الحضور بـ «الشان» هو أجمل مكافأة لتضحيات تحملتها في صمت
الفتح لا يمزح والدرع هدف وليس مناورة
الركراكي محترف كبير وفاخر أسطورة وشهادتي فيهما مجروحة
تعذبت في مشواري وأجمل قرار اتخذته كان توقيعي للفتح 

المنتخب: منعم بلمقدم
في عز الحديث عن وجود أزمة حراس بالمغرب، تظهر بين الفين والآخر فلتات لحراس يقدمون أنفسهم بالشكل اللائق ويكشفون عن جانب مهاري يستحق المتابعة.
عبد الرحمان الحواصلي بصم في السنة التي طوت آخر صفحاتها مؤخرا عن حضور مميز وعن ردود فعل قوية وثبات على نفس المستوى ولفترات طويلة.
الحواصلي كان قريبا جدا من الإطاحة بالرقم الصامد للشادلي على مستوى عذرية مرماه قبل أن تحرقه نيران صديقة للاعبي فريقه السابق (الكاك)، ورغم ذلك فأرقام عبد الرحمان المميزة تلخص حقيقة واحدة وهي أنه « النامبر وان» حاليا بالبطولة والقفاز الأكثر إستحقاقا لمكانه رفقة المحليين بجانب انتظام أداء بورقادي.
عن صعوبات البداية ورهانات الحاضر وطموحات المستقبل يتحدث الحواصلي كما لم يفعل من قبل بهذا الحوار:
الـمنتخب: كنت قريبا جدا من بلوغ رقم مهم بالبطولة الإحترافية وهو أن تواصل الصمود لدورات إضافية كي تحقق معادلة ننتظر سنوات لتتكرر وهي بلوغ 1000 دقيقة من دون هدف، كيف تفاعلت مع تطورات الوضع؟
عبد الرحمان الحواصلي: صدقني لم أكن أفكر في هذا الوضع على الإطلاق، شغلي الشاغل والهم الأكبر الذي كان يراودني كل مباراة هو أن أقود فريقي الفتح لتحقيق انتصارات متتالية وأن أساعده قدر ما أستطيع.
بالنسبة لي مثل هذه الأرقام الفردية وعلى الرغم من كونها تلازم اللاعب في مساره ويتم حفظها بالسجلات إلا لم تكن في يوم من الأيام هاجسي الأول.
رغم كل هذا فما تحقق وبقائي من دون هدف لما يقارب 700 دقيقة كان بالنسبة لي حدثا طيبا و حافزا لتقديم الأفضل لأن العبء صار ثقيلا ولا يمكن أن أتراجع للخلف بعد الذي حدث.
الـمنتخب: هل تشاطر من يصف السنة التي مرت على أنها الأفضل على الإطلاق في مشوارك ؟
عبد الرحمان الحواصلي: هذا لا شك فيه وأمر محسوم فيه أيضا، فالسنة التي انتهت مؤخرا كانت مميزة على كافة الـمستويات بما فيها النصف الأول الذي أمضيته مع النادي القنيطري وانتظامي على مستوى الحضور  الأداء.
توقيعي للفتح شكل نقلة كبيرة في مساري كحارس واعتبره أكثر القرارات صوابا على الإطلاق، كانت أمامي عروض وخيارات كثيرة لكني لدغت بما يكفي في السابق ولم يكن واردا أمامي أن أخطأ مرة أخرى.
الأرقام تتحدث وتلخص تميز السنة ولله الحمد والتتويج كان بالتحاقي بالمنتخب المحلي وهو شرف كبير كافأ تضحيات كثيرة عشتها و يجهلها المتتبع لمساري؟
الـمنتخب: هل لك أن توضح لنا ما الذي تقصده بهذه التضحيات؟
عبد الرحمان الحواصلي: مشواري كحارس مليء بالمطبات والصعوبات، فقد كان التزامي بالـمهنة «الدرك الـملكي» سببا في قطيعة امتدت لـ 4 سنوات بيني وبين الكرة.
