المنتخب: منعم بلمقدم
هي النسخة 12 ما يعني أنه التقليد رقم 2 في العقد الثاني لـمسابقة تكسب يوما بعد يوما مصداقية ومكانا مميزا بساحة الإستفتاءات والجوائز الفردية، في ظل الصمود الوحيد لجوائز «الكاف» وهو ما منح جائزة الأسد الذهبي مكانا مميزا نال تقدير لاعبي القارة وسفراؤها بمختلف البطولات الأوروبية وأكسب الجائزة إحتراما وتقديرا لأسباب عدة، منها صمودها وأساس النشأة الذي جاء ليكافئ سخاء لاعبين ينافسون ببطولات القارة العجوز ولا يتوفرون على أدنى حظ للمنافسة على جوائز الكرة الذهبية الأوروبية في ظل السطوة الـمجنونة للماردين ميسي ورونالدو.
كما كسبت جائزة الأسد الذهبي قيمتها ومرجعيتها من خلال قيمة الـمشاركين في الإستفتاء ومن خلال قوة الحضور الإعلامي وعدد المنابر وحتى مصداقية الأجهزة.
لكل هذا تحضر جائزة الأسد الذهبي التي تبنتها صحيفة «الـمنتخب» وحضنتها بمنتهى الحب والمودة، كأقوى الجوائز التي صار لها إشعاعها وامتدادها واسمها بالساحة القارية أولا وحتى العالمية طالما أنها جاءت لتضع كبار اللاعبين الأفارقة في برواز الإستحقاق والتوشيح الذي يستحقونه ويزيدهم اعتزازا لانتمائهم لقارة ومحيط يواكب مستوياتهم؟.
«الكان» رجح كفة الفيل
ولأنه في السنة التي تشهد مسابقة «الكان»، غالبا ما تميل الكفة للاعب الهلامي داخل المنتخب المتوج، فقد كانت الترشيحات تصب مرة أخرى في خانة اللاعب الإيفواري الوديع يايا توري والذي قاد لاعبي الجيل الحالي لتتويج طالما لاحقوه وتعبوا من أجل بلوغه، وهو ثاني لقب في تاريخ منتخب الفيلة.
توري الفائز بالجائزة في مناسبتين ظل حاضرا وبقوة ضمن خانة الأبرز للتتويج وواحد من أكثر المعنيين باللقب الثالث لـمحاكاة ما فعله الأسطورة الكامروني إيطو والإقتراب بلقب من رفيق الدرب ديديي دروغبا.
غير أنه وخلافا لما حدث في سابق المناسبات حين كان المتوج (دروغبا وإيطو) يجمعان بين الإنجاز مع المنتخب الوطني والمسار الموفق مع فرقهما (مانشستر سيتي وبرشلونة)، فقد خان الحظ هذه السنة رفقة السيتزن ولم يلمع كما كان الوضع سابقا، وحتى تأثيره على منظومة ناديه قلت ولم يحقق أي من الألقاب وهو ما أفقد توري بعض النقاط الحاسمة والتي ستفرز وافدا جديدا ونجما مميزا وساطعا بسماء القارة العجوز اسمه أوباميانغ نجم المنتخب الغابوني والذي سيكسر سطوة وهينة لاعبي الفيلة باسم الألمعية الفردية والأداء الهلامي رفقة دورتموند بألمانيا.
الفهد أوبا يكسر القاعدة
تميزت جائزة الأسد الذهبي بحضور 5 لاعبين على امتداد 11 نسخة استطاعوا التتويج بالوشاح واللقب، من جنسيات مختلفة وإن تحكم بزمام الأمور لاعبو منتخب كوت ديفوار (6 ألقاب لدروغبا وتوري) و3 للكامروني إيطو ولقب للمصري أبو تريكة ولقب للمالي كيتا، وليدخل على خط الموشحين هذه المرة الغابوني بيير أوباميانغ، الذي شكل حالة فريدة واستثنائية من خلال الطريقة التي استطاع من خلالها سحب البساط من تحت أقدام منافسيه.
غياب منتخب الغابون عن واجهة التألق بـ «الكان» الأخير ألزم الفهد أوباميانغ بذل مجهود خرافي وأرقام فردية كي يعتلي الصدارة ويبسط القبضة على الأسد الذهبي.
و بالفعل كان لظهوره اللامع الموسم المنصرم وهو يتحمل رفقة الـمدرب الداهية يورغن كلوب عناء إنقاذ دورتموند من مخالب الهبوط للقسم الثاني بالبوندسليغا بعد إياب خرافي سجل من خلاله 16 هدفا، قبل ان ينفجر الموسم الحالي من خلال المسار الخرافي الذي وقع عليه متجاوزا أساطير القارة العجوز وكبار هدافيها (رونالدو وميسي وليفاندوفسكي وأغويرو وحتى طوماس مولر).
19 هدفا رصيد هداف البوندسليغا وهو بذلك أكبر هدافي البطولات الأوروبية الكبيرة، إضافة لمساهماته الكبيرة على مستوى اللمسة الأخيرة، فرضت كسر قاعدة الإنجازات الجماعية وحكمت لفائدة أوباميانغ باللقب وبمنتهى الإستحقاق.
