معسكر البرتغال وموسكو يحقق نجاحا قياسيا
أبدى الناخب والمدرب الوطني السيد الزاكي بادو كامل الإرتياح للأجواء الحميمية والإنضباطية التي تسود معسكر الفريق الوطني هنا بموسكو حيث يجري التحضير للمباراة الودية التي يواجه خلالها أسود الأطلس منتخب روسيا على الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة القادم بملعب لوكوموتيف موسكو.
وقال الزاكي في حوار حصري خص به "موقع المنتخب" هنا بمقر إقامة الفريق الوطني بفندق هيلتون موسكو أن الترتيب للمحك التجريبي الثالث له مع الفريق الوطني يخضع لذات المعايير التي خضع لها معسكر البرتغال.
المنتخب: قضيتم ليلتكم الأولى هنا بموسكو، ما هي الأشياء التي واجهتكم من أول يوم؟
الزاكي: دائما عندما يكون هناك سفر يتطلب قرابة ست ساعات من التحليق مع ما يسبق الإقلاع والوصول إلى مقر الإقامة، وعندما يكون هناك فارق في التوقيت الزمني فأنت بحاجة أولا إلى التخلص من تعب وإرهاق السفر وأنت بحاجة ثانيا إلى التكيف مع متغيرات المناخ وفارق التوقيت الذي ينعكس على نظام النوم، أتصور أننا تجاوزنا هذه المرحلة وقضينا ليلتنا الأولى في أمان الله خاصة وأنني تفاديت إجراء حصة تدريبية في نفس يوم الوصول وسعيت إلى برمجة حصة مسائية لأترك اللاعبين يستريحون بدنيا بالقدر الكافي، أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة التأقلم، أمامنا حصتان تدريبيتان مساء اليوم الخميس بالملعب الملحق للملعب الرئيسي الذي ستجرى عليه المباراة وحصة تدريبية ثانية وأخيرة غدا الخميس والتي سنحضر فيها تكتيكيا لمباراة يوم الجمعة.
المنتخب: لمعسكر موسكو طبيعة مختلفة عن معسكر البرتغال، أليس كذلك؟
الزاكي: بالتأكيد فمعسكر البرتغال كانت له خصوصيات فنية واستراتيجية لكون اللاعبين تعرفوا على فلسفة العمل وعلى خارطة الطريق، وقد ركزنا على الجانبين التكتيكي والبدني والنفسي وتمكنا من إجراء مباراتين وديتين كانت الإستفادة منهما كبيرة جدا، أما معسكر روسيا فهو إمتداد للعمل باحترام روح المشروع، وأتصور أن إجراء مباراة أمام منتخب روسيا من شأنه أن ينعكس إيجابا على المجموعة ومن شأنه أن يتقدم بالعمل، إنه حلقة جديدة.
المنتخب: هل تشعر فعلا أن الأجواء تنظفت بالكامل ولم تعد هناك إنفلاتات كما تقول دائما؟
الزاكي: أعتقد أن من بديهيات العمل أن يكون المناخ مشجعا على العمل وأتصور أن هذه إحدى أولويات عمل الناخب الوطني، فأنا على قدر معرفتي بما كان يتردد هنا وهناك من أن عرين الأسود ومحيطهم الداخلي إشتكى من إختلالات وانفلاتات، حاولت أن أضع كل اللاعبين في صورة ما أنا مؤمن به وما أعتبره من بداهات عمل أي ناخب، لقد تعرف اللاعبون على منهجية العمل وعلى خصوصية المشروع وأيضا على قواعد اللعب ومن يبدي الإستعداد الكامل للإنخراط في المشروع سيكون مرحبا به ومن لم ينخرط فذلك شأنه، عموما أنا مرتاح وراض على الأجواء التي تسود المعسكر، هناك إنضباط وإحساس بالمسؤولية وهذا شرط أول لتحقيق النجاح.
