لن نسقط في التسرع والحسم يمر عبر جزئيات فاصلة بمرحلتين
أثق في لاعبي الأسود وأتمنى أن يكون الجمهور الرقم 1
النجاعة الهجومية مطلوبة لكن ليس وحدها من سيرسم الفارق
المنافس لن يأتي للنزهة ولـمباراة الإياب حسابات مختلفة

ــ المنتخب: حاوره: منعم بلمقدم
كشف الناخب الوطني الزاكي بادو عن تفاؤله المشوب بالحذر حين ينازل الأسود يوم الخميس منتخب غينيا الإستوائية في الفصل الأول من المواجهة المحمولة على وجهين الأول بأكادير والثاني بعدها بــ 3 أيام بمدينة باطا الغينية.
الزاكي يرى إمكانية عبور وتخطي هذا الحاجز والتواجد بدور المجموعات للمنافسة على تأشيرة من التأشيرات الخمس التي تتيح لصاحبها التنافس مع الكبار بروسيا 2018.
الناخب الوطني رفض تقديم الوصفات ورفض الكشف عن خلطة هزم الرعد الغيني لكنه أكد على ضرورة تعبئة الصفوف والتوحد في الدعم وبعدها يأتي الحساب.
عن النجاعة المطلوبة لليوم الموعود وعن قراءته لمشهد النزالين يتحدث الزاكي:
الـمنتخب:حلت لحظة الحسم التي تسبق مباراة تشبه باقي المباريات، كيف يتعايش الناخب الوطني مع هذه الفترة التي سبقت النزال الذي ينتظره كل المغاربة؟
الزاكي بادو: بداية أود تمرير خطاب مهم وهو أنه لا ينبغي تهويل الأمور والرفع من حجم الضغط حتى وإن كنا نتفق جميعنا على أنها مباراة فاصلة أو مباراتين حاسمتين لأنه لا ينبغي إغفال أن مباراة إياب في الإنتظار بعد 3 أيام من مباراة أكادير.
بكل تأكيد أنا منشغل واهتمامي كبير بهذه المحطة وبهذه المباراة وهو اهتمام مشروع يتطابق مع اهتمامات الجمهور والإعلام المغربي وكل من له غيرة على المنتخب الوطني.
قيمة الرهان تستمد مشروعيتها من كونه يتيح أمامنا إمكانية العبور لمحطة سيكون فيها الخطأ متدارك وهامش الإصلاح متاح وأقصد دور المجموعات بخلاف مباراتنا مع غينيا والتي لا تحتمل الخطأ وينبغي دراية أبعادها من كل النواحي.
لذلك أنا أتعايش مع كل لحظة ومع كل فترة بما تستحقه من تركيز كي أصل لمباراة الخميس وبعدها المباراة الثانية وأنا مكتمل الجاهزية كما هو اللاعبين.
الـمنتخب: ما رأيك في الذين يطالبون بضرورة الحسم مبكرا هنا دون انتظار ما قد تفرزه مباراة الإياب من مفاجآت لا ترد بالحسبان؟
الزاكي بادو: من يملك هذه الوصفة فليدلني عليها؟ ومن يملك معطيات دقيقة وقراءة تؤكد له حسم مباراة قبل خوضها وقبل بذل العرق بالملعب فليخبرنا بها؟
كرة القدم لا هي علم صحيح ولا هي تستند لواقع فريق قوي وآخر ضعيف على الورق، وأنا قلت مباشرة بعد مراسيم القرعة من روسيا أنه لو سايرنا هذا الطرح فنحن أضعف من منافسنا على الورق.
لو تجردنا من مشاعر التعصب غينيا الإستوائية كانت أفضل منا على مستوى التصنيف وهذا واقع، لكن رغم ذلك أنا متفائل وأقول أننا أفضل منهم ونستحق التواجد مع الكبر بدائرة التنافس النهائية. سقت هذه الأمثلة كي أرد على من يتسرع على مستوى الأحكام ومن يجزم بكون المباراة تحسم قبل لعب دقائقها.
الـمنتخب: ألا تشاطر الذين يرغبون في حسم أمور التأهل هنا بأكادير ويقصدون تحقيق فوز مريح ؟
الزاكي بادو: المسألة ليست في أن أشاطر أصحاب هذه الأفكار أو أعارضهم، المسألة ترتبط بضرورة احترام المنافس وضرورة التحلي بالواقعية والجدية اللازمة أمامه وعدم استصغاره لكونه لن يحل بالمغرب للتنزه وسيقوم هو الآخر ببذل مجهود كبي للصمود أمامنا.
