يحاول المصريون تناسي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عاشوها لمدة تربو عن ثلاث سنوات وتحديدا بعد ثورة 25 يونيو، كما يحاولون عدم الانغماس كثيرا في تفاصيل المشهد السياسي بعد انتهاء حمى الانتخابات باختيار رئيس جديد للبلاد (عبد الفتاح السيسي) ، وذلك للتفرغ لمتابعة المونديال البرازيلي، الذي سينطلق بعد سويعات قليلة، ومعاينة أعتى المنتخبات العالمية.

فعلى غرار الكثير من بلدان العالم وخصوصا العربية منها، سيحرم المصريون من مشاهدة كأس العالم 2014 على شاشات التلفزيون الرسمي سواء الفضائي أو الأرضي، بسبب سياسات التشفير التي تتبعها بعض القنوات الرياضية، لذلك بدأ عباقرة "القرصنة" منذ أشهر عدة البحث بكل الوسائل لتمكين المهووسين بالساحرة المستديرة ، من متابعة المونديال.

فلا حديث في مصر سوى عن التشفير وفك شيفرة القنوات الناقلة حصريا للمونديال ، وفي رحلة البحث عن الحلول هاته ، يقصد كثير من الشغوفين بمتابعة المباريات، عدد من المحلات والتقنيين أو المتخصصين في الإلكترونيات، الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية فك طلاسم أعتى شفرات القنوات الرياضية بشكل خاص.

ADVERTISEMENTS

فالأكيد أن متابعة المونديال البرازيلي أمر مرهق لجيوب فئة عريضة من الشعب المصري، ما دفع الكثيرين لدخول عالم الرقميات والتشفير من خلال الإنترنت، أو اللجوء إلى القرصنة الإلكترونية كحل استثنائي يفرض نفسه لتجنب عبء مادي قد يجدي أكثر في سد الرمق. 

وفعلا نجحت مجموعة من التقنيين المتخصصين في ميدان "باب اللوق" وسط القاهرة ، الذي يعد الأشهر في عالم بيع أجهزة الالتقاط عبر الأقمار الإصطناعية "الساتليت" في إيجاد حل لتمكين المصريين من متابعة مباريات كأس العالم التي تبدأ خلال ساعات ببلاد "السامبا" مهد كرة القدم ، رغم تشفيرها من قبل مجموعة قنوات الجزيرة الرياضية "بي ان".

ولجأ هؤلاء التقنيون إلى فتح جهاز الالتقاط "بين سبور" وتحليله بشكل تقني من أجل الوصول لفك الشفرة وعرض مباريات كأس العالم، لكن بأثمان قد تمكن فئة عريضة من الشعب المصري، الذي يعشق كرة القد حتى النخاع من متابعة المونديال .

وللمصريين طقوس خاصة في متابعة مباريات كأس العالم، فمنهم من يستمتع داخل منزله وسط عائلته، ومنهم من يجتمع مع أصدقائه في المقاهي أو المطاعم وهم الفئة الأقل تعصبا للكرة، لكن لا مانع من الاستمتاع بشكل أنيق، أما السواد الأعظم فهو جمهور مقاهي الحارات وسط الأحياء الشعبية ، الذي يفضل التواجد بين الجيران والأصدقاء وحتى الغرباء أيضا والإستمتاع بتحليل أداء الفريقين خلال المباراة من وجهة نظرهم، ومشاركتهم الحماس والصيحات بفوز هذا المنتخب أو ذاك. 

ومن هذا المنطلق ، يتوقع أن يسود أجواء كأس العالم في مختلف مناطق القاهرة الكبرى، طابع خاص، فالجميع في حالة من التأهب، والمقاهي على استعداد خاص لاستقبال عشاق كأس العالم بكل فئاتهم العمرية المختلفة، عبر زيادة أعداد شاشات العرض الكبيرة، وبالطبع زيادة أسعار المشروبات والكراسي.

ويتوقع أرباب المقاهي في الحارات والأحياء الشعبية أن تصل نسبة الإشغال إلى مائة في المائة خاصة أن مواعيد المباريات مناسبة تماما لأوقات العمل بالنسبة لأغلب المشاهدين، حيث تجرى أغلب اللقاءات في الساعات الأخيرة من المساء، فضلا عن ارتفاع قيمة بطائق الاشتراك التي تصل إلى أكثر من 2200 جنيه مصري (الجنيه يساوي 15ر1 درهم مغربي)، وبالتالي فلن يتمكن الكثيرون من مشاهدتها في المنزل. 

يذكر أن قناة "بي ان سبورت" الرياضية التابعة لشبكة الجزيرة، كانت قد حصلت منذ سنة 2010، على حق بث مباريات كأس العالم الحصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

ADVERTISEMENTS

وتبيع الشبكة الرياضية (ثلاث قنوات) التي حلت محل الجزيرة الرياضية حق البث لقنوات عربية محلية فقط، وتشترط أن يكون البث للقنوات الأرضية وليس للفضائيات .

و.م.ع