خوض الكان القادم حلم كل لاعب والفوز به سيصالحنا مع التاريخ
نتوفر على جيل رائع من المحترفين يحتاج لقليل من الحظ
بليفانطي أعدت إكتشاف نفسي واللعب بالليغا طعمه مختلف
أتمنى أن أنهي مشواري مع الأسود بلقب قاري وحضور مونديالي
عصام العدوة واحد من الوجوه التي فرضت نفسها خلال آخر ثلاث سنوات كمدافع لا تنازع رسميته، حيث نجح في افتكاكها باستحقاق كبير نظير ما قدمه من مستويات.
العدوة يحاكم في حواره التالي طبيعة قرار الإفراج عن موعد ودي للمنتخب المغربي شهر مارس القادم أمام الغابون ويصف القرار بالحكيم.
يدعو جماهير الأسود للالتفاف خلف منتخبها ويصف الكان القادم بالمحطة الكبيرة في مشوار المنتخب المغربي.
العدوة أثنى على المحترفين الذين قال أنهم بحاجة للحظ وقليل من التوفيق ويعتبر تجربته بالليغا موفقة أعاد من خلالها اكتشاف نفسه من جديد.
المنتخب: نود بالبداية عصام وقبل أن تطلعنا على جديدك رفقة فريق ليفانطي أن تتحدث لنا عن انطباعاتك بوصفك أحد العمداء الثلاثة للفريق الوطني، بعد قرار إعلان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إعلان موعد لمباراة ودية أمام منتخب الغابون الشهر القادم؟
عصام العدوة: بطبيعة الحال هو قرار سليم وصحيح وفي هذا التوقيت بالذات، كلنا نعلم الأواع المتقلبة التي مر منها المنتخب المغربي مؤخرا، وبالتالي كان محتاجا لخوض مباراة ودية وبالمغرب تحديدا في واحد من تواريخ الفيفا، كي يكون هناك لقاء متجدد للعناصر الوطنية ولقاء مع الجماهير المغربية لتصحيح الكثير من الأشياء.
صحيح كان هناك إحباط كبير نتيجة للإخفاق في التأهل لمونديال البرازيل، لكننا لا يجب أن نتوقف عند هذه المحطات ونكتفي بالمشاهدة لأن هذا لا يخدم مصلحة الكرة المغربية في شيء وبالتالي أنا سعيد بتأكيد موعد هذه المباراة الودية.
المنتخب: هل تعتقد وانطلاقا من تجاربك كلاعب محترف أن المنتخب المغربي وبتفريطه في عدد من المباريات الودية سابقا، سيتأثر إعداده لأمم إفريقيا القادمة؟
عصام العدوة: قلت لك في مستهل الحديث على أنني بطبعي لا أفضل عادة الإلتفات للخلف أو الندم على شيء، ما حدث قد حدث وانتهت الحكاية، علينا الآن أن ننظر للمستقبل ونحاكم الفترة القادمة لأنها أكثر أهمية في اعتقادي الشخصي.
الفترة القادمة تستدعي منا حرصا كبيرا كصحافة وجمهور ولاعبين وجامعة على أن نشكل جبهة واحدة لأن رهان الكان وخاصة حين ينظم بالمغرب يتطلب منا تعبئة كبيرة.
المنتخب: حجم المباريات المتبقية عصام، هل تعتقده كافيا كي يخرج لنا منتخبا قادرا على تحقيق حلم المغاربة بالتتويج القاري؟
عصام العدوة: بطبيعة الحال وأنا دائما متفائل بخصوص وضع المنتخب المغربي لأنني وانطلاقا من تجاربي معه وبما عشته، لا تنقصه مقومات المنتخب البطل ولا مقومات الفريق المهاب الجانب.
صدقني نتوفر على أفضل جيل من المحترفين بالقارة السمراء والدليل هو تحركهم خلال الميركاتو الأخير وتهافت أندية كبيرة على ضمهم، ليس سهلا أن يتواجد عدد من اللاعبين بالليغا وبالبطولات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وغيرها، والحمد لله كلهم موفقون، الحظ والتوفيق هو ما ينقصنا لا غير مع تهييء بعض الأجواء.
