(أ ف ب) - هو "الملك" المتعارف عليه كافضل لاعب كرة قدم في التاريخ وايقونة نجاحات البرازيل في كاس العالم, لكن مع عودة المونديال الى بلاده بعد 64 سنة يبدو ان احدهم نسي دعوة بيلي.

في المباراة الافتتاحية في ساو باولو بين البرازيل وكرواتيا, التي حضرتها رئيسة البرازيل ديلما روسيف وعدد من رؤساء الدول, كان غياب بيلي لافتا برغم انه يقطن في مكان غير بعيد في سانتوس.

ثاني مباريات البرازيل في فورتاليزا لم يغب عنها فقط بطل العالم ثلاث مرات, بل علق في سيارته بسبب الزحمة الشهيرة في ساو باولو, فقال: "كانت ثاني مرة استمع فيها لمباراة للبرازيل على الاذاعة... في 1950 واليوم".

عرفت البرازيل عدة نجوم لكن بيلي (73 عاما) اشهرهم وعين سفيرا فخريا خلال التحضير لكأس العالم ويملك سمعة دولية لا مثيل لها.

الاسبوع الماضي افتتح متحف يكرس حياته, فعلى مرفأ مدينة سانتوس حيث نشأ ومارس الكرة قبل ان يصبح من اخطر المهاجمين في البلد العاشق للمستديرة, فشرع "أو ري" بالبكاء طويلا خلال الافتتاح.

مع ذلك, بقي ظهوره في كاس العالم الحالية التي تستضيفها للمرة الثانية في تاريخها محصورا بالاعلانات الدعائية بين الشوطين لمتاجر غذائية, مطاعم الوجبات السريعة ومستحضرات الشامبو.

بدلا من بيلي, تميل عارضة الازياء الفاتنة جيزيل بوندشن الى المشاركة في تسليم الكأس الذهبية في نهائي ريو دي جانيرو المنتظر في 13 يوليوز المقبل, وهي بمثابة الاساءة لمن وصفته صحيفة "ليكيب" الفرنسية ب`"رياضي القرن" واحتفى به العالم باسره.

يقول رودريغو اندرادي (27 عاما) وهو قس من ساو باولو كان يزور متحف بيلي الجديد في في الحي التاريخي القديم لسانتوس: "استغرب هذا الامر. اعتقد ان كل القادمين من خارج البرازيل يريدون رؤية بيليه".

لم يكن بيلي متوافرا حتى اللحظة, وفريقه الاعلامي لم يعط اي تفسيرات بعد عدة طلبات من وكالة "فرانس برس".

يرى غييرمو غوارتشي وهو مؤرخ في نادي سانتوس ان بيلي قد اختلف مع الاتحاد الدولي لكرة القدم: "يتوقف الامر على الحديث بين بيليه وفيفا. لا ندري ماذا حصل بينهما, لماذا لم يظهر بعد. يتعلق الامر بالاتحاد الدولي".

لكن الصحافي والمؤرخ ماركوس غوترمان يعتقد بان صورة بيليه بدأت تخفت في البرازيل التي تجتاحها اضطرابات اجتماعية كبرى: "الناس هنا لا تأخذه على محمل الجد على غرار الاجانب".

واضاف غوترمان مؤلف كتاب "كرة القدم تشرح البرازيل - تاريخ لاكبر تعبير شعبي في البلاد": "بيلي رمز لحقبة عظيمة في تاريخ كرة القدم البرازيلية لكنه اصبح جزءا من الماضي. هناك عدة لاعبين اخرين اهم من بيليه, مثلا سقراطيس. اراؤه كانت مهمة لنا لانه مارس العمل السياسي هنا في البرازيل".

وتابع: "بيليه لم يكن كذلك. يتعاطف مع الحكومة, ايا تكن الحكومة. يتحدث نيابة عن الحكومة, بيما فيها الدكتاتورية. لذا لا نأخذ اراءه السياسية على محمل الجد".

العام الماضي لم يقدر بيلي المزاج الشعبي عندما انتقد الاحتجاجات الشعبية المواجهة للانفاق الكبير على منشات كأس العالم مقابل اهمال الاحتياجات الضرورية للشعب: "كان الامر مربكا... لم يكن شعبيا ابدا بسبب ارائه والناس لا تقدر ذلك ابدا". يضيف غوترمان: "لا يمثل بيليه سوى ذكرى من الماضي, ليس مهما لنا اليوم. عندما يتحدث كل مرة عن السياسة او الاقتصاد يكون الامر كارثيا. هذا صادم لكنها الحقيقة".

يوافق جوزي باولو فلورنزانو خبير الانثروبولوجيا وكرة القدم في جامعة ساو باولو الكاثوليكية ان الصحافة المتحررة ليست مؤيدة لبيليه, لكن مع ذلك "فان غيابه عن كل هذا العرض مستغرب... اذا تقدمت البرازيل في ادوار المسابقة سيظهر بيلي في لحظة ما داخل الملعب. لكن بالنسبة لي فلن يغير هذا الامر الحالة التي لاحظناها".

يقول ان البرازيليين مترددون حيال اللاعب المولود تحت اسم ادسون ارانتيس دو ناسيمنتو عام 1940 في سانتوس وسجل 1281 هدفا في 1363 مباراة بحسب الاتحاد الدولي واحرز مع بلاده مونديالات 1958 و1962 و1970. حتى ان بعض البرازيليين يرون في غارينشا "بهجة الشعب" افضل لاعب في تاريخ البلاد بفضل مراوغاته الاستعراضية واهداف بالغة الروعة.

بعد 64 عاما على استضافة الحدث العالمي في البرازيل وانتهائه بتراجيديا كروية امام الاوروغواي (1-2), يترقب عشاق اللعبة ما اذا كان بيلي سيشاهد بلاده بالعين المجردة لمرة في حياته خلال كأس العالم على ارضها قبل انتهاء المونديال الحالي.