الدفاع الجديدي ـ الأهلي المصري: 2ـ1

فارس دكالة يخرج من كأس (الكاف) مرفوع الرأس 

لونغوالما جنى على نفسه وعلى فريقه

ADVERTISEMENTS

حرم لاعب الأهلي المصري أحمد رؤوف الدفاع الحسني الجديدي من المرور إلى دور المجموعتين لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عندما سجل هدفا قاتلا في آخر أنفاس مباراة إياب دور الثمن النهائي مكرر لهاته المسابقة القارية التي أجريت يوم السبت الأخير بملعب العبدي أمام حضور جماهيري قياسي، وكان الفريق الدكالي قريبا من كسب الـتأهل وتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق بعدما وقع هدفين نظيفين في مرمى نادي القرن، قبل أن يغتال هذا الأخير حلم الجديديين في الوقت بدل الضائع، مستغلا على نحو جيد النقص العددي للدفاع بعد طرد المهاجم الغابوني لونغوالما الذي جنى على نفسه وعلى فريقه سلوكه الأرعن الذي رجح كفة الأهلي الذي تأهل بفضل امتياز هدفه خارج القواعد، ورغم الإقصاء، فقد خرج الفريق الجديدي من كأس (الكاف) مرفوع الرأس وكسب عطف واحترام الكثير من المتتبعين الرياضيين.

إياب بحسابات مختلفة

بشعار «أكون أو لا أكون» دخل الدفاع الحسني الجديدي السفير الوحيد للكرة المغربية في المسابقات القارية، ثاني سجال كروي له ضد نادي الأهلي المصري وهذه المرة على أرضية ملعب العبدي، حيث لم يكن أمام الجديديين الذين تلقوا هزيمة صغيرة في لقاء الذهاب بهدف يتيم، من خيار سوى الفوز على منافسهم المصري وبفارق هدفين من أجل حجز بطاقة التأهل لأول مرة في تاريخهم إلى دوري المجموعتين ومن ثمة مواصلة مغامرتهم الإفريقية، وهو رهان لم يكن مستحيلا، قياسا بالأداء الطيب الذي قدمه رجال بن شيخة  بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة قبل أسبوع، خاصة وأنهم كانوا مدعمين بجماهير غفيرة أجلت كل التزاماتها وحضرت لمساندة الفرسان في امتحانهم الإفريقي، بينما كان نادي القرن يحتاج فقط إلى التعادل وبأي نتيجة أو الخسارة في أسوإ الأحوال بفارق هدف واحد لحجز بطاقة العبور إلى دوري الأقوياء، وخاض أصحاب الفانلة الحمراء المباراة فى محاولة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولا تعويض خروجه المهين والمبكر من دوري أبطال إفريقيا وتكسير عقدة الأندية المصرية التي عجزت حتى الآن عن الظفر بلقب كأس (الكاف) في صيغتها الحالية على امتداد نسخها العشر السابقة، ومن ثمة استعادة ثقة لاعبيه والدفاع عن سمعة نادي القرن على الساحة الإفريقية، لذلك كانت المباراة أشبه بحوار ناري بين فريقين أحدهما يحاول الحفاظ على كبريائه وتاريخه، وآخر يطمح لدخول التاريخ الإفريقي عبر بوابة الأهلي العملاق الذي يجيد التعامل مع المواجهات الكبرى نظرا لخبرة لاعبيه الدولية التي اكتسبوها على امتداد مشاركاتهم القارية السابقة.

