أتمنى أن أصل إلى حل لتجديد عقدي مع الجيش لأن لا نية لي لمغادرته
لا نعاني في الهجوم وفريقنا بحاجة لصاحب التمريرة الحاسمة
دعوة فاخر جاءت في الوقت المناسب وأتمنى المشاركة في «الشان»
المنتخب: حاوره: عبداللطيف أبجاو
كثير هم اللاعبون الذين يتألقون في صمت ولا تستهويهم الأضواء، ويبقى المهاجم المتألق المهدي النغمي من طينة هؤلاء اللاعبين الذين بصموا على حضور جيد في السنوات الأخيرة مع الجيش، لاعب له حس هجومي ويهوى هز الشباك في أي مباراة، فأثمرت مجهوداته في السنوات الأخيرة بعد أن بات واحدا من المهاجمين المتألقين بالفريق العسكري، كما نال ثقة المدرب محمد فاخر الذي استدعاه لمعسكر المنتخب المغربي للمحليين الذي يستعد للمشاركة في كأس أمم إفريقيا للمحليين.
النغمي المشهود له بطموحه واجتهاده وأخلاقه العالية لا يريد التوقف عند هذا الحد، بل ما زال يحمل مجموعة من الأحلام التي يسعى تحقيقها مستقبلا، على أن الهاجس الذي يشغل أيضا باله هو تحديد مستقبله مع فريقه الجيش خاصة أن عقده سينتهي الصيف القادم، لذلك يسلط الضوء في حواره على هذا الموضوع إضافة إلى نقاط أخرى تطرق لها بصراحته المعهودة.
- المنتخب: بداية الجيش لم تكن ناجحة، إذ تأخرتم كثيرا وانتظرتم الدورة الخامسة لتسجلو أول انتصار لكم؟
النغمي: طبعا كان من اللازم علينا تجاوز الفترة العصيبة التي مررنا منها، كنا بحاجة للنقاط الثلاث للتوقيع على انطلاقتنا الحقيقية، تعرف أنه كلما تأخر الانتصار كلما زاد الضغط على الجميع، لذلك راهنا على ذلك وبحثنا عن الفوز الذي كان السبيل الوحيد ليخرجنا من دائرة النتائج السلبية التي سجلناها خاصة أن الجمهور العسكري كان من جانبه يضغط لنعود للسكة الصحيحة، الإنتصار الأول الذي حققناه كما تعلمون في مباراة حملت طابعا محليا، كانت أمام الفتح الذي يعتبر من أقوى الأندية هذا الموسم، حيث كان هذا الإنتصار فاتحة خير لانتصارات أخرى.
- المنتخب: الكثيرون يتحدثون عن ملعب الفتح بأرضيته السيئة، هل تعتقد أنه ساهم في النتائج المتواضعة التي سجلتم سواء في الموسم الماضي أو بعد انطلاق هذا الموسم؟
النغمي: الكل يجمع أن أرضية الملعب جد سيئة وتؤثر علينا كثيرا، خاصة أن فريقنا يملك لاعبين يتميزون بمهارات عالية، ناهيك أن الأندية التي نستضيفها لا تجد صعوبة كبيرة من أجل العودة بنتائج إيجابية، أعتقد أن هذا الملعب يشكل عائقا أمامنا ولا يساعد كثيرا على تسجيل أفضل النتائج، ومع ذلك نجتهد من أجل تجاوز مثل هذا المشكل، الحمدلله أن الأمور مرت بشكل جيد رغم أننا نتعذب كما تتابعون في كل المباريات التي نكون مستضفين فيها قبل تسجيل الإنتصارات.
لقد اشتقنا في الواقع لمركب مولاي عبدالله، لأننا استأنسنا به وبأجوائه، كما أن أرضيته جيدة مقارنة بملعب الفتح، داخله نشعر أكثر بأننا في قواعدنا، أكيد أن مجموعة من الأمور كانت ستتغير لو كنا نستقبل بهذا الملعب.
- المنتخب: الجيش عرف تغييرا أيضا على المستوى التسييري بعد أن تم اختيار رئيس جديد في شخص الكولونيل أبوبكر الأيوبي، هل تعتقد أن فريقكم كان بحاجة لهذا المنعرج الداخلي لاستعادة التوازن؟
النغمي: أولا، لا يمكن أن نبخس العمل الذي قام به المسيرون الذين رحلوا لأن الجيش يبقى قويا بمسؤوليه الذين نكن لهم كل الإحترام، طبعا الرئيس المنتدب الجديد الكولونيل الأيوبي جاء بتوجهات جديدة، ثم إن التغيير التسييري يبقى ظاهرة عادية في جميع الأندية التي تخضع لهذا المنطق، نحن كلاعبين علينا الإنخراط في كل المشاريع القادمة، وكذا عدم ادخار أي جهد من أجل تسجيل أبرز النتائج، خاصة أن إدارة الفريق توفر لنا كل الإمكانيات لتسجيل النتائج التي تنتظرها منا كل مكونات الفريق.
