عشت جميع مظاهر الإستفزاز في قطر وأنا ضد نظام الكفالة
لست جاهزا للعمل مع الجامعة المقبلة لأنني منشغل بالدراسة والتكوين
عدم الإستقرار معضلتنا وقد حطمنا الأرقام القياسية في العقد الأخير
على الجزائريين أن يفتخروا بجمال بلماضي وأتمنى التوفيق للخضر في البرازيل
معروف عنه الجرأة والصراحة ولا يخشى أحدا، ولا يتردد في الإفصاح عن ما يخالجه ولا يتواني في كسر جدارات الصمت للبوح بأسرار والرمي بتصريحات منبعثة من قلبه الصادق والخجول.
وادو الرجل الحكيم الذي لا يتكلم إلا عند الضرورة ولا يضع الأصبع على الجرح إلا حينما يكون مؤلما خرج بحوار ناري لـ «المنتخب» فتح فيه النيران على المسؤولين القطريين، وتحدث عن أشياء عميقة بخصوص المعاناة التي يعيشها بعض الأجانب هناك إلى جانب علاقته مع صديقه الجزائري جمال بلماضي، دون إغفال التطرق لموضوع أسود الأطلس والوضعية الحالية لكرة القدم المغربية.
المنتخب: أثرت ضجة مؤخرا حول تجربتك الإحترافية في قطر ومعاناتك هناك، حدثنا عن القصة الكاملة لمسيرتك هناك؟
وادو: أولا شكرا لكم على الإستضافة، وبالنسبة لتجربتي بقطر فقد بدأت بشكل جيد مع فريق لخويا الذي أحرزت معه لقب البطولة، تأقلمت مع محيطي الجديد بكل إحترافية ولم أجد صعوبات خصوصا مع تواجد بعض اللاعبين المغاربيين والذين كانوا في قمة التعاون والإحترافية وأحييهم من هذا المنبر، ولمست التطور الذي تحاول البطولة القطرية تحقيقه بالتعاقد مع لاعبين أجانب في المستوى وهنا الإشارة إلى الكوطة المعمول بها لدى الأندية المحلية بالإعتماد على 4 لاعبين أجانب فقط، وذلك لتحسين أداء اللاعب القطري، بالنسبة للبنيات التحتية فهي مثيرة للدهشة والإعجاب، بحيث نجد كامل ظروف الممارسة المريحة والتي قد لا تتوفر لدى الكثير من الدول الأوروبية، لن أنكر أن قطر بلد مزدهر وآمن ولا يعرف المشاكل وكل هذه الأشياء التي ذكرت تعتبر إيجابية.
المنتخب: وماذا عن الأشياء السلبية؟
وادو: للأسف الأمور لم تسر بالشكل الذي كنت أتمناه فعلى العكس من البداية الجميلة كانت النهاية سيئة ومحبطة جدا، فالأندية القطرية بإمكانها فسخ التعاقد مع اللاعبين من طرف واحد وفي أي وقت شاءت مستفيدة من نظام الكفالة، الفرق هناك بمثابة مشغل وكفيل وتعامل اللاعب كالمستخدم الذي لا يمكنه التحرك إلا بإذن كفيله وتبعا لمزاجه، وإذا لم يرغب الكفيل بك أو أراد الإستغناء عنك فيمكن للعلاقة أن تنتهي بصورة كارثية جدا كما حدث معي بفريق قطر.
المنتخب: نريد معرفة ما وقع لك مع نادي قطر؟
وادو: تلقيت معاملة غير إحترافية وسيئة فقد أوقفوا أجرتي لمدة 7 أشهر متتالية وسحبوا مني السيارة التي كانت ضمن بنود العقد الموَقع، قاموا أيضا بالتوقف عن سداد تكاليف الشقة وقطعوا تزويدها بالكهرباء، لقد فعلوا كل شيء ونهجوا جميع طرق الإستفزاز حتى أستجيب لطردهم التعسفي لي من دون أن أتسلم دولارا واحدا، من حقهم فسخ العقد معي لكن مع الإلتزام بالشروط الموجودة في العقد في حال إنهاء الإرتباط من جانب واحد.
المنتخب: وكيف كان ردك؟
وادو: رفضت بالطبع كل ذلك، ولم أتقبل هذا الطلاق التعسفي لأتمسك بضرورة توصلي بكافة مستحقاتي، توجهت إلى الفيفا لأخذ حقي ورفعت دعوى ضد النادي لدى الإتحاد الدولي الشيء الذي لم يتقبله المسئولون هناك فاحتجزوا جواز سفري حتى لا أغادر قطر.
