أي حكم تقني على الأداء سيشكل ظلما كبيرا وتغليطا للجمهور
ربحت رجال طوارئ وبعودة الثوابت ستستقيم الأمور
نحتاج لخصوم يعقدون أمامنا المهام ويصعبون علينا الحلول
لا أحتاج لدليل لاستدعاء المحليين لأنهم لا يلعبون بكوكب آخر

في حوار إنفرادي أجريناه مع الناخب الوطني عقب مباراتين مثلتا بالنسبة إليه محطتين تاريخيتين في مشواره التدريبي، لا لشيء سوى لكون نزال قطر كان المباراة الأولى التي إلتقى من خلالها الزاكي مع الجماهير المغربية بعد 9 سنوات بالتمام والكمال من مطاردة حلم العودة، قال الزاكي أنه كان يمني النفس بظروف أفضل تحيط بالوديتين، لكنه اصطدم بجملة من المعيقات و الإكراهات التي تخطاها بهدوء.
ظلم محاكمة اللاعبين والطاقم التقني، الفوائد التي غنمها من المباراتين، الدروس المستقاة والعناصر التي ربحت الثقة ورسالته للجمهور بعد عتاب ترك جرحا غائرا في الصدر.
كل هذه الإيحاءات تتابعونها في حوار الزاكي المختزل لكافة خلاصات المحكين..
- المنتخب: تعادل وانتصار في مباراتين داخل المغرب، بعد 3 مباريات ودية سابقة، هل كنت تتطلع لما هو أفضل ليس على مستوى النتيجة، بل حتى على مستوى المردود التقني؟
الزاكي بادو: ما كنت أتطلع إليه ليس النتيجة، ولا حتى المردود وإنما كنت أتطلع وأمني النفس بحضور شامل للاعبين الذين أضعهم ضمن مفكرتي كخيارات استراتيجية للكان القادم.
للأسف الأمور سارت عكس المشتهى وعكس التوقعات، وكما نقول دائما فوق الطاقة لا نلام، ما حدث كان إكراها لا أملك له لا أنا ولا أنتم حلا وهو إكراه الإصابات القوية والكثيرة التي عصفت بالكثير من المخططات والأفكار.
ومع ذلك وبمنتهى التفاؤل الذي يطبع اشتغالي دائما، لا يسعنى إلا أن أكون سعيدا بالحصيلة  في بعض السياقات.
- المنتخب: ما الذي سرك أكثر في المواجهتين الأخيرتين، لنبدأ من مباراة قطر كان هناك استياء فئة واسعة من الجمهور على المردود والنتيجة معا؟
الزاكي بادو: لا أشاطرك الرأي، كما لا أعتقد أن من حضر لمركب محمد الخامس وأطلق صافرات الإستهجان يملك الوصاية على باقي الفئة العريضة من الجماهير المغربية الذواقة والذكية والتي تملك حاسة سادسة تميز من خلالها الأمور..
بالنسبة لمباراة قطر وقياسا دائما بالإكراهات التي واجهتني ومنها الوصول المتأخر لبعض اللاعبين، وقوة المنافس ورغبته الأكيدة في تشكيل منتخب للمستقبل، فلا أعتقد أنها كانت بالسوء والكارثية التي تحدث عنها البعض.
بخصوص صافرات الإستهجان هذا أمر تعايشت معه طيلة مسيرتي كلاعب محترف وحتى كمدرب، الجمهور يحتج حين تكون منتصر بهدفين لأنه يريد ثلاثة وحين تكون متعادلا يتطلع لأول هدف وهذه خصوصية عالمية، غير أن المؤسف فيها هو كونها توافقت مع أول مباراة لنا بالمغرب وباقتراب موعد الكان، حيث حاجتنا كبيرة لحشد الدعم والمساندة.
- المنتخب: لكن الإستعصاء تواصل للمباراة الثالثة تواليا على مستوى ترجمة الفرص لأهداف وأحيانا حتى على مستوى صناعة هذه الفرص؟
الزاكي بادو: لا نملك مفاتيح سحرية ولا حلولا على الجاهز، لقد وصلت قبل 4 أشهر استغرقت فترة خلالها في تمرير أشياء ورسائل خاصة للاعبين وخطاب سيكولوجي أكثر منه خططي أو تقني خاصة بمعسكر البرتغال.