ومع ذلك سأكون سعيدا وفي غاية السرور لو أن المنتخب الوطني استطاع الفوز وبحصة مريحة هنا ولن تكون هذه الحصة كافية لحسم التأهل بل ستضعنا في رواق جيد ومثالي للعب مباراة الإياب بارتياح لا أقل ولا أكثر.
الـمنتخب: مباريات من هذا النوع أي وصفة مثالية لخوضها؟
الزاكي بادو: لا توجد مباراة تختلف عن أخرى، أوجه الإختلاف تبدأ بعد ضربة البداية حين يعطي حك المباراة الإنطلاقة.
ممكن أن تصبح مباراة ما سهلة بمجرد بلوغ شباك المنافس مبكرا وممكن أن تتعقد الأوضاع كلما مرت الدقائق وغابت الأهداف وطال الإنتظار.
لذلك لا يمكن أن أكشف الآن عن وصفة هزم هذا المنتخب لأني أحترمه و أحترم تاريخه، ومن يقول أنه يملك وصفة في جيبه وبحصة معينة فهو إما يكذب على الناس أو يستبلد ذكاءهم.
الـمـنتخب: لكن الجمهور المغربي وخاصة الذي سيحضر المباراة يريد ردة فعل إيجابية من اللاعبين تعزز ثقته فيهم، ما تعليقك؟
الزاكي بادو: وأنا بدوري أتطلع لهذه الردة وأتمنى أن تكون عند مستوى تطلعاتي وانتظاراتي.
آمل أن يكون الجمهور المغربي اللاعب رقم 1 بالمباراة وليس الرقم 12، وآمل أن يدفع اللاعبين لتقديم الأفضل وليس بالضغط عليهم.
هي مباراة من 90 دقيقة ممكن أن يتأخر فيها التسجيل وممكن أن نصطدم بواقع مختلف ومغاير لذلك الذي نتوقعه جميعا.
كما لا يجب إغفال أن هناك شوطا ثانيا سيلعب بغينيا وقد يكون هو الفاصل وبالتالي كل الأوراق لن تكسف في مباراة واحدة.
الـمنتخب: ألا يمكن أن تلعب بمجازفة هجومية وتدفق أكبر على دفاع المنافس؟
الزاكي بادو: المنتخب المغربي له هويته وله نهجه الذي يعرفه الجميع ولا أعتقد أن أشياء كثيرة ستتغير بهذه المباراة.
صحيح هي مباراة تختلف عن النزالات السابقة لكونها تتيح أمامنا إمكانية التأهل أو الإقصاء، لكن المبالغة في تصويرها مباراة مختلفة في الشكل والمضمون قد يزيغ بنا عن التركيز المطلوب و هو ما لا أرغب فيه بالمرة.
الـمنتخب: لكني مصر على القول على أن الحسم بانتصار مريح يمنح الجمهور والإعلام والجميع متنفسا من التفاؤل ويريحك أنت أيضا إيابا أليس كذلك؟
الزاكي بادو: هذا ما نخطط له كلنا ونأمل أن نصله في مباراة الخميس ولا أختلف معك في هذا كثيرا.
فقط وجه الإختلاف هو في طريقة بلوغ هذه الأهداف وكيف سنصلها إن شاء الله، قد أكون أملك تصورا مغايرا لذلك يملكه البعض والغاية هي أن ننهي النزال متفوقين إن شاء الله مع الحرص على عدم الإفراط في الجرأة في التعامل مع وقائع المباراة.
الـمنتخب: ماذا حضرت ليكون هجوم الأسود مكتمل النجاعة أمام غينيا الإستوائية؟
الزاكي بادو: النجاعة ليست وحدها المطلوبة في هذه المباراة ولو أني أختلف مع الذين يقيمون هذه النجاعة وطريقة حسابها.
المنتخب الوطني سجل 4 أهداف في مباراتين رسميتين منها 3 أهداف خارج ملعبه ولم يستقبل هدفا واحدا.