فترة كهاته تعني نهاية الخدمة ونهاية الممارسة ومن يريد أن يحيى من جديد عليه أن يبذل مجهودا مضاعفا وهو ما تم لاحقا بعدما اخترت الإنطلاق من فرق تضمن لي فرص المشاركة والظهور بانتظام ولدقائق أكثر، فلعبت لفريق اتحاد الخميسات بقرار من رئيس الفريق آنذاك السيد الكرتيلي.
الخميسات كانت يومها في أوج قوتها ونافست الجيش على اللقب ورغم ذلك ربحت رسميتي لمباريات على حساب حارس كان بقمة مستواه وهو بادة.
لعبت لـ «الكوديم» وقاومت وتحملت داخل الرجاء والجيش الكثير ولازمت الإحتياط لاعتبارات بعيدة عن الكفاءة ولا أود الدخول في تفاصيلها.. كل هذا إذا ما وضعته بقالب المقارنة مع الحصاد الذي أربحه حاليا وهو توفيق من الله يجعلني فخورا بما حققته بل أعتبر ما بلغته حاليا معجزة.
الـمنتخب: ألم يكن لبعض اختياراتك الخاطئة دور في تأخر تألقك؟
عبد الرحمان الحواصلي: بالفعل هذا صحيح، لكن أتحدى أي لاعب أو حارس أن يرفض عروضا من فرق الجيش الملكي والرجاء البيضاوي حين تطلبك بالإسم.
فقد حدث وأن رغب الفريق العسكري في توقيعي وقام بضمي من الرجاء وكنت أحمل بداخلي كل مرة إصرارا على ربح تحدي الرسمية، لكن اصطدمت كما قلت لك بوقائع لا أود الدخول في تفاصيلها وهو ما جعلني أراجع إختياراتي اللاحقة وتوفقت بالفعل في تجاوز بعض الأخطاء على مستوى حسم القرار.
الـمنتخب: ما الذي مثله  بالنسبة لك اللعب بالنادي القنيطري؟
عبد الرحمان الحواصلي: أشكرك على إثارة هذا السؤال، لأتوجه بالشكر لكل فعاليات مسؤولي وخاصة خاصة جماهير النادي القنيطري على الدعم الذي خصوني به طوال الفترة التي قضيتها داخل هذا الفريق.
داخل «الكاك» استعدت متعة اللعب بانتظام والرسمية والحضور كل المباريات ومؤكد أن ما بلغته اليوم من استقرار وثبات في المستوى أدين به وبشكل كبير لمروري من النادي القنيطري.
الـمنتخب: قبل توقيعك للفتح كان مطروح أمامك عرض قوي بالعودة للجيش الملكي بقرار ومراسلة رسمية من مسؤوليه لمسؤولي (الكاك)، لـماذا لم تعد للفريق العسكري وتضرب عصفورين بحجر وتثبت أنك تعرضت للظلم في تجربتك السابقة معه؟
عبد الرحمان الحواصلي: بالفعل حدث هذا ولم يكن عرض الفريق العسكري هو الأول والوحيد الذي استقبلته، إلا أنني فكرت كما قلت مطولا وبتركيز شديد هذه المرة لأني بلغت سنا ومرحلة لم يكن مسموحا  لي بالخطأ فيها.
بعد الذي تحقق داخل النادي القنيطري العودة والتراجع للخلف بالنسبة لي هو نهاية مبكرة لمشواري، لذلك راجعت نفسي مطولا وخلصت إلى أن التوقيع للفتح هو قرار العقل والقلب ولم أخطئ بالمرة والحمد لله الوقائع أنصفتني وأكدت لي أنه  أجمل قرار بل القرار الصائب الذي اتخذته في مشواري كحارس.
الـمنتخب: ما الذي وجدته بالفتح ولم تجده بفرق أخرى؟
عبد الرحمان الحواصلي: الفتح هو الفريق الذي يتمنى أي لاعب حاليا بالبطولة التوقيع بكشوفاته، مع احترامي الكبير للفرق التي سبق لي وأن مررت منها والفرق التي لم ألعب لها.
