لقب البطولة أنصف جهود اللاعبين
جمهور المغرب التطواني لم أر مثله وسنشرف الكرة المغربية في المونديال
أنا أحترم قرارات الناخب الوطني وسأواصل عملي حتى أنال رضاه
كشف لاعب المغرب التطواني أحمد جحوح عن سعادته الكبيرة عقب تتويج فريقه بلقب البطولة الإحترافية في نسختها الثالثة، وهو اللقب الثاني له مع الحمامة البيضاء، وقال في حواره مع «المنتخب» على أن تحقيق درع البطولة الإحترافية لم يأت من عدم، بل هو ثمرة عمل من خلال ما قام به جميع مكونات الفريق والمجهودات التي تظافرت من طرف اللاعبين والطاقم التقني والمكتب المسير ورئيس الفريق عبدالمالك أبرون الذي لم يبخل عن المغرب التطواني في أي شئ ووفر كل ظروف النجاح..
جحوح واحد من اللاعبين الذين ساهموا بشكل كبير في هذا التتويج وهو أحد الركائز القوية الذي اعتمد عليها العامري طيلة الموسم.. لاعب يتوفر على مؤهلات تقنية جيدة لم ينل حظه مع المنتخب المغربي، حيث كان يأمل أن يكون حاضرا رفقة العناصر التي تم استدعاؤها، لكن رغم ذلك يحترم إختيارات الناخب الوطني وسيعمل كل ما في جهده لينال حظه مستقبلا..
جحوح تحدث عن مجموعة من المواضيع ومستقبله مع المغرب التطواني ستجدونه في هذا الحوار الشيق.
- المنتخب: تعذبتم كثيرا قبل نيل لقب البطولة الوطنية وخصوصا بعد الهزيمة الثقيلة أمام الرجاء، كيف عشت سيناريو الدورة 30 أمام نهضة بركان؟
جحوح: أولا دخلنا أمام نهضة بركان من أجل تحقيق الفوز وانتظار أي هفوة من الرجاء البيضاوي بأسفي.. كنا واثقين على أن الرجاء سيتعثر بأسفي لأن هناك مجموعة من العوامل كانت حاسمة في تلك المقابلة، خصوصا أرضية الملعب والرياح، ولله الحمد استطعنا الفوز على نهضة بركان وقدمنا مقابلة في المستوى أمام خصم عنيد حل بمدينة تطوان من أجل تقديم مقابلة جيدة، واللقب أنصف جهود موسم بكامله بعد سيطرتنا على مجريات البطولة منذ انطلاقتها حتى الدورة 29، ودافعنا عن حظوظنا بكل تفان وجدية، وما ساعدنا أكثر هو الجمهور التطواني الذي وقف بجانبنا رغم الهزيمة أمام الرجاء من دون أن ننسى رئيس الفريق عبدالمالك أبرون وعماد أبرون.
- المنتخب: بعد الهزيمة أمام الرجاء، هل دخلتم مرحلة الشك بعدما قلتم أن اللقب بدأ يهرب؟
جحوح: أبدا، فقد كنا واثقين من قدرات فريقنا ولاعبينا والطاقم التقني والمكتب مسير والجمهور في تحقيق هذا الحلم، الكل آزرنا ووقف معنا لتحقيق هذا المبتغى.. الهزيمة أمام الرجاء ليست نهاية العالم، لقد اشتغلنا طيلة الأسبوع الذي أعقب الخسارة على مجموعة من النقط الهامة، حيث ساهمت في تحريرنا من الضغوطات التي لا زمتنا، ولله الحمد جاء الفرج وحققنا لقبا كان عن جدارة واستحقاق، وبهذه المناسبة أهديه لجماهير الفريق ولمكتبه المسير ولعائلتي الصغيرة والكبيرة وعلى رأسهم إبني فارس وزوجتي ووالدتي ووالدي وجميع أفراد أسرتي وساكنة العروي.