المنتخب: هل كنت ضحية لمزاج مسؤولين قرروا معاقبتك بهذه الطريقة؟
وادو: نعم وهذا لسبب بسيط أنني تكلمت ودافعت عن حقوقي وكنت عنيدا في رفض الظلم والإحتقار، صراحة التجربة على المستوى الرياضي كانت جميلة وجيدة في البداية، لكن النهاية جاءت مؤلمة جدا وغير مقبولة.
المنتخب: هل تنصح اللاعبين الأجانب بعدم الإحتراف في قطر؟
وادو: ليس لأنني عانيت في قطر وعوملت بطريقة سيئة وغير إحترافية سأنصح اللاعبين الأجانب بعدم التوجه إلى هناك من أجل الإحتراف، لكنني قلت ما عشته وهي رسائل تحذيرية فقط للراغبين في اللعب في البطولة القطرية لمعرفة ما قد ينتظرهم إن أغلِقت الأبواب في أوجههم كما أغلِقت في وجهي، لن يقدر أحد على منع اللاعبين من الإحتراف في قطر نظرا للإغراءات المالية والعقود المسيلة للعاب بإمتيازات غير محدودة، فمن المستحيل أن يرفض أي لاعب لم يؤمن مستقبله عرضا قطريا بملايين الأوروات، أنا لم ينطبق علي هذا الأمر لأنني بصمت على مسيرة إحترافية حسنة في أوروبا بعقود محترمة وعادلت ماليا ما وقعت عليه في تعاقداتي في قطر.
المنتخب: وبماذا تنصح اللاعبين الراغبين في التعاقد مع الأندية القطرية؟
وادو: يجب عليهم الإنتباه لنظام الكفالة والتدقيق في بنود العقود، يجب على اللاعب أن يتلقى ضمانات لا تقيده ولا تجعله ضعيفا أمام جبروت بعض المسؤولين.
المنتخب: لكن هناك حالات إيجابية للاعبين إحترفوا بقطر ولم يلمسوا سوء معاملة أو إحتقار ومنهم لاعبون مغاربة أنت تعرفهم؟
وادو: نعم لا يمكن تعميم حالتي لأن هناك من مر مقامه بقطر في أحسن الظروف وغادر بدون مشاكل، لكن الشجرة لا يمكن أن تخفي الغابة وهنا يحضرني صديقي الجزائري من أصول فرنسية بلونيس الذي كافحت من أجله وساعدته بكامل قواي حتى يخرج من جلباب صمته وخجله ويفصح عن معاناته، لم يكن يريد الحديث في البداية وبقي محتجزا في الدوحة في سكون وحينما تكلم أفرج عنه وغادر البلاد.
المنتخب: وما هو رأيك بخصوص صديقك الجزائري جمال بلماضي الذي يتولى مهام تدريب المنتخب القطري؟
وادو: إنه شيء مفرح أن أرى صديقي جمال مدربا للمنتخب القطري وهو يستحق ذلك، إنه إنسان رائع تجمعنا العديد من الصفات المشتركة وأحبه منذ أن كان لاعبا بجانبي في فالنسيان الفرنسي، كما يعتبر أحد الدوافع الرئيسة التي شجعتني على الإحتراف في قطر، لقد قدم ما يشفع له بتولي مهمة تدريب المنتخب القطري عقب إظهاره لكفاءات عالية وفوزه بالبطولة المحلية في مناسبتين، جمال رجل يحب عمله ويشتغل بإخلاص وأظنه سيصنع مشروعا وسيمنح الإضافة لهذا المنتخب القطري الذي كافأه على عمله مع الأندية بمنحه مفتاح قيادة الفريق الوطني المحلي، أتمنى له النجاح والتوفيق وعلى الجزائريين أن يفتخروا كثيرا بهذا المدرب الشاب والذي يعتبر مدربا كفءا وسفيرا نشيطا في الخليج، إلى جانب مدربين آخرين مغاربة ومغاربيين.
المنتخب: تحدثت عن الجزائر كيف تنظر لطريق الخضر في مونديال البرازيل خلال الصيف المقبل؟
وادو: نحن كعرب نفتخر بما صنعه المنتخب الجزائري بالتأهل إلى المونديال كممثل وحيد للأمة العربية في دورة من المحتمل أن تكون ضمن الأبرز والأفضل على مر تاريخ البطولة، الخضر جنوا ثمار إستقرار التسيير في شخص الرئيس روراوة الذي يتولى قيادة الكرة الجزائرية منذ سنوات، كما ربحوا حكمة الطاقم التقني على رأسه المدرب البوسني وحيد هاليلودزيتش الذي كان الرجل المناسب في المكان المناسب، إضافة إلى تواجد فيلق من اللاعبين المتميزين والذين يتألقون سواء في أوروبا أو في البطولة الجزائرية ووراءهم جمهور ضخم لا يعرف معنى الكلل أو التوقف عن المساندة المطلقة، سنكون جميعا كعرب خلفهم وسنشجعهم خلال المونديال ليبلغوا أهدافهم ولما لا العبور إلى الدور الثاني.
