سأرتب رحلة أقضيها بالكامل في ربوع الصحراء المغربية
التكوين القاعدي هو أساس نجاح الكرة المغربية

المنتخب: بدرالدين الإدريسي
وجد الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا صعوبة كبيرة في التعبير عن حقيقة ما كان يتفاعل بداخله، تماما كالصعوبة التي وجدناها نحن الإعلاميين في الوصول إليه بالنظر للطوق المضروب عليه وهو الذي تدافع المئات نحوه لالتقاط صورة للتاريخ معه، فقد بدا أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ متأثرا غاية التأثر لما شاهده بالعين المجردة سواء بمدينة مراكش التي وصلها الأربعاء الماضي أو بمدينة العيون التي تنقل إليها بمعية مشاهير كرة القدم العالمية يوم الجمعة لإجراء المباراة الإستعراضية إحتفالا بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.
وعبر لقاءات سريعة ومتقطعة أمكن تسجيل الإنطباعات التي نقلها مارادونا إلى الإعلام المغربي ولكل من وده من كبار الشخصيات التي حرصت على اللقاء به لتحيته أولا ولتقديم خالص الشكر له ثانيا على حضوره للمغرب في توقيت زمني يحفل بالكثير من الرمزيات، فإليكم ما قاله مارادونا: 
لم أتردد لحظة واحدة
«ما إن تلقيت الدعوة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للحضور إلى المغرب لمشاركة العديد من نجوم كرة القدم العالمية هذه المباراة الإستعراضية حتى أبديت الموافقة الفورية، لأنني كنت ثواقا لزيارة المغرب منذ فترة لما كنت أسمعه عن هذا البلد الجميل، والواقع أن ما شاهدته فاق بكثير ما سمعته، فمراكش مدينة ساحرة والعيون مدينة جميلة وشعب المغرب شعب مضياف يرحب بضيوفه وهو في ذلك يعبر عن موروثه وعراقته، في جملة واحدة بلدكم جميل، لذلك أنا سعيد بهذه الزيارة وسأعمل إن شاء الله على ترتيب زيارة أطول أجول فيها مدنا مغربية أخرى كأكادير التي قيل لي أنها ساحرة المحيط الأطلسي».
أريد 10 أيام في ربوع الصحراء المغربية
«ما عشته بمدينة العيون في أقل من يوم وقد دعينا للجلوس في خيم جميلة جعلني أفكر في قضاء 10 أيام بربوع الصحراء المغربية الجميلة، وحتما سأرتب زيارة أخصصها بالكامل للإقامة في الصحراء المغربية بكل طقوسها الجميلة المؤسسة على البساطة ووسط هذا المناخ الرائع والعوائد والتقاليد الإنسانية الرفيعة».
المغرب بلد كرة القدم
«بالطبع كنت على علم كامل بما يمثله المغرب كرويا في القارة الإفريقية وفي العالم، فقد أعطى الكثير من اللاعبين الكبار، وكأس العالم 1986 بالمكسيك كما أنها كانت تاريخية لي شخصيا وأنا أتوج مع الأرجنتين بكأس العالم، كانت تاريخية لمنتخب المغرب الذي مثل إفريقيا والعرب أحسن تمثيل ببلوغه الدور الثاني وخسارته بصعوبة بالغة أمام منتخب ألمانيا الذي إلتقيناه في النهائي.
قيل لي أن المغاربة شغوفون بكرة القدم، وهو أمر تأكد لي وأنا أزور المغرب، فما شاهدته بمراكش وبالعيون في المباراة الإستعراضية أبهرني، ما كنت أتخيل أن أكون محبوبا لدى المغاربة بهذا القدر، لذا أقول شكرا لكل المغاربة على حبهم لي وشكرا لمن فكر في دعوتي لأعيش هذه اللحظات الجميلة التي لن أنساها ما حييت».
المغرب قوة كروية قادمة
«النجاح الكبير الذي حققه المغرب باستضافته لكأس العالم للأندية والملاعب الجميلة التي بات يتوفر عليها من شأنهما أن يساعدا الكرة المغربية على أن تعود مجددا كقوة كروية عالمية، سمعت أن هناك أوراشا كثيرة يتم العمل فيها، أنا أنصح بالتنقيب عن المواهب داخل بلد قاعدته السكانية عريضة وأنصح أيضا بإخضاع هؤلاء اليافعين للتكوين فهذا هو الخيار الوحيد للنجاح».
الفيفا مؤسسة فاسدة
«قلت أكثر من مرة أن الإتحاد الدولي لكرة القدم مؤسسة مريضة بفعل ما تراكم بداخلها من فساد، وقد تأكد الكل من أن مارادونا لم يكن يهذي ولم يكن يصفي حسابا مع أي أحد، لكنه كان يعبر عن قلقه على مصير جهاز يمثل عائلة كرة القدم.
اليوم وجب اختيار الشخص الملائم ليباشر عملية إصلاح شاملة لإعادة المصداقية والهيبة لمؤسسة الفيفا».