لماذا يتحدثون عن النجاعة الهجومية ولا يتكلمون مثلا عن النجاعة والصرامة الدفاعية للمنتخب الوطني؟
لذلك أنا على يقين وبما علمتني إياه الممارسة والتجارب السابقة على أن النجاعة لن تكون وحدها من سيصنع الفارق في مباراة كهاته، علينا أن نكون خذرين دفاعيا وأن لا نستقبل أهدافا أيضا؟
الـمنتخب: غيرت الكثير من الأسماء وقمت باستدعاء آخرين، على ماذا يؤشر هذا؟
الزاكي بادو: لا يؤشر على شيء، فقط هو إشارة على أن باب المنتخب الوطني مفتوح بوجه الجميع وكل من يستحق الحضور سيحضر بغض النظر عن الأسماء.
لكل لاعب دور و لكل مباراة رجالاتها وفي اعتقادي الشخصي أن القائمة لا تسهد مفاجآت ومستجيبة للمنطق ولقوة الرهان ومن حضر يستحق الحضور ومن تخلف فليس لأنه بعيد عن المستوى بل لكونه لا يصلح لمباراة من هذا النوع ودوره سيحين لاحقا.
لا يجب إغفال أن بعض التغييرات فرضاها غيابات قسرية بسبب إصابة عناصر أساسية أيضا.
الـمنتخب: لا شك أنك شكلت فكرة عن المنافس،أين يمكن أن تضعه؟
الزاكي بادو: سأضعه في مكانه الصحيح والذي يليق به ولكونه احتل صفا متقدما في آخر كأس إفريقية وكنت قد عاينتتها باهتمام كبير.
هو منتخب حماسي وشاب ويلعب كرة متطورة وهذا يكفي بالنسبة لي أفضل الإشتغال أكثر على لاعبي فريقي أكثر من التركيز على خصمهم؟
الـمنتخب: لكن تقرير الإطار جمال وضع بين يديك بعضا من أدوات المدرب المنافس أليس كذلك؟
الزاكي بادو: بكل تأكيد وهذا صحيح، لكن في كثير من المرات بعض المباريات والأحداث لا تكون صالحة للقياس عليها.
ممكن أن يبرز منتخب غينيا الإستوائية وجها مغايرا أمام المنتخب المغربي غير الذي قدمه أمام منتخب جنوب السودان، لأن الأمر يرتبط بالحماس و باللعب أمام منتخب قوي وبملعب رائع وبأجواء حماسية وهي مؤثرات لم تكن حاضرة في لقائهم السابق.
على أي تقرير الإطار الوطني السيد جمال فتحي يشكل عليه والجامعة لعبت دورا كبيرا في هذا الصدد.
الـمنتخب: هل سيفكر الزاكي في لقاء باطا وهو ينازل غينيا الإستوائية بأكادير؟
الزاكي بادو: قطعا لا، ولو أني أضع في اعتباري ومن الآن أن الحسم سيمر عبر فاصلين ومرحلتين ولن يحسم كل شيء هنا.
ما أقصده هو أنه حتى  لو حالفنا الحظ إن شاء الله وتوفقنا في الفوز برباعية أو حصة كبيرة مثلا، فإني سأظل رفقة اللاعبين محافظا على نفس التركيز ونفس الإنضباط ونفس الجدية لخوض لقاء الإياب وهي أمور يفهما اللاعبون جيدا.
الـمنتخب: بماذا يمكن أن يعد الناخب الوطني الجمهور المغربي الذي يتطلع لحضور مسابقة مونديال وليس مجرد التواجد بدور المجموعات الخاص بهذه التصفيات؟
الزاكي بادو: أنا مغربي  قبل أن أكون مدربا وأتقاسم معهم نفس الرغبة ونفس الهموم والهواجس وسعادتي كبيرة لو ساهمت في طرد النحس الذي لازم الكرة المغربية على امتداد كل هذه السنوات.
ثقتي كبيرة في هذه المجموعة كي تبلي البلاء الحسن وثقتي أكبر أنها ستجتاز إن شاء الله الحاجز الغيني وبامتياز كبير أيضا.
كل هذا لا يجب أن يفهم الفهم المغلوط وهو أنه يجب أن نعرق كثيرا لبلوغ المراد وعلى الجمهور المغربي أن يحضر بقوة ويدعمنا بشكل كبير وغير مشروط لربح المباراة.