زرت المغرب سبع مرات وأتربص فيه بكل راحة وهدوء وإحترافية
سأنظم دورة تكوينية في الدار البيضاء وهدفي صناعة بطل أولمبي مغربي
في البرازيل أشم رائحة الذهب وأطمح لدخول التاريخ قبل الإعتزال
وحش كاسر في البساط وجلاد مخيف للخصوم، لا يعرف شيئا غير الإفتراس وزعزعة عضلات المنافسين قبل ترتيبها في صفوف مؤدية نحو منصات التتويج في أكبر التظاهرات والبطولات.
مصارع عالمي وأولمبي جلب وما يزال المجد والشرف لمصر والعرب، وطموحه كبير لمواصلة الحصاد بكل إنضباط وإحترافية بعيدا عن الغرور والكسل والإرتجالية.
يتواجد في المغرب منذ شهر من أجل التربص صحبة المصارعين المغاربة، وقد إستغلت «المنتخب» الفرصة لملاقاته لإجراء هذا الحوار العفوي والشيق.
- المنتخب: ما سر تواجد البطل العالمي والأولمبي كرم جابر بالمغرب؟
كرم جابر: أنا هنا في إطار برنامج تدريبي وضعته من قبل وإخترت المغرب لأنه بلدي الثاني، فأنا أحب وطنكم جدا وسبق لي وأن زرته سبع مرات وأول سفر خارجي في حياتي كان في إتجاه المغرب، أعشق المغاربة وأكن لهم إحتراما كبيرا إضافة إلى إعجابي بمناخه وأجوائه العامة، كما أن هناك إتفاقية بين الجامعتين المغربية والمصرية للمصارعة وبسببها تلقيت دعوة من رئيس الجامعة المغربية فؤاد مسكوت من أجل القدوم إلى المغرب للتربص مع فريقكم الوطني والمساهمة في رفع مستوى المصارعين المغاربة.
- المنتخب: لماذا إخترت المغرب وليس مصر مع المصارعين المصريين؟
كرم جابر: في المغرب أتمتع بالراحة والهدوء بعيدا عن الأضواء والضغوطات عكس مصر التي تُسلط علي فيها الأنظار أينما تواجدت بسبب الشهرة، كما أنني أحب دائما التربص بشكل منفرد عن أعضاء المنتخب المصري لإيماني بعدم قدرتي على تطوير مستواي معهم.
- المنتخب: حضورك يحمل أيضا طابعا معنويا وشحنة للمصارعين المغاربة؟
كرم جابر: صحيح، فبالإضافة إلى معسكري التدريبي هنا في المغرب فأنا جئت أيضا لتدعيم الشباب المغربي وتشجيعه على المصارعة، وتقديم ما أملك من خبرة وتجربة للعناصر المغربية الشابة والتي تطمح لبلوغ العالمية، وأملي كبير في خلق بطل إفريقي وعالمي إن شاء الله يرفع الراية المغربية في المحافل الدولية.»
- المنتخب: هل وضعت برنامجا تدريبيا خاصا مع الفريق الوطني المغربي؟
كرم جابر: لقد قررنا أن نبدأ سلسلة المعسكرات التدريبية بشهر رمضان بمعهد مولاي رشيد ضواحي سلا قبل الإنتقال إلى مدينة إفران بعد عيد الفطر، ووضعت لهم برنامجا خارجيا إنطلاقا من أوزبكستان وكوبا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد وعدت رئيس الجامعة بأن أساعده على تكوين مصارعين في جلباب أبطال للمستقبل.
- المنتخب: ما هو رأيك في مستوى المصارعة في المغرب؟
كرم جابر: حقيقة المغرب لم يكن موجودا على خريطة المصارعة الإفريقية والعالمية وظل مستواه هزيلا للأسف طيلة السنوات الأخيرة، لكن حاليا الصورة أفضل وأحسن مع رئيس الجامعة فؤاد مسكوت التي يدعم ويساند اللاعبين بمعسكرات تدريبية ودورات تنافسية، وأعتقد أن المستقبل سيكون أحسن إن تواصل العمل وتظافر الجهود من جميع الأطراف.
- المنتخب: ما هو تصنيف المغرب على الصعيد العربي؟
كرم جابر: المغرب يأتي بعد مصر وتونس ومناصفة مع العراق التي لديها مستوى جيد، سوريا كان لها حضور طيب هي الأخرى قبل إندلاع الحرب، ولي اليقين بأن تصنيف المغرب سيتحسن في ظل المخططات المستقبلية للجامعة وإستقدام مصارعين دوليين من طينة زياد أيت أوكرام بطل إفريقيا ثمان مرات والعرب في ثلاث مناسبات وخامس العالم، وإلى جانبه مصارعين آخرين قادمين من فرنسا والذين سيتوحدون جميعا لتشكيل نواة منتخب مغربي عنيد قادر على التفوق على كل المنتخبات العربية.