جولة للنسيان

كل مقومات القمة الكروية كانت حاضرة في مباراة الدفاع والأهلي التي شهدت حضورا جماهيريا غفيرا اعتبر الأعلى في تاريخ النادي، وقد تزامنت هاته المباراة القارية مع افتتاح «الفيراج» الشمالي لملعب العبدي الذي امتلأت مدرجاته عن آخرها بجماهير ساهمت بشكل كبير في إذكاء حماس اللاعبين، بشريا خاض الفريق الجديدي اللقاء بتشكيلة مغايرة لتلك التي شاركت في الذهاب بالقاهرة، حيث استنجد المدرب بن شيخة بفليسات الذي غاب عن المنافسات لأزيد من من موسم ونصف، وأقحمه في الرواق الأيمن مكان صعصع المصاب، كما تم الزج بالغيني سوماح نابي كأساسي بدلا من نناح الذي جلس في دكة البدلاء إلى جانب المهاجم الغابوني لونغوالما، بالمقابل حافظ مدرب الأهلي محمد يوسف على نفس التشكيل، باستثناء متغير بشري واحد وهو عودة حسام عاشور لدعم خط الوسط، وآثر الإبقاء على ناجي جدو والهداف عمرو جمال في كرسي الإحتياط، وهي خيارات تكتيكية من المدرب المصري الذي كان يسعى أساسا إلى  الحفاظ على مكسب الذهاب، عبر السيطرة على وسط الميدان وتضييق الخناق على الفريق الدكالي الذي كان مطالبا بتذويب فارق الهدف الوحيد، لذلك بادر إلى الهجوم بحثا عن هدف مبكر يحرر لاعبيه وجماهيره من الضغط النفسي، إلا أن ذلك كان يبدو صعب المنال، نظرا للنهج التكتيكي الصارم ومبدأ الأمان الذي اعتمده الفريق المنافس، حيث لعب بهدوء كبير ولم يكن يجازف على مستوى البناءات الهجومية، مما مكنه من امتصاص حماس المحليين الذين تسيدوا معظم أطوار المباراة وكانوا أكثر احتكارا للكرة، لكن غابت الفعالية المطلوبة عن خطي الوسط والهجوم، إذ لم يقدم الغيني سوماح نابي الذي خاض اللقاء وهو يجتر آلام الإصابة، الإضافة المرجوة لفارس دكالة، مما دفع المدرب بن شيخة إلى تعويضه بالغابوني لونغوالما قبل دقيقتين نهاية الجولة الأولى التي انتهت كما بدأت على إيقاع البياض.

إنتفاضة دكالية

خلال الفصل الثاني من المباراة، تحسن أداء الفريق الجديدي بشكل كبير، خاصة بعد دخول الثعلب يوهان لونغوالما الذي خلق رفقة حذراف متاعب كبيرة لدفاع الأهلي، خاصة وأن اللاعبين يتميزان بالسرعة والقدرة على الإختراق من مختلف الجبهات، وحملت الدقيقة (61) أخبارا سارة للدكاليين، إثر إعلان الحكم التونسي محمد سعيد الكردي عن ضربة جزاء مشروعة بعدما تعمد الظهير الأيسر المصري قناوي عرقلة المدافع الجديدي افليسات، نجح من خلالها المدفعجي شاكو في توقيع الهدف الأول لفريقه والذي ألهب حماس الجماهير في المدرجات، هذا السبق الرقمي بقدر ما أربك حسابات المصريين، فقد منح جرعة معنوية قوية لرجال بن شيخة الذين واصلوا طلعاتهم الهجومية سعيا وراء إحراز هدف ثان يمكنهم من حسم التأهيل لصالحهم، وهو ما تأتى لهم في الدقيقة (77) إثر مجهود فردي للزئبق زكرياء حدراف الذي انسل من الجهة اليسرى ومن زاوية مغلقة هيأ كرة على طبق من ذهب للاعب لونغوالما الذي أودع الكرة بكل سهولة داخل الشباك موقعا الهدف الثاني للدفاع الجديدي، وجنى في نفس الوقت على نفسه وعلى فريقه بتلقيه بطاقة صفراء ثانية بعد خلعه القميص احتفالا بالهدف، وهي الحركة كلفته الطرد من المباراة.

رؤوف أجهض حلم الجديديين

أمام هاته النتيجة السلبية، لم يكن أمام الفريق المصري من خيار في ما تبقى من دقائق هاته المواجهة سوى الضغط على الزناد للعودة في النتيجة، مستغلا النقص العددي للجديديين بعد طرد مهاجم الدفاع لونغوالما الذي وضع زملاءه في ورطة حقيقية، ولزيادة النجاعة الهجومية وتعزيز حظوظ فريقه في الوصول إلى مرمى الحارس لعروبي، عمد محمد يوسف المدير الفني للأهلي إلى إقحام على التوالي الهداف عمرو جمال وصبري رحيل وناجي جدو، في حين تراجع فرسان دكالة إلى الخلف للدفاع عن هدفي الإمتياز، حيث قاوموا ببسالة الهجومات المسترسلة للفراعنة قبل أن يستسلموا في الأنفاس الأخيرة من الوقت بدل الضائع من المقابلة التي لم يحسنوا تدبيرها بطريقة احترافية، بعدما تلقوا هدفا قاتلا وقعه اللاعب أحمد رؤوف الذي أجهض حلم الدكاليين الذين كانوا يمنون النفس بدخول التاريخ من الباب الواسع عبر بوابة الأهلي الذي تأهل بشق الأنفس إلى دوري المجموعتين لكأس (الكاف) التي يطمح للفوز بها لتعويض خروجه المهين والمبكر من دوري أبطال إفريقيا.