المسألة الثانية التي تجعل من أي تقييم أو محاكمة تقنية حاليا خطوة ظالمة وغير عادلة، هو الغيابات القوية والمؤثرة للاعبين محوريين لهم تأثير كبير على المجموعة.
لست بصدد البحث عن الأعذار لكن لتحليل الأمور بواقعية، ومسألة أخرى هي الضغط القوي والشعور بالمسؤولية الذي يتحكم في اللاعبين وخاصة عند ظهورهم أمام الجمهور المغربي ولو توصلنا للتسجيل مبكرا أمام قطر لتغيرت التحاليل والكثير من الأشياء الأخرى.
- المنتخب: أمام ليبيا لمسنا بعض التحسن، لكن المثير أن الإنتصار أتى بتشكيل يجمع الكل على أنه ليس الذي سيشارك بالكان، ما فائدة الفوز بمجموعة قد لا يحضر منها عدد كبير من اللاعبين ممن وظفتهم رجال طوارئ لملء الغيابات؟
الزاكي بادو: فائدة  الإنتصار كبيرة بكل تأكيد، وخاصة من الناحية الذهنية وتحرر اللاعبين من الشد العصبي الذي لازمهم.
أعتقد أنني ربحت بدل النواة رجال طوارئ لأن النواة حاضرة في مخيلتي وذهني سواء حضر اللاعبون جميعهم أو غاب بعضهم.
أمام ليبيا كنا أكثر استحواذا على الكرة، تحكمنا في الإيقاع وإن قال البعض أن المنافس كان ضعيفا، فقد كنت أتمنى أن يقولوا أن المنتخب الوطني كان قويا ومتطلعا للإنتصار ولم يترك للمنافس فترة لالتقاط الأنفاس وضبط التموقع.
- المنتخب: على ذكر النواة، هل لك أن تفصح للجمهور المغربي عن بعض عناوينها خصوصا ونحن نقترب من الكان ولا أحد بإمكانه أن يضبط 11 لاعبا رسميا داخل التشكيلة؟
الزاكي بادو: الأمور سهلة ولا تحتمل التعقيد، والنواة يمكن أن نلمسها من اللائحة واللاوائح التي قمت بإعدادها منذ وصولي وحتى بعدد المباريات التي خاضها كل لاعب وختام الإستنتاج الذي يوصل كل واحد لهاته النواة هو القيمة الفنية للاعب داخل فريقه وانتظامه على مستوى الأداء وحتى على المستوى الذي يمارس فيه.
أنا المسؤول عن اختياراتي وأنا على يقين أنه لو يسعفنا الحظ إن شاء الله خلال مباراتي شهر أكتوبر بظهور اللاعبين الذين ستشملهم الدعوة سيتعرف حينها الجمهور على ما كنت أعنيه وأقصده بالنواة.
- المنتخب: غابت عناصر ووجهت الدعوة لأخرى، أنا هنا لأسألك عن  التألق اللافت للكناوي وهو الذي لم يكن يوما ضمن خياراتك الموسعة ونجاعة ياجور الذي يتقاسم معه نفس الوضع؟
الزاكي بادو: حين أضع لائحة موسعة فهذا ليس معناه أن باقي اللاعبين سواء المحترفون بالبطولات الخارجية أو من يلعب بالبطولة الإحترافية خارج الحسابات.
أحيانا يكون هناك لاعب موضوع ضمن خانة اهتمام سري لا يتم الكشف عنه إلا في الحالات القصوى وهو ما يسري على لكناوي وياجور.
بالنسبة للكناوي تابعته أمام إسبانيول بالمباراة الودية وراقني ما قدمه وطالبت بن شيخة وهو يتجاهله في بعض المباريات ببيانات دقيقة عنه ومدني بها مشكورا.
ياجور أعرفه أكثر من غيري وكنت ممن نقطوا له بمباريات مونديال الأندية ضمن لجنة تقنية تابعت أداء لاعبي الدورة ومؤكد أن ما قدماه أنصفني في نهاية الأمر.
- المنتخب: السؤال المثار هو أن اختيارك للاعبين تم خارج تشكيل المنتخب الرديف الذي كان لاعبوه بمعسكر ضمن لهم جاهزية كبيرة وبأقدامهم مباراة ودية دولية؟
الزاكي بادو: طيب، هذا السؤال لتوضيح أمر مهم وهو كون الزاكي لا يحتاج لدليل يقدم له لاعبي البطولة ومتى يستدعيهم ومن يستدعي.