المنتخب: ما الذي تقصده بالأجواء؟
عصام العدوة: حين أتكلم عن الأجواء أقصد بها المناخ العام، أقصد بها أيضا الدعم الإعلامي وأن يكون هناك دعم من جماهير الفريق الوطني، لأن الجمهور المغربي يملك سحرا خاصا، له وقع كبير على نتائج الأندية والمنتخبات وهو ما نحتاجه في الفترة القادمة.
المنتخب: إذن أنت تعتقد أن المنتخب المغربي وقياسا بالتركيبة البشرية المتوفرة حاليا له مقومات النجاح وصعود منصة البوديوم؟
عصام العدوة: أنا هنا لا أقدم وعودا لأحد، فقط أتحدث بعفوية وأتحدث انطلاقا من تجربة حضوري رفقة المجموعة والتعايش مع عدد من اللاعبين المميزين.
لو أعدنا شريط آخر ظهور بالغابون وجنوب إفريقيا لبلغنا الحقيقة الثابتة وهي أن الحظ وسوء التقدير لبعض الحسابات هو من تسبب في خروجنا مبكرا، لذلك علينا الإستفادة من كل هذه الدروس.
المنتخب: وقعت على حضور مميز وشكلت استثناء على مستوى الإنتظام في الظهور خلال آخر سنتين رفقة المنتخب المغربي، هل هناك من وصفة وراء النجاح الذي رافقك عصام؟
عصام العدوة: قطعا هناك أكثر من وصفة وأولى الوصفات الإيمان بالله وبالقدر خيره وشره والثقة بالنفس، هذه هي عوامل نجاح كل إنسان بالأرض وليس لاعبا للكرة فحسب، لأنني لم أتأثر بغيابي عن المنتخب الوطني طيلة السنوات السابقة ولم تهتز معنوياتي وكنت مؤمنا أنه حين ستتاح الفرصة سأتعامل معها بشكل جيد.
الإنضباط والإلتزام والإحترافية على كثير من المستويات وهو ما تعلمته في مسيرتي لاعبا محترفا ساعدتني أيضا والتوفيق كله بطبيعة الحال لله سبحانه وتعالى.
المنتخب: تغييرك الأجواء من البرتغال لضفة قريبة جدا وهي إسبانيا، ماذا غير بداخلك؟
عصام العدوة: تعلم كما يعلم الجميع ما الذي يمثله البطولة الإسبانية والليغا كبطولة لها عشاقها ومتابعتها عالميا، هذا وحدة عامل يصنع الفارق عن تجربة البرتغال.
لذلك يمكن القول وعلى الرغم من كل السنوات التي أمضيتها محترفا، فإن الليغا أعادت اكتشافي من جديد وهي تجربة مميزة في مسيرتي.
المنتخب: هل كان اختيار ليفانطي موفقا؟
عصام العدوة: محاكمة التجربة لن تكون الآن وإنما بعد فترة وبناء على الإحصائيات والحضور في المباريات.
كنت سعيدا بدخول الأجواء وسريعا قبل أن أصاب ومع ذلك قاومت وعدت سريعا، اللعب بفريق يضم لاعبي الخبرة أمثال دافيد نافارو ولوكاس فينترا وبيدرو لويز وخوان فران وديل هورنو وغيرهم.. ليس مسألة سهلة في مركز الدفاع، ومع ذلك حاولت فرض نفسي بالإنضباط واحترام المدرب وقانون النادي وهذا كان واحد من العوامل التي جعلتني أغادر غيماريش مرفوع الرأس برصيد سمعة واحترام كبيرين.
المنتخب: اللعب بجوار الكبيرين الريال والبارصا ونجوم عالميون كبارا من رونالدو لميسي وغيرهم، بماذا أفاد العدوة؟
عصام العدوة: لقد لخصت كل شيء بذكر هذين الفريقين، فاللعب بالليغا يعني مواجهة الريال والبارصا في أربع مواجهات بين الذهاب والإياب انضافت لها مواجهة البارصا في مناسبتين بالكأس، هذا أمر يتمناه أي لاعب محترف في مسيرته.
إستحضار هؤلاء النجوم وهذه المدارس الكروية بجانب تألق الفريق الثاني للعاصمة مدريد هذا الموسم وتواجد مدربين عالميين لا يمكن إلا أن يكون مصدر افتخار بالنسبة لي لأنه يفيدني في تطوير مؤهلاتي.
