لماذا إنقلب مروان على العلمي؟
منخرطون يطالبون الرئيس بالرحيل والجمهور يرفض إهانة الماص
ما زال المغرب الفاسي يصنع الحدث كمادة دسمة لوسائل الأعلام بعد انقسام الفريق وتغيير التحالفات أكثر من مرة خلال أيام قليلة ليبقى السؤال ما الذي يجري داخل المغرب الفاسي؟ وما هي مصلحة الأطراف المتصارعة على رئاسة الفريق؟ ولماذا تغيرت التحالفات داخل الماص؟ وهل كان تراجع بناني عن وعده بتفويت رئاسة الفريق لرشيد والي العلمي سببا في انقلاب أصدقاء الأمس عليه واقتراب أعداء الأمس نحوه؟
بناني والعلمي
لم يكن أحد يتصور السيناريو الحالي لفريق المغرب الفاسي، فمن استمع لكلمات الإشادة المتبادلة بين بناني والعلمي في شهر ماي الماضي لم يكن يدرك أن أيام العسل داخل المغرب الفاسي لا تدوم طويلا، فبعد تصريحاته المتوالية برغبته في مغادرة الماص والتلميح بأنه لن يتنازل عن ديونه إلا في حالة تولي العلمي رئاسة الفريق تغير الحال بعد الثاني من غشت، حيث رغب بناني بالإستمرار في رئاسة الماص ولو لفترة قصيرة قبل الإعلان عن جمع عام استثنائي مع إعادة سيناريو الموسم الماضي بترك مهمة تسيير الفريق إلى والي العلمي الذي رفض التفويض المقدم، مفضلا الإبتعاد قليلا ومتحملا ما يعتبره طعنا في الظهر وإخلافا للوعد من رئيس الفريق الذي كان قد وافق على استلام 200 مليون سنتيم والإعلان عن جمع عام استثنائي قبل نهاية شهر غشت.
اللجوء إلى فاس
أمام رفض العلمي محاولات بناني لإعادة سيناريو الموسم الماضي إضطر رئيس الفريق إلى فتح باب التفاوض مع عدد من فعاليات مدينة فاس من أجل الإنضمام لمكتبه المسير الجديد ومنحها صلاحيات واسعة، هاته المحاولة اصطدمت بواقع مرير يحكم العلاقات بين فعاليات المدينة التي كالت الإتهامات لبعضها البعض، فبين من يرى أن هناك فئة كانت السبب في أزمة الماص المالية من خلال إلغاء عقود الإستشهار ترى فئة أخرى أن هناك بعض فعاليات فاس تسعى لكسب أي مكان داخل المكتب المسير الجديد، في حين يرى طرف ثالث أن أزمة الماص هي في غياب المستشهرين وأن من يريد أن يشارك في تسيير الفريق عليه جلب موارد مالية.
إذا محاولات بناني فشلت في ضم فعاليات فاس إلى مكتبه المسير بعد أن منحهم مهلة إنتهت الخميس الماضي ليبادر إلى تشكيل مكتبه الجديد.
أقصبي: بناني خدعني
سعد أقصبي المنخرط والرئيس الأسبق لفريق المغرب الفاسي أكد أنه تعرض للخديعة من قبل رئيس الفريق مروان بناني عندما رفض الرد على اتصالاته واقتراحاته طوال المدة الماضية، مشيرا إلى أنه لا يفهم الطريقة التي تدار بها الصفقات الأخيرة للمغرب الفاسي ومعتبرا أن بناني قد أخلف جميع وعوده بأن تكون هناك شراكة في اتخاذ القرار، وأضاف أقصبي أنه كان من الأجدر على بناني القدوم إلى فاس ولم شمل البيت الفاسي عوض التعالي وممارسة سياسة الهروب، مشيرا إلى أنه مارس ضغوطا كبيرة على رئيس الفريق من أجل الإفراج عن المستحقات المالية الخاصة بشهرين للاعبي الفريق قبل ثلاثة أسابيع، معتبرا أن الحل الوحيد الآن هو رحيل رئيس الفريق لأنه فقد ثقة الجميع.
ندوة لتوضيح الأمر
أقدم بعض منخرطي مدينة فاس والدار البيضاء على عقد ندوة صحفية مساء الثلاثاء الماضي لتوضيح أسباب مطالبتهم بضرورة وجود افتحاص مالي لميزانية المغرب الفاسي وكشف تجاوزات رئيس الفريق المالية، كما تم شرح الجهود التي قامت بها فعاليات فاس لتقريب وجهات النظر بين رئيس الفريق وسلطات المدينة محملين في الوقت ذاته بناني مسؤولية فشل هاته المفاوضات.
المنخرط خالد كسوس أحد المشاركين في الندوة الصحفية قال أن فعاليات فاس غامرت بعلاقتها مع سلطات المدينة لأجل تقريب وجهات النظر بينها وبين بناني إلا أن إصرار رئيس الفريق على حصر سلطة التحكم بمالية الفريق في يده أفشل جميع المحاولات.