كبار أوروبا على باب النفاثة
أن يتصدر لاعب إفريقي قائمة الهدافين في بكولة من البطولات الأوروبية الكبيرة فهذا أمر جد عادي،و حدث مع إيطو و دروغبا مرارا، لكن ما ليس عاديا هو أن يتصدر أوباميانغ القائمة والبوندسليغا لم تنتصف بعد وبرصيد 19 هدفا ما يجعله مرشحا لبلوغ رقم 40 هدفا في هذه البطولة وتجاوز الأرقام الخرافية للأسطورة جيرد مولر بل سيتجاوز أرقام هدافين كبارا مروا من سماء هذه البطولة مثل الهولندي روي ماكاي وغيرهم.
ما حققه أوباميانغ وهو يتصدر الأحداث ويتجاوز الصاروخ البولندي ليفاندوفسكي والـمارد الألـماني طوماس مولر الشيء الذي استفز مكونات بايرن ميونيخ وحتى نجم ليفركوزن اللاعب المكسيكي خافيير هيرنانديز، فرض متابعة دقيقة لمسار النجم الإفريقي من كبار فرق أوروا وفي المقدمة برشلونة ومانشستر يونايتد بل ذهبت تقارير لربط غوارديولا المدرب المرتقب والقادم لمانشستر سيتي بصفقة ضم هذا الفتى الذي يفيض الحماس ويصر على كتابة اسمه بمداد من ذهب بين الأساطير الكبار للقارة.
لكل هذا، استحق بيير جائزة الأسد الذهبي بعد سباق مثير مع النجم الإيفواري توري انتهى بتتويج مهم سيشكل للاعب الغابوني عبئا كبيرا كي ينافس على جائزة الكاف ولم المنافسة على الكرة الذهبية الأوروبية والحذاء الذهبي الأوروبي.
العرب يتجرأون قليلا
حتى وإن تراجعوا بعض الشيء بعدما احتل بنعطية والإبراهيمي على التوالي الوصافة في النسخة الأخيرة، إلا أن حضورهم هذه المرة في الخط المستقيم وبعدد وافر (5 لاعبين من بين العشرة) الذين صمدوا حتى النهاية، أكد صحوة وانتعاشة حضور العرب في كبريات البطولات الأوروبية.
جزائريان (محرز اللامع مثل الذهب في نصف السنة الأخير والفنان براهيمي) خليفة مادجر ببورطو البرتغالي، والتونسي عبد النور الذي وقع على صفقة العمر باللعب لفالنسيا وترك موناكو والمغربي بنعطية بجانب المتألق المصري صلاح ساحر الكالشيو، زكى الترشيحات التي تصب لمصلحة فرسان العرب في كسر سيطرة لاعبي جنوب القارة في انتظار التألق رفقة منتخبات بلدانهم بالواجهات الرسمية (قاريا وعالـميا).
حضر بنعطية ثالثا بجدارة كبيرة وعوض محرز براهيمي في طابور الصدارة ونافس عبد النور بشرف في بعض الإستفتاءات وإن كان تواضع الفراعنة قد انعكس على تموقع صلاح.
ورغم كل ذلك قدم المحترفون العرب مؤشرات طيبة لما يمكن أن يكون عليه الوضع بالمستقبل القريب وكل ذلك مرهون بإنجاز كبير يلخصه الفوز بلقب أغلى كأس أوروبية عصبة الأبطال الكفيلة برفع صاحبها فوق الجميع.
القيصر ضحية إيبولا
لم يكن بالإمكان أفضل مما كان للنجم الـمغربي الـمميز الـمهدي بنعطية الذي تخلف عن سباق الصدارة لأسباب منطقية تراوحت بين ما هو ذاتي محظ مرتبط بغيابه عن كثير من المواعيد الهامة والمباريات الفاصلة لفريقه بايرن ميونيخ بسبب الإصابات المتلاحقة، وبين السبب الأهم والأكثر تأثيرا لبقائه ثالثا وهو غياب الأسود عن الكان بسبب إييولا، ما فرص على المنتخب الوطني خوض نزالات ودية كثيرة ما كان لها لتغير من واقع اللاعب شيئا.
عطالة الأسود وابتعادهم عن المحفل القاري الأهم المتمثل في كأس إفريقيا للأمم كان له بالغ الأثر إذن في بقاء عميد الفريق الوطني ثالثا، وكان العامل الكفيل بحسم وترجيح الكفة هو الفوز بلقب عصبة الأبطال رفقة البايرن، وهو ما لم يتأت للأسف للاعب المغربي وإن كان قد طبع نصف نهائي المسابقة الأوروبية ببصمته الخاصة من خلال هدفه التاريخي والمميز بمرمى برشلونة.
هكذا إذن قلصت إيبولا حظوظ بنعطية في المنافسة على اللقب وحرمته من أن يكون اللاعب المغربي الأول في تاريخ المسابقة الذي يتجرا على حيازتها والإبقاء عليها بالـمغرب.
