للمرة الألف أقولها من يحلم بمشاهدة الحسنية وهو ينافس على لقب البطولة فذلك سيكون ضربا من الخيال، ولا أدري من الذي أوهم الجماهير بذلك، هل لأن الفريق يتواجد بالرتبة الرابعة وهذا ما سيخول له المنافسة، لكن لا تنسوا أن هناك فرقا لديها مباريات مؤجلة ستقلب الترتيب وقد تعيد الغزالة لسادس أو سابع الترتيب، وحقيقة ما قدمه الفريق حتى اللحظة يستحق الإحترام، فلا أحد كان يتوقع أن تتواجد كتيبة مديح في رتبة كهاته مقارنة مع نفس الفترة في الموسم الماضي.

الجماهير السوسية من حقها أن تحلم بلقب ثالث، لكن مطلبها سيتأجل إلى موعد لاحق، لأن هذا الموسم حُدد هدفه من البداية ويكمن في تجنب المعاناة وهذا ما كان، أما التفكير في اللقب فقد يكون في الموسم المقبل الذي سيبدأ التحضير له بمونبوليي، لذلك وجب من الآن معرفة الأسماء التي ستظل مع الفريق والتي ستغادره حتى تقفز الغزالة خطوات إلى الأمام بحثا عن اللقب الغائب منذ 11 سنة وهي فترة طويلة جدا شريطة تخصيص ميزانية لجلب لاعبين من المستوى العالي والبداية بطبيعة الحال بخط الدفاع، حيث كشف الخصوم المستور وسقط المدافعون في المحظور.

مع كل إنتصار للفريق خلال الإياب توجه إليه الأنظار كواحد من الفرق المنافسة، لكن خرج مديح ليقلل من ذلك عبر «المنتخب» وأكد لنا مرارا وتكرار أن الحسنية تسعى لتحسين صورتها واحتلال رتبة مشرفة ، وذات الكلام صرح به اللاعبون وحتى الرئيس لحبيب سيدينو أعلن في حوار سابق أن الفريق السوسي لا يفكر في اللقب وسيخطط لذلك خلال المواسم القادمة، لأن هناك مشروعا بدأ للتو ويستمر لأربع سنوات، هكذا كان كلام إدارة الفريق وطاقمه التقني واللاعبون، وما أجمل أن تكون صريحا مع جمهورك وألا توهمه بشيء هو بعيد المنال، والحسنية أضحت مطالبة ببذل مجهود أكبر وتخصيص ميزانية محترمة لتلبية مطلب جماهيرها العريضة الذي لن يتحقق بين عشية وضحاها.

ADVERTISEMENTS

صحيح أن الغزالة تراجع أداؤها في المباريات الأخيرة لكن ذلك ناتج عن قوة خصومها لأن الثلث الأخير هو ثلث الحسم، والأكيد أن تحقيق انتصار في الجولات القادمة سيعيد البصمة للأنصار وسيقلص من حجم الضجة والأقاويل التي تروج بعد كل هزيمة لزعزعة كيان الفريق، لكن بما أن حسنية أكادير يتواجد في رتبة كهاته أما آن الأوان لإقحام بعض لاعبي أمل الفريق الذي يبصم على موسم أكثر من رائع وبمواهب تسحر العقول ويكفي أنها تغطي هزائم الفريق الأول بالإنتصارات وآخرها كان أمام المغرب التطواني، حيث تمكن أمل الحسنية من دك شباكه برباعية ويحتل المركز الثاني خلف الرجاء، وأعتقد أن الفرصة أضحت مواتية لهؤلاء الشبان حتى يقدموا أوراق اعتمادهم لبناء فريق المستقبل، لأننا منذ زمن لم نشاهد لاعبين من المدرسة من قيمة نجدي وأكناو وباتنا، فهل يقدم لنا مديح اسما تتغنى به الجماهير في الجولات القادمة؟

طبعا الفريق مطالب بوضع حد لسلسة الهزائم التي يحصدها، وإن أراد رتبة متقدمة فعليه الحصول على نقاط أكثر لحجز بطاقة خارجية، الإنتصار أضحى ضرورة ملحة في عقر الدار والعودة بأقل الأضرار من خارج الميدان.

ثمان مباريات تفصلنا عن النهاية ويستريح اللاعبون لكن الإدارة سيكون لديها عمل آخر يكمن في تجديد العقود والتفكير في الأسماء التي ستعزز الصفوف، وكذا تجديد العهد مع المدرب القدير مصطفى مديح الذي سيطالب بأسماء وما على الإدارة إلا الإستجابة حتى يكون الموسم المقبل موسم الحصاد بعد سنوات عجاف.

أكادير: هشام صبرهوم