الناصري روج أخبارا خاطئة ورفض استمراري في الوداد
إخترت الإنتقال للجيش لأني أهوى ركوب التحدي
شخصيتي لن أغيرها وصراحتي تسبب لي عدة مشاكل

 المنتخب: حاوره: عبداللطيف أبجاو
ولأن الرشاد البرنوصي عودنا على تفريخ النجوم والمواهب، فإن هشام العمراني يعد واحدا من خريجي مدرسة البرانصة، حيث سطر لنفسه مشوارا مهما ولعب لأكبر الأندية المغربية، فمن الرشاد إلى الرجاء والكوكب المراكشي الذي لعب له معار من الفريق البيضاوي ثم المغرب التطواني والوداد قبل أن يحط هذا الموسم الرحال بالجيش في رهان جديد.
ويسعى العمراني تسخير تجربته بعد أن غادر مكرها الوداد، وهو الرحيل الذي طرح علامات استفهام حوله، خاصة أن العمراني كان من اللاعبين الأساسيين ويحمل شارة العمادة، حيث أكد في حواره  حكاية عدم تجديد العقد بعد أن كانت كل المؤشرات تقول بأنه سيواصل مشواره بالقلعة الحمراء، كما يتطرق لمواضيع أخرى تهم مشواره واختياره للجيش والطموحات التي يسعى تحقيقها.
- المنتخب: بداية، بعد معاناة كبيرة فك الجيش شفرة النتائج السلبية واستطاع تسجيل الفوز الذي كان يبحث عنه وجاء على حساب الفتح، كيف تأتى لكم هذا الفوز؟
هشام العمراني: طبعا كان من اللازم علينا تجاوز الفترة العصيبة التي مررنا منها، كنا بحاجة للنقاط الثلاثة للتوقيع على انطلاقة حقيقية، تعرف أنه كلما تأخر الإنتصار كلما زاد الضغط على الجميع، لذلك راهنا على ذلك وبحثنا عن  الإنتصار الذي لم يكن سهلا، خاصة أن المباراة حملت طابعا محليا، كما أن الفتح يعتبر من الفرق الجيدة التي تألقت في السنوات الأخيرة، لكن رغبة الجيش كانت أقوى وسجل الفوز عن جدارة واستحقاق.
- المنتخب: المباراة كانت نوعا ما صعبة عليكم، خاصة أنتم المدافعون، كيف استطعتم تجاوزتموها؟
هشام العمراني: فعلا تلقت شباكنا هدفا مع انطلاق المباراة، وصعب أن تتلقى شباك أي فريق هدفا في الدقائق الأولى، لأن ذلك يؤثر على نفسية اللاعبين ويبعثر أوراق المدرب، لكن الشيء الجميل أننا استطعنا تعديل الكفة في أقرب وقت، وهو ما منحنا جرعات من الثقة، لأننا كنا ندرك أن الفتح يلعب جيدا على المرتدات الهجومية، أما الدقائق الأخيرة فكانت صعبة لأن الفتح كان يبحث عن هدف التعادل، وضغط بكل قواه على مرمانا، لكن رغبتنا في الإنتصار كانت أقوى.
- المنتخب: الفوز أيضا كانت له نكهة أخرى لأنه تحقق في مباراة ديربي وأمام فريق جيد أصبحت له مكانة في البطولة؟
هشام العمراني: كما أكدت فالمباراة كان لها طابع محلي بين فريقين ينتميان للعاصمة، لذلك اتجهت الأنظار لها، الفوز في مثل  هذه المباريات يرفع من معنويات اللاعبين ويرفع من ثقتهم، إذ غالبا ما تعرف مثل هذه المباريات كل أنواع الندية والإثارة وتكون جد صعبة، الإنتصار في حد ذاته دليل أن الجيش فريق في المستوى وله من الإمكانيات تجعله يحقق أفضل النتائج، والمستوى الذي قدمناه أمام الفتح يؤكد ذلك.
- المنتخب: برأيك ما الذي جعل الجيش يسجل بداية متواضعة ولا تبتسم له النتائج؟
هشام العمراني: برأيي فملعب الفتح له نصيب كبير في هذه النتائج، لأنه يصعب على اللاعبين فرض أسلوبهم في ظل سوء أرضيته التي تؤثر علينا كثيرا، لذلك لا يمكننا تقديم مباريات جيدة في هذا الملعب، كما أن غالبية الأهداف التي تسجل علينا تأتي من ضربات ثابتة، على العموم نشكر المسؤولين لأنهم وفروا للفريق ملعب بالرباط بعدما عانى الفريق كثيرا من تنقلاته، حيث استقبل مبارياته في العديد من الملاعب كفاس والجديدة وسلا والخميسات.
من خلال حديثي لا أحمل الملعب المسؤولية الكاملة في النتائج السلبية التي سجلناها، ولكنه يعتبر من الأسباب التي أثرت على نتائجنا.