المحليون لا يمارسون بكوكب آخر وأنا عارف جيدا بقدراتهم وأملك سلطة القرار بخصوص النوعية التي  تلائمني.
حضور ياجور ولكناوي مباراة ليبيا لا يعني شيئا لأن المعسكر القادم سيشهد تنافسية كبيرة ومشتعلة حول المراكز وهذا لا شك عندي فيه.
- المنتخب: صحيح غابت أسماء وازنة للمحترفين، لكن بعضهم ظهر باحتشام ولا أريد تسمية اللاعبين حفاظا على خصوصية المرحلة، لا شك أنك مدرك ضرورة تطوير البعض لأدائه؟
الزاكي بادو: هذا مؤكد وبدوري لا أملك نفس التقييم لأداء الجميع بنفس درجة المساواة، هناك من نالوا ميزة حسنة وهناك من كان تقييمهم مقبول وهناك من كان متوسطا.
مثل هذه المباريات تكمن أهميتها في وضع هذا التصنيف وهذا أمر مهم بالنسبة لتتبع تطور كل واحد وما هو مؤكد كي يرتاح الجمهور المغربي أن من سيكون معنا بالكان هو اللاعب الجاهز ألف بالمائة وليس أقل من هذا.
- المنتخب: قطر كانت استثناء وليبيا ليست من جنوب القارة، أكيد أن الموعدين القادمين سيشكلان لك وجعا إضافيا بمواجهة منتخبين من مدرستين مختلفتين؟
الزاكي بادو: وهذا ما أبحث عنه ونوعية منتخبات كينيا وإفريقيا الوسطى تروق لي جيدا، لأني أتطلع لمواجهة منتخبات تأتي للمغرب لسد المنافذ وتضييق المساحات واللعب على المرتد وتصعب علينا الحلول.
هذه السيناريوهات التي سنواجهها بالكان ولو لم نتوصل لأوتوماتيزمات قبل المسابقة سيكون الأمر كارثيا.
التعديل الذي أسعى لتطبيقه هو أن نربح يوما إضافيا لإجراء المباريات الودية لضمان تهييء جيد للمحترفين الذين يكونون ملتزمين مع فرقهم، ولو ربحنا عند كل معسكر يوما إضافيا الأكيد سنربح في النهاية 6 إلى 7 حصص تطبيقية وهذا كفيل برسم الفارق.
- المنتخب: قبل الختم أود أن أسألك، هل تتواصل مع فكروش بعد الإصابة، الجمهور المغربي ما يزال واضعا يده على قلبه بخصوص مركز حارس المرمى؟
الزاكي بادو: بكل تأكيد ودوري هو الإطمئنان على صحة اللاعبين خاصة الذين يمرون من فترات صعبة، وتلقيت في هذا الصدد إشارات جيدة بخصوص عودة فكروش قبل التوقيت الذي  توقعناه ولا يسعنا إلا أن نتمنى له شفاء عاجلا وعودة موفقة للملاعب.
لقد طمأنت مرارا الجماهير بخصوص مركز حراسة المرمى وأنا عندي قولي ولا أريد أن أستهلك الحديث في هذا الموضوع كثيرا لأن المبالغة في استظهاره تفقد الحراس الحاليين ثقتهم بالنفس وترفع الضغط عليهم أكثر.
- المنتخب: بماذا يود الزاكي أن يختم هذا الحوار؟
الزاكي بادو: بالتأكيد على أني رجل وعود و«كلمة».. ثقل أمانة تدريب الفريق الوطني الذي يمثل بلدا بأكمله لا يرهقني لكنه يشعرني بحجم المسؤولية، وما عشناه خلال مباراة قطر يفرض علي أن أناشد جماهير الفريق الوطني لتأجيل عتابها لما بعد «الكان» وحينها أنا مستعد للحساب.
لقد عشت تجربة شبيهة بالوضع الحالي وكأن التاريخ يكرر نفسه قبل السفر لتونس، يومها خسرنا مباريات ودية وطالب البعض بعدم سفرنا وبعد ذلك الحكاية يعرفها الجميع وكيف سارت الأمور، وهذه المرة نتطلع لتكرار الملحمة باللقب القاري الثاني إن شاء الله وليس الوصافة.

ADVERTISEMENTS

حاوره: منعم بلمقدم