- المنتخب: بغض النظر عن نتيجة مباراة المغرب الفاسي، سجلتم ثلاثة انتصارات وتعادل، هل تعتقد أن الجيش تعافى من أزمة النتائج التي ضربته مع انطلاق البطولة؟
النغمي: أعتقد أن أي فريق إلا ويتمنى تسجيل نتائج إيجابية مثل التي سجلناها، عشر نقاط من أصل أربع مباريات تؤكد أن الفريق العسكري كما يقال سلَ الشعرة من العجين، لأنه لم يكن من السهل علينا أن نستعيد توازننا، بل لم يكن مقبولا منا أن نضيع وسط تلك النتائج السلبية في بداية البطولة، خاصة أننا عانينا الشيء الكثير في الموسم الماضي ولم نضمن بقاءنا إلا في الدورة ما قبل الأخيرة، فكان من اللازم تسجيل ذات النتائج الإيجابية، على أي حققنا الأهم كمرحلة أولى ولو أننا ما زلنا مطالبين بالمزيد لأنه لا يعقل أن نتوقف عند هذا الحد خاصة أمام مطالب جمهورنا.
- المنتخب: لكن ألا ترى أنه سيكون من العبث أن لا يكون الجيش الآن من الأندية التي تنافس على لقب البطولة، بدل أن يبحث عن استعادة توازنه أو التخلص فقط من النتائج السلبية؟
النغمي: طبعا أتفق معك، نحن كلاعبين لا نرضى بوضعية فريقنا، بل كل مكونات الجيش تتوق أن ترى فريقها في مركز أفضل، لكن ما باليد حيلة، نحن ندفع ثمن مجموعة من العوامل الخارجة عن إرادتنا والتي جعلت الفريق يتراجع في السنوات الأخيرة، لكن لي اليقين وأمام هذه التغييرات أن الجيش قادر على استعادة هيبته، لأن مكان فريقنا في طابور المقدمة، لذلك أتمنى أن نسير في نفس النتائج الإيجابية التي سجلناها مؤخرا لنحقق الأهداف المتوخاة.
- المنتخب: البعض يلوم الجيش لأنه لا يجيد الصفقات التي يبرمها بدليل أن مجموعة من اللاعبين فشلوا في تجربتهم مع الفريق العسكري؟
النغمي: لا، ليس كل اللاعبين لأن مجموعة منهم نجحوا في مشوارهم وقدموا الشيء الكثير، قد أتفق أن اللاعبين الجدد عانوا في السنوات الأخيرة، لأنهم وجدوا فريقنا يعاني كثيرا وليس في أفضل أحواله، لذلك كان من الطبيعي أن تذوب مواهبهم وسط هذه المعاناة، أعتقد أنه ليس فقط اللاعبين الجدد من عانوا من هذه الوضعية بل أيضا أبناء الفريق وجدوا صعوبة لتقديم الأفضل، اليوم طوينا هذه الصفحة للتفكير في المستقبل، خاصة أن الأمور تسير في شكل جيد.
- المنتخب: الحديث كثر مؤخرا حول موضوع مستقبلك مع الجيش، أين وصلت المفاوضات مع المسؤولين؟
النغمي: فعلا عقدي سينتهي الصيف القادم وما زلت لم أحسم في مستقبلي مع الفريق، كانت هناك مفاوضات أولى لكن للأسف لم نصل لأي اتفاق، لأني لم أقبل ما قدمه لي المسؤولون من شروط مالية، علما أنهم اقترحوا علي ثلاث سنوات، لكني طالبت بموسم واحد قبل أن أستقر على موسمين، لذلك أتمنى أن نتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف في الفترة السابقة، لأني أريد في الواقع أن أحسم في هذا الموضوع إن كانت لمسؤولي الجيش رغبة في أن أواصل مشواري معه.
- المنتخب: يبدو من كلامك أنك متشبث بمطالبك المالية ولا تريد التنازل عليها قبل التوقيع؟
النغمي: لا ليس لهذه الدرجة، أنا إبن الجيش وترعرعت بين أحضانه وعلاقتي بجميع المكونات جيدة، سبق أن تلقيت عدة عروض ورفضتها حبا في هذا الفريق الذي أعترف بأفضاله علي، طلبت من المسؤولين أن يمنحوني ما أستحقه، سبق أن توصلت بعروض لكن رفضتها من أجل الجيش، لذلك أتمنى أن أصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، فالهاجس المالي هو الذي يشكل عائقا أمام تجديد عقدي مع الفريق العسكري.
- المنتخب: هل صحيح أنك جالست مسؤولي الرجاء الذين عرضوا عليك التوقيع عقدا مبدئيا في الميركاطو الشتوي؟
النغمي: لا علم لي صراحة بهذه الأخبار، قد تكون تقارير إعلامية وأخبار نشرها الإعلام، لكن من موقعي أؤكد أنها مجرد إشاعات لأنه لا أحد فاتحني في هذا الموضوع، أنا أحترم الجيش وليس من أخلاقي مفاوضة أي فريق لأني ما زلت في ذمة فريقي، أؤكد أني لم ألتق بأي مسؤول رجاوي، صحيح أن هناك عروضا تلوح في الأفق لكن لا شيء حسم، علما أن القانون يسمح لي بمناقشه العروض في الميركاطو الشتوي لتوقيع عقد مبدئي.