ملعب العبدي بالجديدة: أحمد منير ـ عدسة: ع.بادو

قالوا بعد المباراة

عبد الحق بن شيخة:

الإرهاق وتراكم المباريات أفقدا اللاعبين تركيزهم في آخر الدقائق

«بكل صراحة صدمتنا كانت قوية، لأن الطريقة التي أقصي بها الدفاع الجديدي كانت قاسية جدا، طلبت من اللاعبين بتقديم أداء مشرف أمام نادي القرن بغض النظر عن النتيجة التي أخذت على عاتقي مسؤوليتها، قدم «الأولاد» ما كان منتظرا منهم بتوقيعهم لهدفين في الجولة الثانية، وكان بالإمكان إضافة على الأقل هدفين محققين، لكن ارتكبنا أخطاء قاتلة، كما كان الشأن في الذهاب، وتلقينا هدفا قاتلا في آخر الأنفاس أجهض أحلامنا في مواصلة المغامرة الإفريقية، وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا السيناريو، وهو ما حز في نفسي كثيرا، لكن قدر الله ما شاء فعل، لأن فقدان التركيز يعزى بالأساس إلى الإرهاق وتراكم المباريات، بغض النظر عن النتيجة، لا يمكنني إلا أن أكون راضيا على أداء فريقي، إذ دافع اللاعبون بكل شراسة عن ألوان الدفاع ومعها سمعة الكرة المغربية، أتمنى أن تتواصل مشاركة الفريق الجديدي بصفة متتالية في المنافسات الخارجية لكي يكتسب اللاعبون الخبرة القارية الكافية التي رجحت كفة الأهلي في هذا اللقاء، ألتمس العذر من الجمهور الدكالي الذي حضر بأعداد غير متوقعة وشجع فريقه بكل الوسائل، كما أدعوه كذلك إلى مواصلة التشجيع حتى يحافظ الدفاع الجديدي على تألقه ويحقق مزيد من النتائج الطيبة مستقبلا، ولا أنسى أن أهنئ أيضا الأهلي على تأهله لدور المجموعتين». 

محمد يوسف مدرب الأهلي:

طرد مهاجم الدفاع سهل مأموريتنا في المباراة

«لعبنا المباراة أمام الدفاع الحسني الجديدي بخطة تكتيكية محكمة، حرمنا الحكم التونسي خلال الدقائق الأولى من اللقاء من ضربة جزاء مشروعة لو احتسبها لحسمنا النتيجة لصالحنا بنسبة مائوية كبيرة، الفريق المنافس قدم أداء جيدا، خاصة في الشوط الثاني بعد تسجيله للهدف الأول من نقطة الجزاء التي مما حرر لاعبيه من الضغط النفسي وأضافوا هدفا ثانيا، لكننا رغم ذلك لم ننزل أيدينا، وكنت على يقين بعد طرد المهاجم الإفريقي في صفوف الدفاع الجديدي بأننا سننرجع في النتيجة لأنه سهل مأموريتنا في المباراة، والحمد لله تمكننا من توقيع هدف الخلاص في الوقت بدل الضائع، وأنا سعيد جدا بهاته النتيجة الطيبة، بصراحة نحن لسنا متعودين على هاته المسابقة القارية، لأن كل تركيزنا كان منصبا على بطولة أبطال إفريقيا التي أحرزنا لقبها في ثماني مناسبات، وقد سبق وأن شاركنا في كأس (الكاف) وخرجنا منها في الأدوار الأولى، لكن هذه المرة سنتعامل معها بالجدية المطلوبة، لأننا نراهن عليها لتعويض خروجنا المبكر من عصبة الأبطال، ونحن نناقش مباراة بمباراة، وعلينا أن نعد العدة من الآن لدوري المجموعتين، وهناك متغيرات بشرية كبيرة ستطرأ على نادي الأهلي في الأيام القادمة، حيث سنعمل على ضم عناصر جديدة ستعطي لا محالة الإضافة المرجوة للنادي، ولا تفوتني الفرصة لأهنئ الدفاع الجديدي على أدائه المتميز رغم الإقصاء، لأنه يتضح جليا أن بصمة المدرب عبد الحق بن شيخة حاضرة داخل الفريق وأتمنى له مسيرة موفقة في منافسات الدوري المغربي».

