مؤكد أن منتيفيديو وكل الأورغواي تمضي حاليا ليلة سوداء بعد سقوط منتخبها في أول مباراة له أمام منتخب كوستاريكا بثلاثة أهداف لواحد، ومؤكد أن مونديال البرازيل سيكون موعودا مع مفاجآت من العيار الناسف للمنطق، فبعد أن تكسرت شوكة الماتادور الإسباني ليلة أمس الجمعة بخسارة هي الأعنف والأكثر إصابة بالمهانة أمام طواحين هولندا، ها هي الأوروغواي التي تنعث تاريخيا بمهد كرة القدم، وهي التي فازت بأول نسخة لكأس العالم سنة 1930 تضرب بعنف بل وبقساوة من منتخب كوستاريكي قدمته الترشيحات كحمل وديع للمجموعة الرابعة التي تضم الطليان والأنجليز بل قالت أن النسب العامة للأهداف ستصمم على حسابه.

وأمام حالة الإجهاش في البكاء المعلنة بمونتيفيديو ومنتخب السيليستي يخسر من الحلقة الأضعف في المجموعة تطلق البرازيل ضحكة كبيرة، فالجماهير العاشقة للسيليساو لا تتمنى بالمؤكد أن يطول مقام الأوروغواي بهذا المونديال، لطالما أن في ركن قصي من الذاكرة يسكن حدث درامي أبدا لم تنسه الأجيال، فسنة 1950 عندما إستضافت البرازيل كأس العالم لأول مرة في تاريخها، وبينما كان راقصو الصامبا يتجهون نحو الفوز باللقب العالمي الأول لهم، إذا بمباراة نهائية بالماراكانا تتحول إلى جنازة قومية شيع فيها حلم الفوز بكأس العالم، ذلك أن منتخب الأوروغواي سيتمكن من إسقاط البرازيل أمام ما لا يقل عن 200 ألف متفرج برازيلي ممن سعدوا بإيجاد موطئ قدم لهم في الملعب.

ADVERTISEMENTS

بالقطع لا شيء يقول أننا نأينا عن نهائي مكرر لسنة 1950 فبرغم خسارة الأوروغواي اليوم أمام كوستاريكا فإن الأمل في الصعود إلى الدور ثمن النهائي ما زال قائما ولو أنه قياسا بما كانت عليه النتيجة أمام كوستاريكا وقياسا بما كان عليه الأداء أيضا يمكن الجزم بأن منتخب الأوروغواي في نسخته الحالية أبعد ما يكون عن منتخب 2010 الذي قاده الأسطورة فورلان إلى الفوز بالمركز الثالث لمونديال جنوب إفريقيا.

ننتظر من يضحك أخيرا فهو بالتأكيد سيضحك كثيرا، وننتظر ما قد يأتي به مونديال البرازيل من مفاجآت أخرى مثيرة للدهشة، ففي أرض الأساطير أنت مدعو لأن تحلم بأعين مفتوحة ولأن تحذر شلال المفاجآت.

بدرالدين الإدريسي

ADVERTISEMENTS