- المنتخب: بحكم خبرتك أين يكمن الخلل والنواقص في المصارعة المغربية؟
كرم جابر: المصارعة رياضة تتطلب تعبئة شبابية مهمة ومصاريف مهمة، فالأبطال لا يُصنعون بجرة قلم وإنما بعد دراسة ودعم من مختلف الجهات، فالفريق الوطني يجب أن يتألف من 40 مصارعا على الأقل على أعلى مستوى حتى نرى منه 10 أو 15 في منصات التتويج.
- المنتخب: لكن كيف السبيل لإستقطاب هذا الكم من المصارعين وتوسيع قاعدة الممارسة والتنافس؟
كرم جابر: الأحياء الشعبية هي الممول الرئيس للمصارعة وأغلب الرياضات الفردية، يجب أن ننزل إلى الشارع ونعمل على التقرب للشباب وتحبيب المصارعة إليهم وتحفيزهم، والأهم هو الإهتمام بالفئات الصغرى، إذ لا يجب الوقوف عند فئة الكبار وإهمال باقي الأعمار، فبدءا من الصغار والفتيان ومرورا بالشباب من الضروري خلق فريق أو فريقين عن كل فئة حتى يشتد التنافس على المراكز ويعلم كل فرد أن البساط سيُسحب من تحت أقدامه إن تهاون في تداريبه، وهنا مشكلتنا نحن العرب، بحيث نتكاسل وينزل مستوانا في حال غياب منافس لنا ويؤثر ذلك على عطائنا في الساحة العالمية.
- المنتخب: هل لديك مبادرة لمساعدة الشباب المغاربة الراغبين في إحتراف المصارعة؟
كرم جابر: نعم، وضعت دورة تدريبية سأجريها للشباب في مدينة الدار البيضاء نظرا لكثافتها السكانية وتوفر مدينتها القديمة على العديد من الشبان المتحمسين والذين يحملون مواصفات الأبطال، وسأعمل شخصيا على جعل هذه الدورة التكوينية منجما للتنقيب عن مصارعي الغد.
- المنتخب: لنطوي صفحة المصارعة المغربية ونتحدث عن كرم جابر البطل الأولمبي، كيف هي لياقتك البدنية؟
كرم جابر: جئت للمغرب بداية شهر رمضان ومنذئذ وحالتي البدنية تتحسن والحمد لله، أحس بالتطور بنسبة عشرين في المائة، وهذا راجع إلى المناخ والأجواء الإحترافية وكافة سبل الراحة التي وجدتها من المغاربة، وما زلت أتدرب وأعمل حتى أرفع مستواي إلى درجات أعلى لأنني مقبل على المشاركة في بطولة العالم خلال الشهر المقبل، وأشكر الجامعة على توفيرها لي لكل الإمكانيات الضرورية، وأشكر المغاربة عموما وأتمنى أن أرد لهم الجميل بصناعة بطل عالمي أو أولمبي إن شاء الله.
- المنتخب: ما هي الإستحقاقات القادمة التي تنوي المشاركة فيها؟
كرم جابر: أول إستحقاق هي بطولة العالم في أوزبكستان وبعدها سأتفرغ للإستعداد والتحضير المضني للألعاب الأولمبية بريو دي جينيرو بالبرازيل عام 2016، هدفي الكبير هو الحصول على ميدالية ذهبية أولمبية جديدة رغم صعوبتها الشديدة لأن ميدالية في هذا العرس الكوني حلم عظيم، وشخصيا أحلم بدخول التاريخ بجمع ثلاث ميداليات أولمبية وتحقيق إنجاز عربي لم يسبق وأن حققه أحد.
- المنتخب: الألعاب الأولمبية المقبلة قد تكون الأخيرة في مسيرتك قبل الإعتزال..
كرم جابر: صعب أن أحدد أو أقرر بشأن موعد إعتزالي لأن العلاقة التي تجمعني بالمصارعة لا يمكن أن تُفك شفرتها أبدا، صحيح أن هناك إحتمالا لأضع حدا لمسيرتي في البرازيل لكنني أريد ذهبا في مسك الختام لأتفرغ عقبها للتدريب وصناعة أبطال أولمبيين.
- المنتخب: كلمة أخيرة للجمهور المغربي..
كرم جابر: أشكركم على حسن الإستقبال وكرم الضيافة، والمغرب بلد عزيز علي وأتمنى أن أهديه ميدالية أولمبية وأصنع له بطلا عالميا إن شاء الله.
حاوره: المهدي الحداد
بطاقة مصارع
الإسم الكامل: كرم جابر
من مواليد: 1 شتنبر 1979 بالإسكندرية
الجنسية: مصرية
الوزن: 84 كلغ
الإنجازات: ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية بأثينا 2004، ميدالية فضية في الألعاب الأولمبية بلندن 2012، وصيف بطل العالم بفرنسا 2003، ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بألميريا 2005.
- مرشح للحصول على ميدالية أولمبية في ريو دي جينيرو 2016.