الفتح أكثر هيكلة وأكثر ضمانا للهدوء للاعب الممارس الذي يحمل ألوانه والفريق الذي يشعرك بالراحة ويجبرك على التفكير في الكرة وليس شيئا آخر وهذا ساعدني كثيرا على تقديم مستويات متميزة هذا الموسم.
الـمنتخب: أي دور لعبه الركراكي على مستوى استقطابك للفريق؟
عبد الرحمان الحواصلي: الركراكي مدرب محترف وشخص رائع قبل كل هذا وشخص يتميز بقوة الإقناع ولغة الحوار الراقي لكونه لعب على أعلى مستوى بالإحتراف ومر من تجارب دولية مهمة.
بالفعل السيد الركراكي كان له دور كبير على مستوى حسم قراري اللعب للفتح بجانب مسؤولي الفريق والذي أقدم في حقهم شهادة للتاريخ وهو كونهم على درجة كبيرة من المسؤولية والإحترافية.
الـمنتخب: قدم فريقكم هذا الموسم مستويات رائعة بالبطولة هل من رسالة تودون تبليغها لباقي الفرق؟
عبد الرحمان الحواصلي: الرسالة واضحة وهي أن الفتح لا يمزح ولا يناور هدفنا واضح وهو المنافسة على اللقب وهو ما صرح به مدرب الفريق في كثير من المرات.
لا يوجد ما يخجلنا في قول هذا والتصريح بقوة طموحنا في التتويج لأننا نملك كل الـمقومات (إدارة في المستوى، ملعب رائع ومدرب ممتاز ولاعبون كبار) وحتى الجمهور يقدم لنا الدعم والهدوء الكافي فلماذا نتأخر على مستوى مناقشة حظ التتويج إذن؟
الـمنتخب: لكن نتائجكم مؤخرا تعرضت لهزة ملحوظة هل هو الضغط أم تربص الفرق بكم؟
عبد الرحمان الحواصلي: لا أعتقد أن هناك ضغوطات تحيط بنا كل ما في الأمر أن الإرهاق والتعب والإعداد الجيد للفرق التي تواجه الفتح.
ليست هنالك أزمة خسرنا أمام (الكاك) وتعادلنا أمام الكوكب بسبب سوء التركيز في لحظات مهمة من المباراتين ولا أرى أن هذا الأمر يستحق التهويل لأننا نملك مقومات النضج الكافي للتدارك.
الـمنتخب: إستدعاؤك للعب بالمنتخب المحلي والمشاركة في تصفيات (الشان) والعديد من المعسكرات ما الذي أضافه لرصيدك كحارس؟
عبد الرحمان الحواصلي: بكل تأكيد أضاف لي الكثير لأن صفة لاعب دولي يتمناها كل لاعب وتمثيل البلاد شرف يتمناه الجميع والحمد لله سنحت أمامي هذه الفرصة ومن طرف مدرب كبير أعتبره أسطورة وأصنفه ضمن خانة المدربين المميزين الذي يتشرف كل لاعب بالإستفادة من تجاربه المهمة والغزيرة وهو المثقل بالألقاب.
إستدعائي من طرف السيد فاخر يمثل أكبر تشريف لي لأنه مدرب لا يجامل ويدقق كثيرا في اختياراته ويحصي الكثير من الأمور، وأرى أني جد محظوظ بأن أشتغل مع مدربين كبيرين من طينة الركراكي وفاخر.
لو شاركت بـ «الشان» إن شاء الله سيكون ذلك أجمل مكافأة لمشوار استعرضته أمامكم فيه الكثير من التضحيات و مؤكد أن الدعوة ستكون مكافئة لسنوات من الجهد والنضال.
الـمنتخب: مساحة حرة للتعبير؟
عبد الرحمان الحواصلي: أتمنى صادقا أن ينال الفتح لقب بطولة هذا الموسم، وأتمنى أيضا حظا موفقا للمنتخب المحلي المغربي بـ «الشان»، وأملي كبير في أن تكون سنة 2016 مميزة وأن أحافظ فيها على الـمستويات التي أكسبتني ثقة الركراكي وفاخر وكانت منطلقا بتوثيق شهادة ميلاد جديدة بعد تضحيات كثيرة أرهقتني ونالت مني بعض الشيء.