- المنتخب: لكنكم أمام الرجاء قدمتم عرضا سيئا جعلت الجماهير التطوانية تفقد صوابها؟
جحوح: في مقابلة الرجاء لم نكن موفقين، خلقنا بعض الفرص في الجولة الأولى قبل تسجيل الرجاء هدف السبق ولم نستغلها ولو كنا قد سجلنا من البداية فكانت المقابلة ستشهد فضولا من نوع خاص بتقديم مستوى آخر، إلا أن ضربة الجزاء التي أعلن عنها حكم المقابلة بعثرت أوراقنا، ومن حق الجمهور التطواني أن يغضب لأنه عان الشيء الكثير ونحن نقدر معاناته التي لازمته في تلك المقابلة، ومنذ عودتنا من الدار البيضاء قررنا كلاعبين أن نهدي لهذا الجمهور لقبا غاليا لأنه كان المطلب الوحيد الذي ألحت عليه، ولله الحمد وفقنا الله وكنا في المستوى المطلوب..
- المنتخب: حضور المغرب التطواني لأول مرة في كأس العالم للأندية أكيد أنه يمثل لكم كلاعبين إنجازا خاصا بلغتموه باستحقاق؟
جحوح: المغرب التطواني كانت تحدوه رغبة كبيرة للوصول إلى العالمية ولله الحمد تحقق المبتغى، لأن كل ظروف النجاح كانت متوفرة، واستطعنا أن نبصم على موسم كبير ورائع جدا، وفريقنا من خلال أول مشاركة له سيكون في الموعد وسيشرف الكرة المغربية أحسن تشريف لأنه يتوفر على تركيبة بشرية جيدة تلعب كرة جميلة، وبهذا التأهل أدخلنا البهجة والسرور في نفوس الجماهير التطوانية التي ستكون حاضرة بقوة في كأس العالم للأندية لأنها بدأت تستعد لهذا العرس الكبير من الآن..
- المنتخب: كيف كنتم تتفاعلون مع نتائج الرجاء الذي انهزم أمام أولمبيك أسفي وهو منافسكم المباشر عن اللقب؟
جحوح: برغم أننا كنا نركز على مقابلتنا أمام بركان، فإننا بين الفينة والأخرى كنا نسمع احتفالات الجماهير التطوانية التي كانت تطالبنا بالفوز لأن الرجاء متعثرة بأسفي، وهذا ما زاد من عزيمتنا أكثر وضاعفنا من مجهوداتنا خلال الجولة الأولى التي سجلنا فيها هدفين، والجولة الثانية حاولنا فيها الحفاظ على النتيجة وتعاهدنا على أن تكون البطولة تطوانية جبلية بالمنديل والشاشية..
- المنتخب: عشتم في الدورات الأخير صراعا مريرا مع الرجاء حول لقب البطولة، كيف تقرأ سيناريو هذا التنافس؟
جحوح: بالفعل عشنا على إيقاع منافسة شديدة مع الرجاء البيضاوي، وذلك لأننا فرطنا في العديد من المباريات التي كنا مطالبين بحسمها، هذه هي كرة القدم لا منطق لها، ورغم تلك الإكراهات كنا في المستوى المطلوب وحافظنا على توازننا وخضنا اللقاءات الأخيرة بجدية رغم الهزيمة أمام الرجاء، وفي الأخير توجنا باللقب الذي نهديه للجمهور التطواني الكبير داخل المغرب وخارجه..
- المنتخب: كيف ترى لائحة المنتخب المغربي الذي اعتمد عليها الناخب الوطني الزاكي بادو ألا ترى نفسك مظلوما بعد هذا الإقصاء؟
جحوح: لا أبدا أنا أحترم إختيارات الناخب الوطني، وبهذه المناسبة أتمنى له كل التوفيق والنجاح لأنه رجل المرحلة بامتياز، أنا كلاعب محترف لا يمكنني مناقشة هذه الأمور وسأجتهد كثيرا لكي أنال رضي الناخب الوطني..
