آلمني ما حدث بعد توقيفي وهذه حقيقة حكاية تنزانيا
لا نملك خيارات كثيرة لقب البطولة وحده يصالحنا مع التاريخ
قررت الإستمرار مع الجيش ردا للجميل وللإعتبار
الزاكي أعاد لي الثقة ومعسكر البرتغال وضعني في صلب الموضوع
الموسم القادم سأتقمص دورا قارا سيعيد التعريف بمؤهلاتي
راهن الكثيرون على نهايته فجاء الرد سريعا والنهوض من السقطة أسرع..
عبد الرحيم الشاكير نحلة الجيش أو رئته، واحد من ألمع لاعبي البطولة الإحترافية والدليل هو عودته القوية بعد سنة من التوقيف لم تنل من عطاءاته وعزيمته وجعلته يبرر سر الإحتفاظ به داخل العساكر.
الشاكير قائد الفريق العسكري الجديد، والعميد الذي سيحمل على أكتافه مهمة إعادة أمجاد الزعيم يعود من خلال هذه النوسطالجيا بذاكرته لفترة التوقيف السوداء ويحاكم مستقبله ويقرأ فنجان التحديات والرهانات التي يرفعها كي يعود أقوى مما كان.
تابعوا الشاكير في حواره الذي يفلسف من خلاله أفكارا ويعيد ترتيبها مقدما وعوده لجماهير الفريق بالمنافسة على الدرع.
- المنتخب: جرى حديث وسجال كبيرين بخصوص إمكانية انتقالك لفريق الوداد تارة وفي أحيان أخرى تواجدك ضمن قائمة المعنيين بصفقات تبادلية مع فرق أخرى، ما حقيقة الوضع؟
عبد الرحيم الشاكير: بدوري تابعت كل هذه المستجدات مع اختلاف كبير هو كوني حافظت على هدوئي ولم أتعامل معها بالجدية المطلوبة ولا بأي نوع من الحساسية.
هذه أخبار تكثب خلال هذه الفترات وهي أخبار تضع هذا اللاعب ضمن حسابات الفريق الفلاني وتسرع بانتقال لاعب آخر لفريق ثالث، وعادة ما تكون مجرد دعاية للإستهلاك.
إنتهت إجازتي وعدت للفريق العسكري الذي أرتبط معه بعقد احترافي صريح وانتهت الحكاية بدخولي أجواء التداريب هذا ما كان.
- المنتخب: لكن تأخرك في الإلتحاق بالتداريب عزز هذه الشائعات وجعلها تكبر؟
عبد الرحيم الشاكير: إذن هي مجرد شائعات لا غير، وتأخري في الإلتحاق بالتداريب كان لأسباب شخصية وتفهمها المدرب والمسؤولين.
لم يكن تأخرا لفترة طويلة كما لم يكن لها تأثير كبير على استقرار وتوازن المجموعة والحمد لله الأمور حاليا هادئة والتداريب تمر في أجواء مثالية، لذلك أرى أنه من المؤسف ربط بعض الأحداث في كثير من الأحيان بحكايات من نسيج الخيال مثل حكاية إنفصالي عن الفريق.
- المنتخب: ما بلغنا هو أن تخلفك عن التداريب كان لأسباب أخرى تتعلق بخلافات مالية حول شروط الإستمرار ومستحقات قديمة بذمة الفريق؟
عبد الرحيم الشاكير: لا، ليس صحيحا وليس من شيمي و لا أخلاقي التي تربيت عليها أن أعض اليد التي تمتد لي بالخير، وفريق الجيش الملكي أدين له بأشياء كثيرة ولا يمكن أن أتمرد على مسؤوليه مهما كان حجم الصعوبات والمشاكل الممكن أعيشها بداخله.
لا يوجد فريق على مستوى العالم سدد للاعبيه مستحقاته كاملة ومسألة التأخر أو التفاوض على بعض التفاصيل المالية قائمة وموجودة في كل الفرق.
حكايتي هنا إنتهت بجلوسي لطاولة التفاوض مع المسؤولين ولم ألمس فيهم ما يعكر مزاجي أو يصيبني بالقلق وهو أمر معروف ويدركه الجميع داخل فريق محترف بكل المقاييس.
- المنتخب: كي ننهي هذا الفاصل إلى متى سيواصل الشاكير رفقة الفريق؟
عبد الرحيم الشاكير: لغاية نهاية العقد الذي يربطني بالفريق ما لحدث أي مستجد آخر أو يتم التوافق على مسألة أخرى، طالما أني مرتبط بعقد مع الفريق ويتم احترام التفاصيل المدرجة في العقد فأنا مرتاح داخل الفريق وسأواصل معه، حيث لم تتحقق الكثير من الأشياء التي خططت لها وأنا أصل لصفوفه بداية الأمر.