الندوة لم تعط الشيء الجديد ولم تخرج عن سياق الإتهامات بالفساد والدعوة إلى التحقيق فيها دون أن تقدم أي حل للمشكلة التسييرية للمغرب الفاسي.
بناني يعلن مكتبه المسير
لم ينتظر مروان بناني رئيس ف المغرب الفاسي كثيرا، حيث بمجرد انتهاء المهلة التي وضعها أمام فعاليات مدينة فاس للإنضمام لمكتبه المسير أعلن صباح الجمعة لائحة مكتبه المسير الجديد التي تضم 11 عضوا جلهم من منخرطي الفريق في الدار البيضاء باستثناء الكاتب العام للفريق سليم مكوار، بينما لا يوجد داخل لائحة المكتب الجديد منصب الرئيس المنتدب في حين تم إسناد مهمة آمين المال إلى المنخرط محمد الحارتي.
الجمهور يرفض إهانة الفريق
رفض جمهور المغرب الفاسي الأسلوب السوقي الذي أبان عنه العديد من مسؤولي الفريق من خلال الإتهامات المتبادلة مستغربا في الوقت ذاته سكوت بعض الأشخاص على الإاختلالات التي عرفها الفريق عندما كانوا جزء من مكتب الفريق أو بمعنى آخر عندما كانت استفادتهم كبيرة من صفقات كثيرة أبرمت خلال السنوات الأربع.
جمهور الفريق وعلى الرغم من مطالبته بكشف الحقائق وإماطة اللثام عن الفاسدين والمستفيدين من موارد الفريق إلا أنه يرفض أن يلبس اللئام ثوب الفضيلة ليتباكوا على الفريق في الوقت الذي كان عليهم فيه عدم التشويش على تحضيرات الفريق، وخدش سمعة المغرب الفاسي الذي كان صاحب آخر لقب دولي للكرة المغربية.
من يحارب من؟
أصبح ميزان التوازنات عصيا على الفهم داخل فريق المغرب الفاسي بعد الخروج الإعلامي المتواصل لأشخاص غابوا لفترات عن الواجهة ثم تقمصوا دور الباكي أو المتباكي على حالة الفريق.
من يحارب من؟ وما هي دوافع كل فئة ؟ ولماذا أعلن الآن أشخاص كانوا من مريدي الرئيس بناني عن ضرورة محاكمة رئيس الفريق بتهم الفساد وإعلان أنه جزء من المشكلة؟
حقيقة الأمر أن المنتصر الوحيد في هاته الخرجات الإعلامية غير المتزنة هو رئيس الفريق مروان بناني بعد أن ظهر الآخرون بمظهر الهادم للبيت الماصاوي نظرا لعدم دخولهم في المعادلة الجديدة لنمور فاس، في الوقت الذي أعلن فيه بناني استعداده لمنح صلاحيات واسعة لفعاليات مدينة فاس أجبر البعض على رفضها.
المنخرطون يتحدثون عن اختلالات التسيير
خرج منخرطو المغرب الفاسي عن صمتهم وعقدوا لقاءا تواصليا مفتوحا مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية والجمعيات المساندة والإلترات، وعدد كبير من المحبين وأنصار الفريق.
اللقاء التواصلي احتضنته قاعة كبرى بفندق كبير بفاس مساء الثلاثاء الماضي، وخلاله قدم مجموعة من المنخرطين يتقدمهم السادة سعد أقصبي ومحمد مجتهد ورضا الزعيم مداخلات تتعلق بالتسيير الإنفرادي للرئيس مروان بناني، ووقفوا على اختلالات مالية خطيرة حسب زعمهم، وهو ما أثر بشكل خطير على الفريق الموسم الماضي وبداية الحالي، وخاصة عندما عزفت الجهات المدعمة على الإستمرار في تمويل الماص ما دام مروان بناني جاثما على منصب الرئاسة لأهداف لا يعرفها إلا هو ومريدوه من المنخرطين.
وفي مداخلة للرئيس السابق والمنخرط الحالي السيد سعد أقصبي، تحدث فيها عن المجهودات الجبارة التي بذلها من أجل تقريب وجهات النظر بين كل مكونات الفريق والعمل على إنجاح محطة الجمع العام لوضع حد لكل التطاحنات التي عاشها المغرب الفاسي وأثرت على مساره وخاصة من جانب الإستعدادات للموسم الحالي.
وأضاف سعد أقصبي أنه بذل قصارى جهوده من أجل إقناع جهات عديدة بالمدينة بدعم الفريق وإخراجه من عنق الزجاجة ورد الإعتبار له، إلا أنه فوجئ بفضائح مالية وتدبيرية من طرف الرئيس الذي جعل من التسيير الإنفرادي والقرارات الإرتجالية شعارا له، وهو ما جعل أقصبي يفكر في إنهاء مهمته وتبرئة ذمته أمام مكونات الماص، وبالتالي الإعلان عن توقيف نشاطه داخل اللجنة التي عهد إليها الإشراف على شؤون الفريق بفاس.
أمجد أبو جادالله