القدم المغربية من جامعة وأندية لما فيه مصلحة كرة القدم المغربية حتى تعود بقوة على الساحتين الإفريقية والدولية خاصة وان منتخبنا الوطني لم يتأهل للمونديال منذ سنة 1998، وهذا الغياب كان له تأثير سلبي على المنظومة الكروية بالمغرب ككل، وكل ما آمله أن ينجح الجيل الحالي الذي يشكل الدعامة الأساسية للمنتخب المغربي لاستعادة ريادة كرة القدم المغربية وإعادة توهجها قارياً.
< المنتخب: هل من كلمة يوجهها منير عوبادي للجمهور المغربي؟
ـ عوبادي: أكيد أن الدور الكبير الذي يلعبه الجمهور غير خاف على أحد، فالجمهور يعد بمثابة الزاد الحقيقي لكل لاعب، وأعتقد بأن الفوز الودي الذي حققه الأسود أمام منتخب ليبيا سيساهم ولاشك في عودة الدفء للمدرجات من جديد وألح على ضرورة الحضور الجماهيري خلال المباريات الودية المقبلة لتقديم كامل الدعم للعناصر الوطنية، إذ من شأن هذا الحضور أن يقوي عزيمة اللاعبين والطاقم التقني ويساهم في تحميسنا لتقديم أفضل مستوى خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ولما لا التتويج باللقب الإفريقي وهذا مطمح مشروع لكل المغاربة.
حاوره بمراكش: محمد الجفال