(د ب أ)- انغمس ريال مدريد في أزمات ذات أبعاد هائلة في أعقاب هزيمته الساحقة على ملعبه امس السبت على يد غريمه التاريخي برشلونة بأربعة أهداف نظيفة في كلاسيكو الدوري الأسباني.
هذه الهزيمة الساحقة قد تؤدي ليس فقط إلى الاطاحة بالمدير الفني رافاييل بينيتيز الذى لا يحظي بشعبية ولكن أيضا برئيس النادي فلورنتينو بيريز.

وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة “ماركا” الأوسع انتشارا في مدريد “البرنابيو (معقل ريال مدريد) يدعو إلى “قطع الرقاب”.

وطالبت جماهير الريال برأس بينيتيز في أعقاب الهزيمة المذلة امام برشلونة، باعتبار أن المدرب يفتقد إلي الكاريزما وروح المغامرة الكافية للجلوس في المنطقة الفنية في برنابيو، بحسب ما أظهرته كل استطلاعات للرأي.

الشيء الذي تغير في ريال مدريد، صاحب المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الأسباني بفارق ست نقاط خلف برشلونة المتصدر، هو أن اللوم بات يوجه بشكل كبير إلى رئيس النادي بيريز بدلا من المدرب كما جرت العادة.

وأظهر استطلاع للرأي لصحيفة “آس” اليوم الأحد أن 65 بالمئة من المشاركين يلقون باللوم على بيريز في الأزمة التي يعاني منها الريال، فيما ألقى 34 بالمئة فقط باللوم على بينيتيز.

وأوضحت محطة “كادينا سير” الإذاعية اليوم أن بيريز هو من أقدم قبل خمسة أشهر على اقالة المدرب صاحب الشعبية كارلو انشيلوتي، رغم أن أغلب اللاعبين والمشجعين أرادوا بقاء المدرب الإيطالي.

وتعاقد بيريز مع ما لا يقل عن عشرة مدربين خلال ولايتين مع ريال مدريد، وقد يضطر أيضا إلى ضم بينيتيز إلى قائمة ضحاياه.

ما دار من انفعالات باتجاه المقصورة الرئاسية لملعب سانتياجو برنابيو تحت سمع أكثر من 500 مليون مشجع عبر شاشات التلفاز حول العالم، يشير إلى أن بيريز بات مستهدفا من قبل الجماهير اكثر من بينيتيز.

وانفق بيريز أكثر من 650 مليون يورو (692 مليون دولار) أكبر معدل انفاق في تاريخ كرة القدم، بنحو ضعفين ما أنفقه برشلونة، خلال مسيرته، حيث اعتمد في خطته الشرائية على التعاقد مع أغلى لاعبي العالم ولكن دون أن يتم توظيفهم بالشكل الأمثل في النادي الملكي، بعد أن تجاهل بيريز الأخذ بمشورة مدير الكرة أو السكرتير الفني.

ويشتهر بيريز حول العالم بإبرام صفقات من العيار الثقيل مثل زين الدين زيدان وديفيد بيكهام وكاكا وكريستيانو رونالدو وجاريث بيل، ليصبح ريال مدريد النادي الأعلى دخلا حول العالم.

ولكن النتائج على أرض الواقع جاءت متواضعة، إن لم تكن رديئة، حيث فاز الفريق بلقبين في دوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب في الدوري الأسباني على مدار 12 موسما، في سجل باهت مقارنة ببرشلونة الذي تفوق على جميع الأصعدة خلال المواسم الماضية.

وأشارت محطة “كادينا كوب” الإذاعية إلى أن “فلورنتينو سوف يذكر في تاريخ ريال مدريد كمصدر لخيبة الأمل، بصفته الرئيس الذي صنع فريقا ساحرا لكنه عجز عن تكوين فريق مؤثر”.

وقبل عشرة أعوام، وبالتحديد في نوفمبر 2005 فاز برشلونة على ملعب برنابيو /3صفر، حيث تألق البرازيلي رونالدينيو بشكل لافت في تلك المباراة، مما دفع بيريز لإقالة المدرب فانديرلي لوكسمبورجو، لكنه اضطر لتقديم استقالته بعد ذلك بثلاثة أشهر.

وبعد غياب 3 سنوات، عاد بيريز لرئاسة ريال مدريد في 2008 ليتعقد مع رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة.

وكانت الهزيمة الساحقة للريال أمس، وهي السابعة امام برشلونة خلال ستة أعوام على مستوى جميع المسابقات، هي العنوان الرئيسي لجميع الصحف الأسبانية الصادرة اليوم.

وأشارت العديد من الصحف إلى أن برشلونة كان متميزا ومؤثرا لكنه لم يكن متعجرفا، وأن النتيجة النهائية من المباراة كان من الممكن أن تصبح أكثر كارثية، إذا نجح برشلونة في استغلال الفرص الخطيرة التي سنحت له، وإذا كان الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي في حالة تسمح له بالمشاركة في المباراة بأكملها وليس 30 دقيقة فقط.

وقالت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية أن رونالدو الذي واصل عروضه المحبطة، قام بتخيير بيريز بين بقائه أو بقاء بينيتيز.

ويعد زيدان مدرب الفريق الثاني لريال مدريد بدوري الدرجة الثالثة هو المرشح الأبرز لخلافة بينيتيز.

كما يتحتم على بيريز معرفة ما الذي سيفعله مع بنزيمة الذي يواجه تحقيقات جنائية على ضوء الدور الذي أداه في فضيحة ابتزاز مواطنه ماثيو فالبوينا زميله في المنتخب الفرنسي بشريط جنسي، وقد يواجه مهاجم المنتخب الفرنسي عقوبة السجن.