المنتخب: بتواجد الزهر والعرابي والحمداوي وأمرابط وغيرهم بالليغا، أي سمعة يحظى بها المحترف المغربي هناك؟
عصام العدوة: قبل هذه الأسماء كان مرور أساطير كرة القدم المغربية قديما وحديثا لغاية الفترة التي وقع من خلالها نيبت وبصير وحجي على حضور جد محترم وحصولهم على اللقب مع لاكورونيا.
اللاعب المغربي يحظى بإسبانيا بتقدير خاص وسمعته الطيبة وانضباطه وخاصة التألق الكبير للاعبين المغاربة هذا الموسم سيساهم في ترويج أفضل لبضاعة المحترفين المغاربة مستقبلا، ونتمنى أن ينعكس كل هذا على المنتخب المغربي.
المنتخب: بالعودة لواقع المنتخب المغربي، كيف يتجاوب العدوة مع الأدوار المتعددة التي تناط به؟
عصام العدوة: بوصفي لاعبا محترفا لا توجد أشياء تقدني بهذا الدور على حساب دور مختلف، أنا دائما رهن إشارة الناخب الوطني وكلما تلقيت الدعوة للإلتحاق بالمنتخب إلا وشعرت بالسعادة والإفتخار ورغبة في تقديم الأفضل إرضاء للجماهير المغربية.. لا أنزعج إطلاقا إن لعبت مدافعا أو بخط الوسط المهم أن أكون دائما موفقا وعند حسن الظن.
المنتخب: شغلت دور القائد والعميد وأنت مؤهل دائما لهذا الدور بحسب لاعبي الجيل الحالي، أي شعور وأنت تحمل هذه الصفة داخل المنتخب المغربي؟
عصام العدوة: قلت لك هو شعور بالإفتخار خاصة عند سماع النشيد الوطني، اللعب للمنتخب المغربي وأمام حضور الأنصار والجمهور مسألة تهز الوجدان وتحرك الشعور، أنا رهن إشارة المجموعة ومن أي دور يناط بي ولا اختلاف عندي بخصوص هذا الموضوع.
حلمي أكبر من مجرد قائد أو شيء من هذا القبيل، أحلم بأن نتوج بلقب كأس إفريقيا للأمم وأن نكون من بين الحاضرين بالمونديال القادم، لأنه بعد المباراة التي قدمناها بأبيدجان أمام كوت ديفوار شعرنا أننا فرطنا حقيقة في التأهيل للبرازيل.
المنتخب: ما هي الرسالة التي يمكن أن يتوجه بها العدوة لجمهور المنتخب المغربي في ختام هذا الحوار؟
عصام العدوة: نود أن يكون الجمهور المغربي حاضرا في كل اللقاءات القادمة سواء الودية أو الرسمية، لأنه سيشكل لنا رقما بارزا وهاما في الفترة المقبلة لرفع معنويات العناصر وتحفيزها حتى وإن لم تخض مباريات كثيرة.
على الجمهور المغربي أن يكون مدركا أن كل اللاعبين يقدمون أفضل ما لديهم وإن لم يوفقوا فبفعل سوء الحظ وهو فعلا جمهور يستحق أن نهديه لقبا قاريا وبدوري أتمنى أن أكون دائما عند مستوى تطلعاته..
حاوره: منعم بلمقدم
بطاقته
الإسم الكامل: عصام العدوة
تاريخ الإزدياد: 9 دجنبر 1986
الطول:
الوزن: 74 كلغ
المركز: مدافع
النادي: ليفانطي الإسباني
الصفة: دولي
عدد مبارياته: 14
أول مباراة دولية: المغرب ـ الكامرون: 0ـ2 (14 نونبر 2009 ـ إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010)
أول أهدافه الدولية: حنوب إفريقيا ـ المغرب: 2ـ2 (الأحد 27 يناير 2013 ـ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013)
- مشواره كلاعب:
الوداد البيضاوي: 2005ـ2009
لانس الفرنسي: 2009ـ2010
نانط الفرنسي: 2010
القادسية الكويتي: 2010ـ2011
2011ـ2013: غيماريش البرتغالي
منذ يوليو 2013: ليفانطي الإسباني
- إنجازاته:
لقب البطولة مع الوداد سنة 2006.
لقب كأس البرتغال مع غيماريش البرتغالي سنة 2013.