- المنتخب: ستكون الموسم القادم من قيدومي الفريق على الرغم من كونك لم تصل لصفوفه بفترة طويلة وكل ذلك بسبب كثرة التغييرات التي يقدم عليها المسؤولون، هل ستتحمل مسؤولية أكبر، وكيف ستتعامل مع هذا المعطى؟
عبد الرحيم الشاكير: هذا واحد من الأشياء التي تدخل ضمن خانة التحفيزات وواحد من الأشياء التي ستطوقني بمسؤولية أكبر وستجعلني مطالبا بلعب دور قيادي.
يمكنني الجزم عبر منبر «المنتخب» على أنني جاهز لربح هذا التحدي وسأكون سعيدا جدا لو أوفق في إسعاد جماهير الفريق التي تعلقت بي كثيرا وأنا مدين لها بالحب والإحترام وبكثير من الأشياء.
- المنتخب: تتحدث بعض التسريبات على أنك ومن منذلق القيدومية وصفة الدولية التي تحملها ستكون العميد المرتقب للفريق؟
عبد الرحيم الشاكير: سيكون الأمر مثيرا وتشريفا وتكليفا في الوقت ذاته، أن تحمل شارة العميد داخل فريق من حجم الجيش الملكي بعد أن يكون قد سبقك لاعبون كبارا لهذه الصفة فهذا أمر أكثر من رائع و أمر مثير.
ورغم كل هذا لا أشغل نفسي بمثل هذه الأشياء وأنا جاهز للدفاع عن ألوان الفريق من أي منصب أو دور يطلب مني لأنني اعتبر نفسي محترفا داخل فريق محترف وعلي أن أكون متأهبا لأي دور كيفما كان نوعه.
- المنتخب: على ذكر الأدوار، تنوعت أدوارك بين لاعب سقاء وظهير أيمن أو جناح مزور وفي بعض الحالات مدافع أوسط، ألا تتخوف من أن يكون هذا سببا في ضياع هوية الشاكير وتخصصه؟
عبد الرحيم الشاكير: اللاعب المحترف مطالب بالتفاعل مع كل دور يطلبه منه المدرب، وما قلته يعتبر في اعتقادي الشخصي امتيازا و ليس عيبا.
اللاعب الذي يجيد تعدد الأدوار أصبح عملة ناذرة حاليا وعلى الرغم من ذلك يمكنني القول على أنه الموسم القادم سيشهد تقيدي بدور سيساهم في التعريف بمؤهلاتي أكثر وسيفرض علي تركيزا واجتهادا كبيرين كي أكون عند مستوى التطلعات كي أنفذه بالدقة المطلوبة.
- المنتخب: سننبش قليلا في ماضيك القريب ولو أنه موجع بعض الشيء ويرتبط بفترة التوقيف القوية التي نالت منك معنويا، كيف تعايشت معه ونريد حقيقة ما جرى بدار السلام؟
عبد الرحيم الشاكير: لقد كانت صفحة سوداء في مساري الكروي كلاعب وتمثل لي كابوسا مخيفا لا أحبذ استحضار فصوله بالمرة.
إستفادتي كبيرة من تبعات وتداعيات هذه الفترة لأنها وضحت أمامي الكثير من الأشياء وجعلتني أميز الصديق من غيره، والحمد لله أنني عدت أكثر قوة وبأسا وهذا بشهادة الجميع.
للأسف هناك من سوق أشياء قبيحة ضدي وهذا ليس صحيحا، فقد كنت أدافع عن قميص المنتخب المغربي وأثارني ما حدث خلال المباراة وتأثرت فكان الإنفعال الذي تجاوز بعض الحدود لكنه لم يصل لما قيل وتم استهلاكه.
- المنتخب: ماذا حدث تحديدا التاريخ سيسجل هذا التوضيح؟
عبد الرحيم الشاكير: خلافا لتقرير الحكم الذي تعمد إيذائي فأنا لم أتعمد الإنفعال لأنه جاء في لحظة فقدان للتركيز ولم أنطق بكلمات قبيحة في حق الحكم، والطرد وارد في كرة القدم ومن يتابع المباريات يقف عند حقيقة تدخلات أكثر عنفا من التي حدثت يومها.. حواري مع الحكم كان من نوع الحوارات التي تدور في كثير من المرات بين لاعب وحكم وما قيل في التقرير عن استهدافي الحكم وتلفظي بأشياء أساءت له لم يكن صحيحا وأقسم بهذا.
- المنتخب: يحسب لك أنك عدت في توقيت حاسم من الموسم ومع ذلك ربحت مكانك أساسيا داخل الفريق العسكري، بل ونلت ثقة مدربي المنتخب الوطني، ما السر وراء هذا؟
عبد الرحيم الشاكير: لا توجد أسرار فخلال فترة التوقيف لم أنقطع عن التداريب، لقد كيفت التوقيف على أنني مصاب ويتوجب علي أن أعود أقوى للرد على كل من شكك في نهايتي.
