بنعطية قيصر كسر كل الأرقام في صفقة الأحلام
عوبادي ترك الإمارة وبونو يراهن على بركة الإعارة
باستثناء المنافسة من لاعبين أفارقة وعلى وجه الخصوص نجوم المنتخبين الإيفواري والنيجيري، كان للاعبين المغاربة حضورا أكثر من لافت في سوق الإنتقالات الصيفية التي انتهت على إيقاع الكثير من المفاجآت.
وسيظل ميركاتو هذا الموسم تاريخيا بكل المقاييس، لا لشيء سوى لأنه أرخ لصفقة غير مسبوقة في تاريخ اللاعبين المغاربة بانضمام المهدي بنعطية لاعب روما سابقا للعملاق البافاري بقيمة مالية فاقت 30 مليار سنتيم، ما يجعله اللاعب العربي الأغلى عبر التاريخ.
في المتابعة التالية رصد لدينامية تحركات المحترفين المغاربة وخاصة لاعبي الفريق الوطني باتجاهات مختلفة أكدت أنهم خامات فردية تستحق التقدير، والسؤال المثار ماذا ينقصها كوحدة جماعية قادرة على حصاد الألقاب؟
القيصر يدخل التاريخ
هو التنقل التاريخي في مسار لاعب مغربي باعتبار الإنضمام لفريق عالمي من طينة باييرن ميونيخ الألماني يبقى حدثا استثنائيا بكل المقاييس، ظاهرة فريدة من نوعها تستحق وضعها تحت المجهر في مسار لاعب مغربي.
المهدي بنعطية الذي شغل كبار أوروبا طوال أربعة أشهر بالتمام والكمال وهو الذي تأرجح إسمه بين الريال والبارصا ثم كبار أنجلترا مانشستر سيتي ويونايتد وتشيلسي يحط الرحال أخيرا بقلعة الفريق البافاري ولمجاورة نجوم كبار منهم من يحمل صفة بطل العالم رفقة المانشافت.
قيمة الفريق الذي انتقل إليه المدافع المغربي والرقم المالي الذي تم تداوله مقابل توقيعه والهالة الإعلامية التي أحاطت بالتوقيع، كلها توابل تجعل من بنعطية ليس نجم الميركاتو فحسب، بل اللاعب الذي استطاع أن يعيد الكثير من الإعتبار للحضور المغربي ويرفع أسهمه في سوق الإنتقالات، كما سيكون للخطوة بالغ الأثر على مستوى وضع المحترفين المغاربة تحت المجهر في القادم من المرات.
30 مليون يورو واللعب لصاحب كل الأرقام القياسية داخل ألمانيا و8 مليار سنتيم الراتب السنوي للاعب والذي يتفوق به على كثير من نجوم الفريق، تجعل بنعطية واحدا من أغلى 10 مدافعين على مستوى العالم وأغلى مدافع عربي وإفريقي في الوقت الحالي، وهو شرف كبير للكرة المغربية.
الشماخ وترياق الحياة ببالاس
مستفيدا من دروس الأمس وموقنا أن اللعب مع الكبار له عواقبه السلبية التي تتفوق على ميزات الحضور مع النجوم المميزين في غرفة الإنتظار وثلاجة بنك الإحتياط، أدرك الشماخ أن البقاء بكريستال بالاس يشبه إكسير الحياة وهو الذي عاش فترات عصيبة جدا بنفس لندن التي أحيته من جديد، خلال فترة مجاورته لكل من أرسنال وويست هام سيتي.
الشماخ قبل توقيع عقد من موسمين رفقة كريستال وهو ما جعله واحدا من المحترفين المغاربة الذين نجحوا مبكرا من حسم مستقبلهم بشكل ذكي بعدما راجت أخبار ربطت بينه و
بين العودة لبوردو الفرنسي.
الشماخ الذي استعصى عليه تأكيد حضوره من جديد رفقة المنتخب المغربي وكل مرة يداهمه طارئ الإصابة كان من بين المستفيدين من الميركاتو ومن بين اللاعبين الذين استفادوا من دروس الأمس على الرغم من كون كريستال بالاس ليس من الأندية الأنجليزية الموعودة بلعب أدوار أولى بالبريمير ليغ.