المنتخب: سنعرج بك صوب مستجدات المغرب الذي يتنفس هواء المؤقت منذ أشهر طويلة، ما هو تحليلك لما يقع في ظل تأخر تنصيب رئيس للجامعة وناخب وطني؟
وادو: أنا أتابع الأمور عن بعد وتصلني الأخبار دوما عما يقع في بلدي، من المؤسف حقا أننا لا نتوفر على ناخب وطني قبل 9 أشهر فقط من تنظيم كأس إفريقيا للأمم في بلدنا، شلل الكرة المغربية يختبئ وراء بعض إنجازات الأندية المحلية من قبيل الرجاء البيضاوي الذي بلغ نهاية كأس العالم للأندية مؤخرا وكذا تألق كل من المغرب الفاسي والوداد والفتح على الساحة القارية خلال السنوات القليلة الماضية، وبإستثناء أيضا توهج الأسود في كأس إفريقيا للأمم في تونس سنة 2004 فلم نعرف طعما للفرح وعشنا فصولا من المآسي والإنكسارات التي صارت مألوفة عند المغاربة، للأسف نحن في المغرب نستهلك المدربين بشكل مثير للإستغراب ويكفي معرفة عدد الناخبين الوطنيين الذي دربوا الفريق الوطني خلال العقد الأخير للوقوف على قدرتنا على تحطيم الأرقام القياسية في اللاإستقرار، نفتقد للصبر وللإستقرار ونستعجل النتائج، والنتيجة إقالة متواثرة للمدربين وعدم منحهم الوقت الكافي وظروف الإشتغال لتحقيق مشاريعهم المتوسطة والبعيدة الأمد.
المنتخب: ما هي إنتظاراتك من الجامعة المقبلة؟
وادو: كباقي إنتظارات المغاربة أن تضع حدا للعشوائية وتعيد الثقة للجماهير وتنصب الناخب الوطني القادر على إعادة الزئير للأسود ووضعهم في السكة الصحيحة، أتمنى أن أرى الفريق الوطني في منصات التتويج القارية وأن تصبح المآسي والإخفاقات من الذكريات الحزينة للماضي، كل هذا لن يتحقق إلا بالإستقرار والصبر ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب باحترام كامل للإختصاصات ولضوابط التعامل الإحترافي التي بها نجح الآخرون.
المنتخب: سمعنا أن إسمك وإسم مصطفى حجي يروجان بقوة لشغل مهام مستشار المرشح فوزي لقجع في حال تم إنتخابه رئيسا للجامعة، هل هذا صحيح؟
وادو: صراحة أنا غير مستعد حاليا لهذه المهمة لكوني فاقد للتجربة والتكوين على صعيد التسيير الرياضي ولأنني بصدد التحصيل المعرفي في هذا المجال في مركز متخصص بمدينة ليموج الفرنسية، لا أريد أن أحرق المراحل وأن أسبح في مسبح عميق وأنا لم أتعلم بعد جيدا أبجديات السباحة، أرغب في أن أتكوّن أولا على أعلى مستوى وأن أتحصل على الشواهد العليا حتى تكتمل الصورة عندي وحتى أكون مسلحا بالعلم والمعرفة لاقتحام المجال وعندما أكون جاهزا لتقديم مشاريع خدمة لبلدي من موقع قوة وبرؤى واضحة أنذاك سأرفع الصوت، أما بخصوص مصطفى حجي فأظنه جاهزا لركوب قطار التحدي ولديه كامل المقومات لدخول عالم التسيير والقيادة ضمن طاقم الجامعة المقبلة، بجانب التكوين الذي خضع له مؤخرا فإن كاريزميته وانتصاره لمصلحة الوطن تعطيانه كامل الأهلية لأن يكون قيمة مضافة.
المنتخب: إذن أنت تنفي الأخبار التي تم ترويجها بشأنك ولا تريد العمل حاليا؟
وادو: تماما، أنا طالب في الجامعة وأدرس التسيير الرياضي من جميع جوانبه الرياضية والإقتصادية والقانونية وكذا الإشهارية، أريد أن أدرس وأتعلم وحينما سأحصل على الشواهد سنرى ما سيحدث.
حاوره بفرنسا: نور الدين الصالحي