(أ ف ب) - شهد موسم 2013-2014 تألقا لافتا للاندية الاسبانية في البطولات الاوروبية لكرة القدم قد يرتد سلبا على امال المنتخب الوطني الباحث عن دخول التاريخ باحرازه رابع لقب على التوالي في البطولات الكبرى.

تسعى اسبانيا في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم الى تحقيق رباعية اسطورية بعد تتويجها في كأس اوروبا 2008 و2012 وكأس العالم ,2010 لكن انغماس ابرز لاعبيها في موسم مزدحم قد يلعب دوره السلبي حيال تحقيق هذا الحلم.

عرف الدوري الاسباني معركة طاحنة في الموسم المنصرم بين اتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد حتى لحظاته الاخيرة وحسمه الاول في صالحه للمرة الاولى منذ ,1996 وبلغ فريقا العاصمة نهائي دوري ابطال اوروبا, واحرز اشبيلية لقب الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ", لينهي لاعبو الدولة الايبيرية موسما مرهقا قبل التفرغ لشؤون المونديال.

سيطر ريال مدريد على المسابقة القارية مطلع الالفية الجديدة فاحرز اللقب في 1998 و2000 و,2002 واحدة منها على حساب مواطنه فالنسيا عندما كان يشرف عليه فيسنتي دل بوسكي مدرب المنتخب الحالي, قبل ان يتراجع مستواه ويحمل برشلونة الشعلة مع جيل الارجنتيني ليونيل ميسي بقيادة المدرب الفذ جوسيب غوارديولا.

لكن اللافت هذا الموسم كان دخول اتلتيكو مدريد على الخط, ففي وقت انصبت الانتقادات على الدوري الاسباني بان المنافسة تقتصر فيه على فريقين, اي ريال وبرشلونة, انتفض "كولتشونيروس" وتمردوا على هيمنة العملاقين الكبيرين, فبعد موسم واعد في 2012-2013 وجه فيه لاعبو المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني انذارات شديدة اللهجة محليا وقاريا في الدوري الاوروبي, كان موسم 2014 على موعد مع تنفيذ تلك الانذارات على ارض الواقع, فاحرزوا لقب الليغا بطريقة رائعة وباسلوب سحر عشاق اللعبة.

وقد قدم كوستا والتركي اردا توران ودافيد فيا والحارس البلجيكي تيبو كورتوا ملاحم محلية منحت فريقهم اللقب الاول منذ نحو عشرين سنة, وهم يسيرون بقوة لاحراز لقب دوري ابطال اوروبا لاول مرة في تاريخهم حيث سيتواجهون مع ريال مدريد السبت المقبل في لشبونة, علما بان برشلونة بلغ ربع النهائي وخرج على يد اتلتيكو بالذات.

وفي المسابقة الرديفة "يوروبا ليغ", احرز اشبيلية لقبه الثالث على غرار ليفربول الانكليزي وانتر ميلان ويوفنتوس الايطاليين على حساب بنفكيا البرتغالي المنحوس اوروبيا بركلات الترجيح, وذلك بعدما تخطى مواطنه فالنسيا في نصف النهائي.

انغمس لاعبو الاندية الاسبانية حتى اليوم الاخير من هذا الموسم, قبل ايام قليلة على بداية مسرحية كروية منتظرة منذ اربع سنوات وراء المحيط حيث يجتمع 32 منتخبا للتنافس على اغلى الالقاب الكروية.

لكن اولى تباشير هذا الانغماس تمثلت باصابة للهداف المجنس دييغو كوستا قد يدفع منتخب "لا فوريا روخا" ثمنها غاليا في النهائيات.

شكا مهاجم اتلتيكو مدريد من اصابة في عضلات الفخذ الايمن خلال المباراة الحاسمة ضد برشلونة (1-1) السبت الماضي, قد تجعل مشاركته غير مؤكدة في نهائي دوري ابطال اوروبا ضد جاره ريال مدريد. وترك كوستا الملعب بعد اقل من 15 دقيقة وتابع المباراة وتتويج زملائه باللقب من مقعد الاحتياطيين وهو يبكي.

وتعتبر اصابة كوستا (25 عاما), ثالث ترتيب الهدافين في الدوري الاسباني وراء البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد, وهدف واحد عن ميسي نجم برشلونة, ضربة جديدة للنادي وللاعب الذي تعرض لاصابة مماثلة قبل 10 ايام قبيل المباراة مع ملقة في الدوري المحلي.

شددت الصحف المحلية على تأثير اصابات ظهرت مع انسحاب تياغو الكانتارا لاعب وسط بايرن ميونيخ من التشكيلة بعد حارس برشلونة فيكتور فالديس, وتقدم لاعبي "لا روخا" في السن, فشرح الفريدو ريلانيو مدير صحيفة "أس" لوكالة فرانس برس: "لقد كبر الفريق سنوات اضافية, نظرة اللاعبين لم تعد مثل قبل, العناصر الرئيسة في التشكيلة بدأت بالتراجع", ملمحا الى لاعبي الوسط تشافي (34 عاما) وتشابي الونسو (32 عاما).

في 2006 احرز برشلونة لقب دوري ابطال اوروبا على حساب ارسنال الانكليزي 2-1 فتوجت ايطاليا بلقب بطولة العالم على حساب فرنسا, وفي 2010 توج انتر ميلان الايطالي على حساب بايرن ميونيخ الالماني 2-صفر فاحرزت اسبانيا لقب المونديال على حساب هولندا, وهذه السنة يحتكر الاسبان موقعة نهائي "تشامبيونز ليغ" فهل سيكون ذهب المونديال من نصيب دولة اخرى?.