خانتنا اللياقة البدنية أمام الروس
أعاد الناخب والمدرب الوطني السيد الزاكي بادو الخسارة أمام المنتخب الروسي في المواجهة الودية الثالثة التي يلعبها الـمنتخب الوطني منذ تنصيبه ناخبا وطنيا، إلى غياب الطراوة البدنية من دون أن يظهر قلقه إزاء سقوط الأسود في محكين وديين تواليا.
المنتخب: كيف بدت لك المباراة الودية وهل من تعليل للخسارة أمام روسيا؟
الزاكي: لا يجب أن نغفل الفرق الكبير بيننا وبين المنتخب الروسي فنحن نحضر لهدف يقع في الأمد المتوسط مع ما يعنيه ذلك من حاجة لإعادة البناء، أما المنتخب الروسي فهو يخطط لهدف قريب جدا إنه على أبواب كأس العالم لذلك يسعى إلى الإطمئنان على جاهزيته أكثر ما يبحث عن التجانس.
أن نلعب ثلاث مباريات في ظرف ثلاثة أسابيع ونحن في نهاية الموسم فهذا معناه أن اللياقة البدنية ستتأثر بشكل كبير والمخزون البدني سيضعف، لذلك لم نتمكن من تدبر المباراة بنفس النسق وهذا أمر طبيعي.
المنتخب: ولكن العناصر الوطنية بدأت المباراة بشكل جيد إلى الحد الذي إستغربنا أن يتقدم المنتخب الروسي بهدف وهو ليس الأفضل؟
الزاكي: دخلنا المباراة بهدف فرض شخصيتنا وأسلوب لعبنا وكنا منظمين ومنضبطين إلى أن جاء الهدف الروسي من كرة ثابتة ومن سهو هو من طبيعة العياء الذهني والبدني الذي أصاب اللاعبين.
وقد لاحظتم كيف أن اللياقة البدنية خانت اللاعبين في صنع ردات الفعل التي هي بمقاسهم التقني، وأنتم تعرفون أن اللياقة البدنية لها مفعول السحر على الأداء الجماعي.
أعود وأكرر أن المباريات الثلاث كاملة برمجت على عهد الجامعة السابقة بهدف تمكين الـمنتخب الوطني من محكات تجريبية يتفادى بها ما حصل من تأخير، وقد حاولت التعامل معها بما لا يؤثر على اللاعبين أو يعرضهم للإصابات، لذلك أنا مؤمن على أن هناك مؤشرات منتخب وطني قوي تلوح في الأفق.
المنتخب: كان لمعسكر موسكو طبيعة مختلفة عن معسكر البرتغال، أليس كذلك؟
الزاكي: بالتأكيد فمعسكر البرتغال كانت له خصوصيات فنية واستراتيجية لكون اللاعبين تعرفوا على فلسفة العمل وعلى خارطة الطريق، وقد ركزنا على الجانبين التكتيكي والبدني والنفسي وتمكنا من إجراء مباراتين وديتين كانت الإستفادة منهما كبيرة جدا، أما معسكر روسيا فهو إمتداد للعمل باحترام روح المشروع، وأتصور أن إجراء مباراة أمام منتخب روسيا من شأنه أن ينعكس إيجابا على المجموعة ومن شأنه أن يتقدم بالعمل، إنه حلقة جديدة.
المنتخب: هل تشعر فعلا أن الأجواء تنظفت بالكامل ولم تعد هناك إنفلاتات كما تقول دائما؟
الزاكي: أعتقد أن من بديهيات العمل أن يكون المناخ مشجعا على العمل وأتصور أن هذه إحدى أولويات عمل الناخب الوطني، فأنا على قدر معرفتي بما كان يتردد هنا وهناك من أن عرين الأسود ومحيطهم الداخلي إشتكى من إختلالات وانفلاتات، حاولت أن أضع كل اللاعبين في صورة ما أنا مؤمن به وما أعتبره من بداهات عمل أي ناخب، لقد تعرف اللاعبون على منهجية العمل وعلى خصوصية المشروع وأيضا على قواعد اللعب ومن يبدي الإستعداد الكامل للإنخراط في المشروع سيكون مرحبا به ومن لم ينخرط فذلك شأنه، عموما أنا مرتاح وراض على الأجواء التي تسود المعسكر، هناك إنضباط وإحساس بالمسؤولية وهذا شرط أول لتحقيق النجاح.
المنتخب: مباراة روسيا كانت خاتمة لمرحلة أولى للإعداد ما هو تقييمك لها وكيف تخطط للمرحلة المقبلة؟
الزاكي: أظن أن الأمور سارت بطريقة جيدة، حققنا كل الأهداف التي كانت موضوعة، تجاوزنا في ذلك كل الإكراهات المرتبطة بالإصابات التي غيبت بعض اللاعبين والمرتبطة بوضعية لاعبين بعينهم كانوا يفاوضون أنديتهم، ولا بد هنا من توجيه التحية لكل الذين غالبوا هذه الظروف وتواجدوا معنا في فترة تعرفون أنها خارج تواريخ "الفيفا".
المرحلة القادمة سنبدأها شهر شتنبر القادم عندما يكون اللاعبون قد أخذوا عطلتهم وباشروا تحضيراتهم مع أنديتهم للموسم الكروي القادم، علما بأنها مرحلة مختلفة سنباشر العمل فيها مع عدد أقل من اللاعبين والأكيد أن الكل أدرك أنه أعطي الفرصة كاملة، إنها مرحلة تتأسس على الدروس المستخلصة من معسكري البرتغال وروسيا.
المنتخب: المرحلة القادمة ستبدأ فيها بوضع النواة الصلبة والإنتهاء من مرحلة التجريب؟
الزاكي: الكل أدرك أن التواجد مع المجموعة ككل يحتاج إلى قدر كبير من التنافسية والجاهزية وكثير من الإستعداد الذهني على الخصوص لتحمل المسؤولية، لذلك أرى شخصيا أن المراكز سيكون ثمنها غاليا جدا.
المنتخب: ألن يكون الأمر مزعجا لك، ألن يصعب عليك الإختيار؟
الزاكي: عندما تتسع القاعدة، فإن ذلك يحفز اللاعبين ذهنيا لبذل مجهود مضاعف ويدفعهم لأن يعضوا بالنواجد على مكانتهم، وهذا أمر يريحني بل ويسعدني ولا أرى على أنه مزعج، الأهم أن لا أظلم أي لاعب.
موسكو: بدر الدين الإدريسي ـ عدسة: بلمكي