عوبادي ترك الإمارة وبونو ربح الإعارة
حتى و إن كان المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري قد منحه الكثير من الفرص الموسم المنصرم، إلا أنه أدرك أن فرص اللعب هذا الموسم رفقة موناكو ستكون جد صعبة ولربما أطاحت بحلمه الكبير وهو التواجد بكأس إفريقيا للأمم المتوقعة والمرتقبة ببلادنا.
منير عوبادي كان من أول المحترفين المغاربة الذي حسموا وجهتهم، وذلك باختياره اللعب لفريق ليفورنو الإيطالي معارا لموسم واحد في اختيار فاجأ الكثيرين، غير أن المقربين من منير أكدوا أنه استشار مع أكثر من طرف قبل الإقدام على مغامرة اللعب ببطولة معقدة وصعبة من حجم الكالشيو وعلى أن أسلوب لعبه يتلاءم والبطولة.
وعلى هدي عوبادي حسم ياسين بونو الجدل المرتبط بعودته للعب معارا لفريق الوداد البيضاوي، حيث اختار مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني أن يقرر مصيره ليفرض عليه التنقل لسرقسطة ودائما بنفس النظام وهو «الإعارة» كي ينافس على مكانه وعلى حظوظ حراسة مرمى الفريق الوطني بالكان.
برادة وحكمة القرار
واحدة من القرارات الجريئة جدا وواحدة من المبادرات التي تستحق المكافأة والتنويه للاعب شاب يعول عليه مستقبلا وما زال بإمكانه تقديم الكثير للكرة المغربية.
عبد العزيز برادة الذي حلق بعيدا عن سماء الخليج العربي وهو الذي رافقت خطوة انتقاله لفريق الجزيرة الإماراتي الكثير من الإنتقادات، يعود لفرنسا وهذه المرة لواحد من قلاعها الكروية العملاقة ذات التاريخ الناصع والمقصود هو فريق مارسيليا بمدربه العملاق مارسيلو بييلسا.
برادة الذي تخلى عن نصف راتبه المحصل عليه بالإمارات كي يلبي رغبة أكثر من طرف ويستجيب لنصح أكثر من مقرر، لمع بالبطولة الفرنسية مع بدايتها واختياره ينطوي على كثير من الحكمة والنضج الذي لا شك أسعد الزاكي بادو الناخب الوطني.
عبد العزيز برادة إذن هو واحد من نجوم الميركاتو الحالي وواحد من المحترفين الذين أحسنوا الإختيار بالعوجة لبطولة تستجيب للمواصفات التي يغازل بها النجم المغربي الكرة.
أمرابط يعزز كتيبة الليغا
قبل أن تسدل الستارة على الميركاتو الصيفي بأوروبا كان مطار مالقا الإسبانية شاهدا على وصول النجم المغربي نور الدين أمرابط والذي عاد ليلعب للموسم الثاني على التوالي رفقة الفريق الأندلسي بعد تجربة موفقة إياب الموسم المنصرم بالليغا.
أمرابط كان موضوعا أمام خيارين إما أن ينافس على مكان له ضمن أرمادة الحضور الأجنبي القوي بفريق غلطة سراي التركي في ظل المنافسة الشرسة التي لا تقدم له ضمانات الرسمية أو العودة للعب رفقة مالقا، حيث الأحضان مفتوحة وحيث مقارعة نجوم الريال والبارصا تضعه أكثر تحت المجهر وتتيح إمكانية أقل لتسويقه.
أمرابط كان ذكيا وقرر اللعب معارا للموسم الثاني رفقة مالقا وهو الذي ألح على وقع بند شراء في عقده بـ 3 مليون يورو الموسم القادم معززا بالتالي الحضور المغربي بهذه البطولة العالمية لثمانية لاعبين بالتمام والكمال وواضعا نفسه في محك اختباري صريح وهو الذي تشاور مع الزاكي قبل اختيار العودة لإسبانيا.
كانت هذه أبرز مستجدات ميركاتو لاعبي الفريق الوطني بأوروبا، حيث حسن أغلب هؤلاء أوضاعهم وفي مقدمتهم بنعطية الذي سيصاقر لاعبين عالميين بحثا عن الرسمية.