- المنتخب: أكيد أنكم عشتم ضغطا آخر، هذه المرة من الجمهور الذي طالب باستعادة توازن الفريق؟
هشام العمراني: من حق جمهور الجيش أن يطالبنا بالنتائج، لأنه يعرف أن فريقه يستحق نتائج أفضل اعتبارا لقيمته ومرجعيته، أعرف أن الجيش عاش في الموسم الماضي متاعب كثيرة لأني كنت متابعا لأخباره، لذلك يجد الجمهور العسكري نفسه غير قادر على إعادة نفس السيناريو، شخصيا فاجأني حضوره القوي هذا الموسم ودعمه اللا مشروط رغم بدايتنا المتواضعة، لذلك يحسب له دعمه للفريق، أغتنم الفرصة لأطالبه بأن يصبر علينا، نحن كلاعبين نعده بعدم ادخار أي جهد لاستعادة توهج الجيش.
- المنتخب: دخلت تجربة جديدة مع الجيش، بعدما حملت ألوان عدة أندية، أكيد سيكون أمامك تحد جديد بالقلعة العسكرية؟
هشام العمراني: أولا أريد أن أؤكد أنني محظوظ بحملي لألوان أكبر الفرق بالمغرب،  وهي تجارب يتمنى كل لاعب أن يدخلها، والتي انطلقت من الرشاد ثم الرجاء والمغرب التطواني والوداد، أنا فخور بما حققته في مشواري الكروي، اليوم أدافع على ألوان فريق كبير من طينة الجيش، الذي أتمنى أن أضع فيه بصمتي وأن أحقق معه لقبا، صراحة لا تزعجني وضعيته، لأن اللاعب الذي لا يقبل دخول التحدي ويخشى التجارب لا أعتبره لاعبا ناجحا، ناهيك أن الجيش يبقى فريقا مرجعيا وله قيمة في خارطة الكرة المغربية، لذلك تجدني جد سعيد بهده التجربة.
- المنتخب: تعتبر أيضا من اللاعبين الذين تنقلوا من بين العديد من الأندية، لماذا تفضل تغيير الأجواء؟
هشام العمراني: تعلم أن اللاعب غالبا ما يبحث عن الإستقرار الذي أعتبره عنصرا هاما للنجاح، صحيح أني لعبت لعدة أندية، حيث بدأت مشواري  بالرشاد ثم الرجاء الذي أعارني للكوكب المراكشي، ولعبت أيضا للمغرب التطواني وبعده للوداد ثم الجيش، أريد التأكيد أيضا أن اللاعب يكون مرغما على تغيير الأجواء بسبب المشاكل، ثم إن تغيير الأندية يمنح اللاعب تجاربا أخرى يغني بها رصيده وتسمح له بربط علاقات جديدة والتعرف أيضا على ثقافات أخرى.
- المنتخب: نعود لعلاقتك مع الوداد، كان مفاجئا أن تغادر هذا الفريق بعد أن كنت واحدا من اللاعبين الأساسيين وعميدا له، كيف حصل الفراق؟
هشام العمراني: أريد تأكيد حقيقة هو أني لم أرغب في الرحيل، فالسبب الرئيسي لرحيلي هو رئيس الفريق سعيد الناصري الذي رفض استمراري وتجديد عقدي ضدا عن رغبة المدرب جون طوشاك الذي تشبث بي وكان يعول علي هذا الموسم، لكنه مع الأسف وجد معارضة كبيرة من رئيس الفريق الذي أداع مع الأسف أخبارا زائفة وغير صحيحة أكد فيها أنني طالبت بـ 300 مليون سنتيم لتجديد عقدي، وهذا لم يكن صحيحا لأني لم أطالب بهذا المبلغ، فالناصري حاول تغليط الرأي العام وتبرير عدم رغبته في مواصلة  مشواري مع الوداد لسبب لا أعرفه لحد الآن.
- المنتخب: هل كانت لك جلسة مع سعيد الناصري قبل اتخاذ هذا القرار؟
هشام العمراني: فعلا كانت لي جلسة معه شهر دجنبر، حيث اقترح علي تجديد العقد لكني رفضت بعدما طلبت منه فتح الموضوع بعد نهاية الموسم، لأن الوقت لم يكن يسمح بذلك بسبب تركيزنا على المباريات، كما أن المبلغ الذي اقترحه علي لم يكن في المستوى، لكني وعدته بالبقاء واتفقنا على فتح الموضوع بعد نهاية الموسم، لكني فوجئت بالأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي أكدت أنني بالغت في شروط التجديد وطلبت بـ 300 مليون سنتيم، وهو الشيء الذي لم يكن صحيحا، لأن غرض الناصري كما أكدت كان هو تزييف الحقيقة وعدم إظهار عدم رغبته في أن أواصل مشواري مع الوداد لأسباب أجهلها.
