لا يعيش المدرب البرتغالي جوزي مورينيو أفضل أيامه مع نادي تشلسي الانجليزي الذي طالما أعلن عشقه له ورغبته في البقاء معه طويلاً . لكن السبيشل وان يبدو على أعتاب الرحيل بعد مجموعة كبيرة من النتائج السلبية آخرها الخسارة على ملعبه أمام ويستهام يونايتد بهدفين لهدف. والملفت أن هذا التراجع في المستوى مع نفس المجموعة التي فازت بلقب الدوري في الموسم الفائت بأداء مميز على كل الصعد ، فما الذي تغير بين العام الفائت والحالي؟
بالنظر إلى تاريخ جوزيه مورينيو نجد أنه دائماً يعاني في موسمه الثالث مع الفريق حيث ينحدر المستوى بشكل قد يبدو غريباً للبعض ، وهو ما حدث مع ريال مدريد قبل مجيء كارلو أنشيلوتي وأيضاً مع تشلسي خلال ولايته الأولى. وحدها تجربته مع الإنتر لم تعاني من هذه المشكلة لأن المو فضل الرحيل بعد عامين في قمة المجد بعد إحراز الثلاثية مع الفريق. لكن انهيار الأفاعي بشكل شبه كلي بعد رحيله رغم تتالي المدربين يجعلنا نعتقد أن الإنتر لم يكن استثناء من الحالة وإن لم يكن مورينيو نفسه موجوداً في الموسم الثالث، وعلى ما يبدو أن بينيتز كان محقاً وقتها عندما صرّح بأنه استلم فريقاً لا يمت بصلة للفريق الفائز بالثلاثية وبحاجة لإعادة تأهيل.

ما يحدث مع الفرق التي يدربها مورينيو يفسر عبر مقولة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو الذي شرح وبكلمات بسيطة تنم عن فهم عميق المشكلة التي تعاني منها الفرق مع المدرب البرتغالي في الموسم الثالث تحديداً. فالمدرب الكبير أكد بأن مورينيو هو استراتيجي كبير فيما يتعلق بالمباريات لكنه ليس كذلك بالنسبة للإعداد الطويل للفرق . حيث يستنزف طاقات لاعبيه بشكل كبير جداً فيصلون للعام الثالث منهارين ذهنياً وفنياً بشكل يصعب ترميمه.و إن كنا غير حاضرين في تدريبات الرجل المميز فإننا وعبر تصرفاته مع لاعبيه نستطيع أن نفهم تماماً كيف يتم هذا الاستنزاف.

بداية مورينيو يطالب مورينيو جميع لاعبيه بأداء العديد من المهام المختلفة عن مهامهم الأصلية ، حيث يطالب المدافعين بالهجوم والمهاجمين بالدفاع خاصة الأجنحة بما يحمّلهم جهداً بدنياً وذهنياً كبيراً جداً، لكن هذا الجهد سيكلف الانهيار في المراحل اللاحقة بدنياً وذهنياً. وأي لاعب لا يلتزم بهذه الفلسفة يكون مصيره الرحيل مهما كان موهوباً وأكبر مثال هو البلجيكي دي بروين وبدرجة أقل المصري محمد صلاح والكولومبي كوادرادو الذي لم يستطع أن يصمد لنصف موسم وهو صاحب القدرات الكبيرة حيث رحلوا لعدم قدرتهم على التأقلم مع متطلبات مورينيو الكثيرة .

يسعى مورينيو دائماً إلى إحراز الألقاب في إسرع وقت ممكن، ومع طريقته في الإعداد وقدرته على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه ينجح دائماً في ذلك خاصة في الموسم الثاني حيث يكون اللاعبون في قمتهم باعترافه هو شخصياً أن موسمه الثاني هو الأنجح دائماً مع أي فريق يدربه. وبذلك يكون البرتغالي أنجح المدربين من ناحية سرعة تحقيق الانجازات.  لكن هذا الجهد الكبير مع تداخلات أخرى خاصة بكل ناد على حدة _كما حدث في موسم ريال مدريد الثالث على سبيل المثال حيث اختلطت الأمور الفنية بحالة النادي بالاجتماعية _يؤدي إلى انهيار مريع لأن اللاعبين ليسوا بآلات، وهو ما يجعله (أي مورينيو )  من الأضعف في عمليات البناء طويلة المدى، وحالة تشلسي هذا الموسم هي مجرد مثال آخر على تبلد لاعبيه فكرياً وبدنياً في الموسم الثالث .

لا يعرف إن كانت إدارة تشلسي وعلى رأسها رومان أبراموفيتش ستصبر على مورينيو وهي المعروفة بقلة صبرها، والأنباء عن محادثات بين البرتغالي مع ناديي الإنتر وسان جيرمان تجعلنا نعتقد أن احتمالية النهاية في حالة الفشل بتحقيق نتيجة جيدة مع ليفربول في المرحلة القادمة

سوبر