الأحمدي وخطوة للخلف
بعودته للإيرديفيزي تاركا أقوى بطولة على مستوى العالم بعدما قرر مسؤولو فريق أسطون فيلا عدم التجديد له، يكون متوسط ميدان الفريق الوطني كريم الأحمدي قد تراجع خطوة للخلف.
وسيكون على الأحمدي المنطلق من فاينورد الهولندي والعائد لنفس الفريق أن يبذل مجهودات جبارة في الفترة القادمة كي يجد له مكانا ضمن كومندو الزاكي الذي سيحضر بالكان؟
برادة تخلى عن مليار سنتم مقابل الكان
قبل نجم المنتخب المغربي عبد العزيز برادة بشروط فريق مارسيليا والمدرب مارشيلو بييلسا مقابل حمل ألوان هذا الفريق، وترك البطولة الإماراتية وأبرز هذه الشروط التخلي عن نصف راتبه تقريبا.
وسيتقاضى برادة بمارسيليا ما يناهز 2 مليون يورو سنويا أي أنه ضحى بمليار سنتيم إضافية كان ينالها سنويا بالإمارات العربية المتحدة.
تضحية برادة الغاية منها هو الإستجابة لنصائح أكثر من طرف بالعودة لبطولة تنافسية بخصائص قوية ومميزة تتيح أمامه المشاركة بالكان القادم الذي سيحتضنه المغرب، بعد أن أشار الزاكي وهو يحضره معسكر البرتغال محسوبا على نادي الجزيرة بكونه حالة استثنائية لا غير.
8 مليار سنتيم مدخول بنعطية السنوي
لن يسبق في تاريخ لاعب مغربي وأن نال الحظوة التي سينالها المهدي بنعطية بقوة الرهانات التي سيقبل عليها وهو يحمل ألوان كبير متوجي الكرة الألمانية وواحد من الأرقام الصعبة على مستوى الكرة الأوروبية.
متخطيا القيمة المالية التي وقع بها ريبيري وحتى الهولندي أريين روبن ومتجاوزا بشكل كبير ما وقع به المهندس الإسباني تشابي ألونزو، يكون بنعطية قد دخل تاريخ العظام من أوسع الأبواب لقيمة الصفقة وقيمة ما سيتقاضاه سنويا (8 مليون يورو) وهو ما تضمنه عقده مع الفريق البافاري، أي خمسة أضعاف ما كان يناله رفقة فريقه السابق روما في نقلة عملاقة على المستويين الكروي والإقتصادي.
وتجاوز بنعطية بصفقته الهلامية هاته بوصوفة صاحب 4 مليار سنتيم السنوية والشماخ وبلهندة وكلاهما يتقاضى 3 مليار سنتيم، كما تخطى المصري محمد صلاح الذي كان صاحب أعلى تعاقد للاعب عربي بانتقاله من بازل السويسري لتشيلسي الأنجليزي.
بوصوفة والحمداوي أكبر الخاسرين بالسوق
يعتبر اللاعبان أكبر الخاسرين بسوق الإنتقالات الصيفية بتعطل انضمامها لأي فريق على مستوى وورود إسمهما على أجندة فرق عربية، حيث يتردد إسم بوصوفة بالإمارات العربية المتحدة لتعويض برادة بالجزيرة وخلافه تعقد مع فريقه لوكومتيف موسكو الرافض لبقائه بنفس التعويضات المالية السابقة، والحمداوي الذي عبر نادي الجيش القطري عن رغبته في ضمه لصفوفه.
وبجانب بوصوفة والحمداوي لم يستغل شحشوح تتويجه بلقب هداف البطولة التركية وظل بمكانه في وقت عبرت فرق عن رغبتها في استقطابه لصفوفها.
متولي والراقي أنعشا وجهة الخليج
إختار اللاعبان التحليق لحيث يمكن أن يسطع نجمهما ويلمعا، حيث وقع الراقي بكشوفات الإمارات الإماراتي في وقت انتقل متولي لفريق الوكرة القطري.
قيمة الصفقة كانت محترمة لكلا اللاعبين لكن سباق المنافسة لا يمنحهما حظوظا كبيرة للتواجد رفقة المنتخب المغربي بالكان، حيث للزاكي توجهات استراتيجية على مستوى نشاط بعض المحترفين.
متابعة: منعم بلمقدم