ترتيب الأسد الذهبي 2015
1 ـ بيير أوباميانغ: 134 + 18 = 152 نقطة
2 ـ يايا توري: 130 + 15 = 145 نقطة
3 ـ الـمهدي بنعطية: 96 + 30 = 126 نقطة
4 ـ رياض محرز: 48 + 25 = 73 نقطة
5 ـ أندري أيو: 36 + 4 = 40 نقطة
6 ـ ياسين إبراهيمي: 22 + 20 = 42 نقطة
7 ـ أيمن عبد النور: 16 + 6 = 22 نقطة
8 ـ سيرج أوريي: 12 + 8 = 20 نقطة
9 ـ محمد صلاح: 10 + 12 = 22 نقطة
10 ـ كواسي جيرفينيو:6 + 10 = 16 نقطة
السجل التاريخي للأسد الذهبي
- 2004 الأسد الذهبي (صامويل إيطو)
1ـ صامول إيطو (الكامرون ـ برشلونة) 156 نقطة
2ـ ديديي دروغبا (كوت ديفوار ـ تشيلسي) 116 نقطة
3ـ مروان الشماخ (المغرب ـ بوردو) 50 نقطة
- 2005 الأسد الذهبي (ديديي دروغبا)
1ـ ديديي دروغبا (كوت ديفوار ـ تشيلسي) 146 نقطة
2ـ صامويل إيطو (الكامرون ـ برشلونة) 144 نقطة
3ـ ميكائيل إيسيان (غانا ـ تشيلسي) 54 نقطة
4ـ مروان الشماخ (بوردو المغرب) 34 نقطة
- 2006 الأسد الذهبي (ديديي دروغبا)
1ـ ديديي دروغبا (كوت ديفوار ـ تشيلسي) 118 نقطة
2ـ صامويل إيطو (الكاميرون ـ برشلونة) 102 نقطة
3ـ محمد أبوتريكة (مصر ـ الأهلي) 65 نقطة
6ـ مبارك بوصوفة (المغرب ـ أندرلخت) 3 نقاط
- 2007 الأسد الذهبي (ديديي دروغبا)
1ـ ديديي دروغبا (كوت ديفوار ـ تشلسي) 140 نقطة
2ـ عمر كانوطي (مالي ـ إشبيلية) 91 نقطة
3ـ يوسف حجي (المغرب ـ نانسي) 33 نقطة
- 2008 الأسد الذهبي (محمد أبوتريكة)
1ـ محمد أبوتريكة (مصر ـ الأهلي) 146 نقطة
2ـ إيمانويل أديبايور (الطوغو ـ أرسنال) 110 نقطة
3ـ عمرو زكي (مصر ـ ويغان) 73 نقطة
4ـ طارق السكتيوي (المغرب ـ بورطو) 49 نقطة
- 2009 الأسد الذهبي (صامويل إيطو)
1ـ صامويل إيطو (أنتيرميلانو ـ الكامرون) 156 نقطة
2ـ ديديي دروغبا (تشيلسي ـ كوت ديفوار) 86 نقطة
3ـ مروان الشماخ (بوردو ـ المغرب) 80 نقطة
- 2010 الأسد الذهبي (صامويل إيطو)
1 ـ صاوميل إيطو (أنتير ميلانو ـ الكامرون) 172 نقطة
2ـ جيان أساموا (ساندرلاند ـ غانا) 100 نقطة
3ـ مروان الشماخ (أرسنال ـ المغرب) : 62 نقطة
- 2011 الأسد الذهبي (سيدو كايتا)
1 ـ سيدو كيتا (برشلونة الإسباني ـ مالي): 138 نقطة
2ـ يحيى توري (مانشستر سيتي ـ كوت ديفوار) 92 نقطة
3ـ المهدي بنعطية (أودنيزي الإيطالي ـ المغرب) : 74 نقطة
- 2012 الأسد الذهبي (ديديي دروغبا)
1ـ ديديي دروغبا (كوت ديفوار ـ شانغهاي): 181 نقطة
2ـ يحيى توري (كوت ديفوار ـ مانشستر سيتي): 156 نقطة
3ـ يونس بلهندة (المغرب ـ مونبوليي): 86 نقطة
- 2013 الأسد الذهبي (يايا توري)
1ـ يحيى توري (مانشستر سيتي ـ كوت ديفوار): 207 نقطة
2 ـ المهدي بنعطية (أس روما ـ المغرب): 82 نقطة
3 ـ محمد أبوتريكة (الأهلي ـ مصر): 78 نقطة
- 2014 الأسد الذهبي (يايا توري)
1 ـ يايا توري (مانشستر سيتي ـ كوت ديفوار): 182 + 18 = 200 نقطة
2 ـ ياسين براهيمي (بورطو ـ الجزائر): 160 + 30 = 190 نقطة
3 ـ المهدي بنعطية (باييرن ميونيخ ـ المغرب): 102 + 25 = 127 نقطة