المنتخب: بعد مباراتي الموزمبيق وأنغولا تواجهون منتخب روسيا في سياق مختلف، ماذا تنتظر من هذه المباراة؟
الزاكي: أنا ألح دائما على خصوصية المرحلة، فنحن في نهاية موسم كروي ماراطوني ومرهق واللاعبون كانوا بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة ليحضروا موسمهم القادم، إلا أنهم آثروا الحضور معنا وهم يعطون أقصى ما لديهم وأنا أقدر فيهم هذه الروح، أما عن مباراة روسيا فنحن ننظر إليها كحلقة ثالثة في مسلسل التحضير بمبناه العام، من شأنها أن تدلنا على أشياء أخرى، لا بد وأن اللاعبين سيجتهدون في إبراز كل قدراتهم، وأنا هنا لمزيد من الإفتحاص، علما بأننا نتطلع لأكبر قدر من الإستفادة.
المنتخب: هل صحيح أن المباراة مفيدة للمنتخب الروسي أكثر ما هي مفيدة لفريقنا الوطني؟
الزاكي: مؤكد أن زميلي كابيلو مدرب المنتخب الروسي يحيط المباراة الودية أمامنا بكثير من الأهمية فهي مباراة ستقربه أكثر من أسلوب اللعب المغاربي على إعتبار أنه سيواجه بالمونديال المنتخب الجزائري الشقيق وبالنظر إلى أنها آخر فرصة ليضع فريقه في السياق التكتيكي والبدني والنفسي الذي تفرضه منافسة بقيمة كأس العالم، أيضا اللاعبون الروس متحفزون ذهنيا ليودعوا جماهيرهم وهم في طريقهم إلى البرازيل بصورة تبقي الأمل كبيرا في نجاح المغامرة المونديالية.
نحن وإن كنا نقف في الجهة المقابلة بالنظر إلى أننا لا نحضر لهدف قريب، إلا أن اللاعبين متحفزون لتقديم مباراة جيدة تتناسب مع إمكاناتهم الفنية وتقدمهم بصورة أفضل للجماهير المغربية، قد يسعى اللاعبون للإستمتاع بالمباراة ولكن هدفهم هو أن يتركوا عنهم إنطباعا جيدا.
المنتخب: هذه المباراة ستكون خاتمة لمرحلة أولى للإعداد ما هو تقييمك لها وكيف تخطط للمرحلة المقبلة؟
الزاكي: إلى الآن الأمور تسير بطريقة جيدة، أظن أننا حققنا كل الأهداف التي كانت موضوعة، تجاوزنا في ذلك كل الإكراهات المرتبطة بالإصابات التي غيبت بعض اللاعبين والمرتبطة بوضعية لاعبين بعينهم كانوا يفاوضون أندية، ولا بد هنا من توجيه التحية لكل الذين غالبوا هذه الظروف وتواجدوا معنا في فترة تعرفون أنها خارج تواريخ الفيفا.
المرحلة القادمة سنبدأها شهر شتنبر القادم عندما يكون اللاعبون قد أخذوا عطلتهم وباشروا تحضيراتهم مع أنديتهم للموسم الكروي القادم، علما بأنها مرحلة مختلفة سنباشر العمل فيها مع عدد أقل من اللاعبين والأكيد أن الكل أدرك أنه أعطي الفرصة كاملة.
المنتخب: المرحلة القادمة ستبدأ فيها بوضع النواة الصلبة والإنتهاء من مرحلة التجريب؟
الزاكي: الكل أدرك أن التواجد مع المجموعة ككل يحتاج إلى قدر كبير من التنافسية والجاهزية وكثير من الإستعداد الذهني على الخصوص لتحمل المسؤولية، لذلك أرى شخصيا أن المراكز سيكون ثمنها غال جدا.
المنتخب: ألن يكون الأمر مزعجا لك، ألن يصعب عليك الإختيار؟
الزاكي: عندما تتسع القاعدة فإن ذلك يحفز اللاعبين ذهنيا لبذل مجهود مضاعف ويدفعهم لأن يعضوا بالنواجد على مكانتهم، وهذا أمر يريحني بل ويسعدني ولا أرى على أنه مزعج، الأهم أن لا أظلم أي لاعب.
حاوره بموسكو: بدرالدين الإدريسي