وائل جمعة العميد الأهلي:

الدفاع الجديدي خلق لنا متاعب كبيرة

«في الحقيقة تأهلنا لم يكن سهلا أمام الدفاع الحسني الجديدي الذي خلق لنا متاعب كبيرة، كان قريبا من حجز بطاقة التأهل، لأنه كان متقدما بهدفين نظيفين، لكن نادي الأهلي آمن بحظوظه إلى آخر دقيقة وتمكن من توقيع هدف مكننا من المرور إلى دوري المجموعتين لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي سننافس بقوة باقي الأندية المتأهلة من أجل إحراز لقب هاته المسابقة الذي ظل عصيا على الأندية المصرية، ومن ثمة تعويض خروجنا من دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم».

إبراهيم النقاش المحراث الدكالي:

النقص العددي رجح كفة الأهلي

«أتأسف كثيرا لإهدارنا فرصة التأهل إلى دوري المجموعتين لكأس (الكاف)، لأننا بشهادة الجميع كنا الأفضل على رقعة الميدان من الفريق المصري، وكنا سباقين إلى التهديف في مناسبتين، لكن النقص العددي أثر علينا كثيرا ورجح كفة الأهلي الذي سجل هدفا قاتلا في آخر أنفاس اللقاء، والذي حكم على الدفاع الجديدي الخروج من هاته المسابقة القارية التي كنا نطمح للذهاب فيها بعيدا، علينا نسيان هذا الإخفاق بسرعة، والتركيز على لقاءات الدوري المغربي للمنافسة على المراتب المتقدمة التي تخول لنا المشاركة في إحدى المسابقات الخارجية الموسم القادم».

الحارس الدولي المصري السابق نادر السيد:

الزاكي هو الرجل الأصلح لقيادة منتخب الأسود

أكد الحارس الدولي المصري السابق نادر السيد مساندته للإطار التقني الزاكي بادو لقيادة سفينة المنتخب الوطني المغربي خلال المرحلة المقبلة، وقال السيد الذي يشغل عضو مجلس إدارة نادي الأهلي ورئيس لجنة التسويق في تصريح خاطف لصحيفة «المنتخب» بعد المباراة التي جمعت الدفاع الجديدي بنادي القرن، أنه يدعم بشكل كبير الإطار المغربي الذي برأيه هو الأصلح في الفترة الحالية لتدريب أسود الأطلس، وأردف الحارس السابق للفراعنة قائلا: «بحكم تتبعي لشؤون الكرة المغربية، وتربطني علاقة صداقة مع نجوم مغاربة كبار، أمثال عزيز بودربالة، مصطفى حجي وآخرين، هناك مدربين أكفاء في مقدمتهم الزاكي بادو الذي يبدو في اعتقادي الشخصي أنه رجل المرحلة المقبلة، لمعرفتي الكبيرة بكفاءة الرجل الذي أدخل الفرحة في قلوب المغاربة عام 2004، وثانيا لكون الأطر الأجنبية التي تعاقبت على تدريب أسود الأطلس في السنوات الأخيرة فشلت فشلا ذريعا في مهمتها التقنية، آخرها البلجيكي إريك غيرتس الذي لم يقدم شيئا للمنتخب، لذلك على المسؤولين الحاليين بجامعة الكرة أن يضعوا الثقة في الإطار الوطني لأنه هو أدرى من غيره بخبايا وشؤون الكرة المغربية والقادر على قيادتها نحو مدارج التألق».

أ.منير

الدفاع الجديدي ـ الأهلي المصري: 2ـ1

إياب دور الثمن النهائي مكرر كأس الاتحاد الإفريقي

السبت 26 أبريل 2014

الملعب: العبدي بالجديدة

الجمهور: حوالي 15000

الحكم: محمد سعيد الكردي (تونس)

الشوط الأول: 0ـ0

الأهداف: شاكو (د61 ض.ج) لونغوالما (د77) د.الجديدي 

أحمد رؤوف (90 + 4) الأهلي

الإنذار: لونغوالما (د.الجديدي) ـ قناوي (الأهلي)

الطرد: لونغوالما (د78) د.الجديدي

د.الجديدي: لعروبي ـ افليسات ـ الغريب ـ أكردوم ـ شاكو ـ الهيلالي (نناح د66) ـ النقاش ـ كادوم ـ قرناص ـ نابي (لونغوالما د.43) ـ حدراف 

المدرب: عبد الحق بن شيخة

ADVERTISEMENTS

الأهلي المصري: أكرامي ـ ربيعة ـ قناوي ـ جمعة ـ سمير ـ عاشور ـ تريزيغي  ـ السعيد ـ رؤوف ـ إيدان (زكي د88) ـ مانغا (جمال د68)

المدرب: محمد يوسف