- المنتخب: نعود للحديث عن المغرب التطواني، هل بمقدوره اللعب على أربعة واجهات خلال الموسم المقبل؟
جحوح: بكل تأكيد، فالفريق التطواني له كل الإمكانيات لتعزيز صفوفه بلاعبين متميزين مع الحفاظ على جميع الثوابت الكبيرة للفريق، وسنخوض جل الإستحقاقات من أجل تشريف الكرة المغربية على جميع المستويات، وسنذهب بعيدا في عصبة الأبطال الإفريقية من خلال مشاركتنا الثانية بهذه المنافسة.. لقد استخلصنا العبر من المشاركة الأولى ووصلت عناصرنا الشابة مرحلة النضج وهذا مؤشر إيجابي للمغرب التطواني..
- المنتخب: هل لديك بعض العروض؟
جحوح: هناك مجموعة من العروض من فرق وطنية وخليجية لكننا بكل صراحة أنا جد مرتاح مع فريقي المغرب التطواني الذي وفر لي كل الإمكانيات، ما يهمني هو مستقبلي لأن كرة القدم فترتها قصيرة وعلي التفكير في المستقبل بعناية لأن ورائي أسرة وعلي أن أجتهد لأضمن مستقبلي ومستقبل عائلتي، أنا الآن مع فريقي وعقدي ما زال ساري المفعول، وبكل صراحة لن أغير الحمامة البيضاء إلا بالإحتراف، لأنه الفريق الوحيد الذي يشتغل بطريقة إحترافية على جميع المستويات وهذا هو سر نجاحه والذي أصبح واحدا من الفرق القوية في المنظومة الكروية الوطنية..
- المنتخب: الجمهور التطواني رغم الهزيمة أمام الرجاء كان معكم مثاليا وكان حاضرا بقوة في المقابلة الأخيرة، ألم يعطيكم ذلك شحنة قوية؟
جحوح: الجمهور التطواني جمهور كبير بكل المواصفات، كان سلاحنا في بطولة هذا الموسم سواء بملعب سانية الرمل أو خارجه، فرغم الهزيمة أمام الرجاء إلا أنه حضر بكثافة في مقابلة نهضة بركان لأنه كان له اليقين على أن المغرب التطواني ستنصفه الكرة وهذا ما حصل بالضبط، إنه جمهور يستحق التقدير والإحترام، وأتمنى أن نهديه ألقابا أخرى في الموسم المقبل بإذن الله..
- المنتخب: البطولة عرفت تشويقا كبيرا حتى آخر دورة للحسم في اللقب، هل كنتم تؤمنون بحظوظكم حتى النهاية؟
جحوح: قلت لك سابقا على أن المغرب التطواني ظل يؤمن بحظوظه وبشكل كبير رغم الهزيمة أمام الرجاء لأننا كنا واثقين من تعثر الرجاء بأسفي وكان علينا تدبير مقابلتنا، ثم بعد ذلك انتظار نتيجة الرجاء أمام الأولمبيك المحلي الذي كان مطالبا بالفوز أو التعادل، وهذه النتائج كانت في صالح المغرب التطواني، هذا التشويق أعطى للبطولة الوطنية إثارة كبيرة جعل الجمهور المغربي يتابعها بكل شغف..
- المنتخب: كلمتك الأخيرة
جحوح: أولا وقبل كل شيء أشكركم على هذه الإستضافة وأشكر الجماهير التطوانية على الدعم الكبير الذي قدمته لفريقها التطواني ووقفت معنا في السراء والضراء، وأشكر جميع اللاعبين والطاقم التقني وجميع مكونات الفريق على العمل الكبير الذي قامت به طيلة الموسم، من دون أن ننسى رئيس الفريق عبدالمالك أبرون الرجل الذي وفر لنا كل ظروف النجاح، كل هذه المكونات أهديها هذا اللقب الغالي، وأعد جميع المحبين بموسم إستثنائي المقبل وموعدنا في عصبة الأبطال الإفريقية وكأس العالم للأندية لتروا الوجه الحقيقي للمغرب التطواني أمام فريق من العيار الثقيل.
حاوره: عبدالسلام قروان