- المنتخب: هل إلتقيت بالمدرب جون طوشاك قبل أن تقرر الرحيل عن الفريق؟
هشام العمراني: بالفعل تحدثت معه حول موضوع مستقبلي مع  الوداد، وطلب مني تجديد العقد لأنه كان يثق في إمكانياتي ويعول علي كثيرا، وأكد لي أن هناك مجموعة من الرهانات  التي تنتظر الوداد هذا الموسم وأنه بحاجة لتجربتي، طبعا أكدت له بأني أريد مواصلة مشواري مع الفريق وكنت متأكدا من ذلك، لكن الأمور تغيرت بعدها، بل أكثر ما حز في نفسي أن الناصري كذب على طوشاك وأكد له أني بالغت في الشروط المالية.
- المنتخب: يبدو أن علاقتك كانت وطيدة مع المدرب طوشاك؟
هشام العمراني: هذه حقيقة وأنا أعتز أولا أني تدربت تحت إمرة مدرب من طينة طوشاك الذي استفدت منه كثيرا، لأنه المدرب الوحيد الذي لعبت معه أكبر عدد من المباريات في موسم واحد طوال مشواري، حيث خضت 28 مباراة من أصل 30، كانت علاقتي به جيدة وعنصر الإنسجام كان يمر بشكل رائع معه، زرته في المستشفى عندما أجرى عملية جراحية وتجاذبنا أطراف الحديث، وكان جد متحسر لأني غادرت الفريق هذا الموسم.
- المنتخب: إستحسن الكثيرون الخطوة التي أقدمت عليها عندما رفضت حمل درع البطولة بصفتك عميدا للفريق وطلبت من محمد برابح أن يرفعه مكانك، وهو الذي غاب طيلة مباريات مرحلة الإياب؟
هشام العمراني: محمد برابح عانى في مرحلة الإياب من إصابة واضطر للإبتعاد مكرها عن أغلب مباريات مرحلة الإياب، هو من أقدم اللاعبين بالفريق والأكثر من هذا أنه لعب آخر موسم له مع الوداد بعدما قدم الشيء الكثير للفريق، لذلك طلبت من المسؤولين أن يرفع الدرع، وهو ما حصل، علما أن جميع اللاعبين كانوا يستحقون التتويج لأن اللقب هو ثمرة مجهود جماعي.
- المنتخب: الظاهر أنك غادرت الوداد بنوع من الأسى والإستياء، حتى أن لا أحد كان يتوقع أن ترحل عليه في ظل مكانتك داخل الفريق؟
هشام العمراني: فعلا شعرت بنوع من الغبن ليس لأني غادرت  الفريق، لأن تغيير المحطات هو جزء من حياة اللاعبين وفصل من فصول مشواره، لكني تأسفت للأخبار التي راجت حول أسباب رحيلي وكذا لأني ضيعت الكثير من الوقت، كنت أعتقد أني سأجدد عقدي، حيث رفضت عروضا خليجية مهمة لأني ما كنت أظن أني سأرحل على الفريق، لكن في   الأخير علي أن أرضى بنصيبي ويكفي أني وقعت لفريق وازن من قيمة الجيش الملكي.
- المنتخب: عشت بعض المشاكل في مشوارك الكروي، هل شخصيتك القوية كانت سببا في توتر علاقتك في بعض الفترات مع مسيري بعض الأندية التي حملت ألوانها؟
هشام العمراني: هذا ممكن، أنا صريح لحد ما، وأرفض طمس الحقيقة، وهذه شخصيتي ولن أغيرها ، مع الأسف أن بعض المسيرين يرفضون هذا النوع من المعاملات، ثم أنا أرفض التدخل في الإختصاصات، فالبلدان المتطورة نجحت بفضل احترامها لكل الإختصاصات،  أنا أنطلق من فكرة أن التعامل الجيد والصريح يؤدي دائما إلى النتائج المحمودة.
- المنتخب: لعبت مجموعة من الأدوار في مشوارك الكروي، أين يجد  العمراني راحته  داخل الملعب؟
هشام العمراني: فعلا شغلت مجموعة من المراكز، كظهير أيمن ومدافع أوسط ولاعب وسط دفاعي وكذا مدافع أيسر مثلما كان الحال مع المنتخب المغربي للشبان في كأس العالم بهولندا سنة 2005، طبعا هذه الأدوار أكسبتني تجارب أخرى ومكنتي من صقل مواهبي، خاصة أن المدرب يكون مضطرا في بعض الفترات للإستنجاد بلاعبيه لشغل مراكز ليسوا متعودين عليه، لكني أجد نفسي في الوسط الدفاعي، وهو المركز الذي أشغله في السنوات الأخيرة.