- المنتخب : صراحة، هل تريد البقاء مع الجيش أم مغادرته؟
النغمي: ثق بي أن العروض التي توصلت بها هي أكبر مما طلبته للجيش، غير أن فتح قنوات التفاوض مع مسؤولي فريقي يؤكد أنني لا أرغب في مغادرته، فالأولوية أعطيها للفريق العسكري، كما أكدت سابقا لم أنس ما قدمه لي هذا الفريق، وإليه يعود الفضل لما وصلت إليه، لذلك أتمنى أن نصل في الأيام القادمة إلى حل يرضي جميع الأطراف، خاصة أنه ليس لي نية في مغادرة الجيش، إلا إذا كانت هناك أسباب ستمنعني من ذلك، على أي حال الكرة الآن عند مسؤولي الفريق العسكري للحسم في بقائي أو رحيلي.
- المنتخب: يبدو أن موضوع عقدك مع الجيش بات يشكل لك هاجسا، ألم يؤثر ذلك على مردودك في المباريات؟
النغمي: أعتقد أن أي لاعب في وضعيتي إلا ويتمنى أن يحسم مستقبله مع فريقه، عقدي سينتهي في الصيف القادم، لكن ليس لدرجة أن يؤثر على مستوي التقني، لأن ما يهمني أكثر هو تقديم أفضل المستويات ومساعدة فريقي لتسجيل النتائج الإيجابية، أضع جانبا موضوع تجديد العقد وأركز فقط على التداريب والمباريات، حيث أعطي الأهمية لما هو تقني، أنا لاعب محترف قبل كل شيء، ولا يمكنني أن أسقط في هذا الفخ بدليل ما أقدمه في المباريات، إذ لا أدخر جهدا من أجل تقديم أفضل المستويات وقيادة الجيش نحو الإنتصارات.
- المنتخب: سجلت ثلاثة أهداف منذ انطلاق البطولة، هل أنت راض عن حصيلتك الحالية؟
النغمي: أريد التأكيد على أنني كنت حاضرا في السنوات الأخيرة في البطولة على مستوى التهديف على غرار الموسم الماضي، حيث سجلت 13 هدفا، صحيح أن الحصيلة مع بداية الموسم لا تقنعني خاصة أننا خضنا ثمانية مباريات، وعلى المستوى العام للبطولة ليست عالية أيضا، فالهداف يملك فقط خمسة أهداف إلى حدود الدورة الثامنة، أمامي الوقت من أجل تدارك ما فات ورفع غلة التسجيل، فهدفي المنافسة على لقب الهداف.
- المنتخب: يعاب على الجيش الملكي هذا الموسم الصعوبات التي يجدها على مستوى خط الهجوم، بحكم أنك تلعب هذا الدور بفريقك، ما الذي سيجعل هذه الجبهة أكثر نجاعة؟
النغمي: أعتقد أن مشكل الهجوم تعاني منه أغلب الأندية، تحدثنا سابقا عن عدد الأهداف التي سجلها هداف البطولة إلى غاية الدورة الثامنة والتي لا تتجاوز خمسة، أما فيما يخص فريقي فأعتقد أننا نتوفر على مهاجمين في المستوى، بدليل أن المدرب روماو له مجموعة من الإختيارات البشرية، ما ينقص الجيش هو صاحب اللمسة الأخيرة والنظرة الثاقبة، ولو أن هذا المركز يبقى مشكل عام في البطولة لأن مجموعة من الأندية تشكو نقصا في هذا المركز، لذلك نحن كمهاجمين نسعى جاهدين لاستغلال كل الفرص التي تتاح لنا، خاصة وكما أكدت نتوفر على مهاجمين من الطراز الرفيع.
- المنتخب: حظيت بدعوة من محمد فاخر مدرب المنتخب المغربي للمحليين، ماذا تمثل لك هذه الخطوة؟
النغمي: أعتقد أن هذه الدعوة جاءت في الوقت المناسب لأني أتوق لتقديم المزيد مع الجيش وفي البطولة بشكل عام، راهنت هذا الموسم لتقديم المزيد لذلك أجد دعوة محمد فاخر هي ثمار للمجهودات التي قمت بها، ليس فقط هذا الموسم بل أيضا في الموسم الماضي، ومع ذلك لا يمكنني أن أتوقف عند هذا الحد، لأن حمل صفة الدولية تتطلب الاجتهاد والمثابرة أكثر، خاصة أنني أصبو أن أكون ضمن اللائحة التي ستشارك في كأس أمم إفريقيا للمحليين برواندا مطلع السنة الجديدة.