للأسف بعد توقيفي لهذه الفترة هناك من قال أن الشاكير إنتهى وأنه سيعود احتياطيا وسيتعذب ليجد مكانا له داخل صفوف الفريق ولم يراهنوا على عودتي وتسجيلي لأهداف حاسمة والمنافسة على مكان داخل المنتخب الوطني.
الطريقة التي أساء بها البعض التعامل مع قرار توقيفي هي التي جعلتني أعود أقوى لأقف على قدمي من جديد وهي التي حفزتني لرد الإعتبار لنفسي ورد الجميل لفريق تعامل معي بإنسانية قبل الإحترافية.
- المنتخب: ألم تشعر في فترة من الفترات أنه قد تضيع وسط زحمة المنافسة وتجد صعوبة في تدارك مستوياتك الفنية وخاصة إيقاعات المباريات؟
عبد الرحيم الشاكير: المواظبة على التداريب والتمارين بل مضاعفتها والإنضباط خارج الملعب ونصائح الأسرة جعلتني أعود أقوى، والحمد لله الإنصاف كان من الله عز وجل لأنه كافأ نيتي الحسنة.
صحيح أن إيقاع المباريات لا تصنعه التداريب، بل تفرضه المباريات المسترسلة لكني حرصت بعد العودة على رفع الإيقاع كي أدخل الأجواء وهذا ما حصل.
- المنتخب: إلتحقت بـ «الشان» ونادى عليك مؤخرا الناخب الوطني الزاكي بادو، هل توقعت بعد فترة التوقيف أن تنال هذه الحظوة؟
عبد الرحيم الشاكير: قلت لك أن الثقة في النفس وخاصة الإيمان القوي بالقدر هما من حفزاني على العودة والتشبث بإمكانية أن أكون أفضل من السابق.
ما حدث قبل «الشان» يعرفه الجميع، حيث مرض الوالد وكان من الصعب تركه يقاوم المرض وأنا معيله الوحيد، لكن رحمة الله وكرمه ساهما في شفائه وهو من حرص على تواجدي في جنوب إفريقيا وهذا يعزز ما قلته بشأن ما يصنعه القدر.
- المنتخب: وماذا عن استدعائك للعب رفقة المنتخب الوطني أو بالأحرى المشاركة في معسكر البرتغال؟
عبد الرحيم الشاكير: من يعرف الزاكي و ا سمعته عنه جعلني أكن له تقديرا واحتراما كبيرين، فهو من طينة المدربين الذين لا يجاملون أبدا ولا يتعاملون بمنطق العاطفة مع أحد.
حين أحس الزاكي أنني أملك مقومات التواجد بمعسكر البرتغال ممثلا للاعبين المحليين فهو وجه لي الدعوة، والحقيقة أن الإستفادة من هذا المعسكر كانت كبيرة بالنسبة لي وقربتني من فكر الزاكي ووضعتني أكثر في الصورة وصلب الموضوع، والمجهود الذي يجب أن أبذله كي أنال ثقته مستقبلا.
لن أدخر جهدا في المنافسة على مكان لي داخل الفريق الوطني سيما في ظل تواجد مدرب يقر مبدأ المساواة بين المحليين والمحترفين.
- المنتخب: بعد تجربة الطوسي والأشياء الجميلة التي استدفت منها وكذا الأخطاء التي ارتكبتها، ماذا هيأ الشاكير كي يكون من ضمن خيارات الزاكي بالكان؟
عبد الرحيم الشاكير: الموسم القادم أصفه شخصيا بأنه سيكون الأقوى وسيشهد منافسة كبيرة بين كثير من اللاعبين سواء الممارسين بالخارج أو بالبطولة الإحترافية.
أعتقد أن كل هذا سيصب في مصلحة المنتخب الوطني والتواجد داخل صفوفه سيكون لمن يستحقه واللعب بـ «الكان» حلم كل لاعب ومن حق كل واحد أن يقاتل لأجل تحقيق هذا الحلم.
- المنتخب: وماذا عن رهانات الفريق العسكري المبتعد بشكل كبير عن مستوياته التاريخية؟
عبد الرحيم الشاكير: لقد تكلمت عن التاريخ، والتاريخ يفرض علينا ان نتصالح معه ولن يكون ذلك إلا بالمنافسة على لقب البطولة الذي يجب أن نستعيده لرد الجميل للأنصار.
الموسم القادم سيكون صعبا في ظل التعزيزات التي أقدمت عليها الفرق الكبيرة لكننا ستلعب حظوظنا بشكل كامل ولا نملك خيارات غير العودة للبوديوم إن شاء الله.
مرة أخرى أقول أن الشاكير يشكر كل من وقف معه في محنته وسيعود أقوى مما كان وممتن بالخصوص لجماهير الفريق العسكري التي أبجت تعلقا كبيرا بي.
حاوره: منعم بلمقدم