المنتخب: وكالات
بعد ان دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الفوضى الشاملة مع ايقاف رئيسه السويسري جوزف بلاتر ورئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني موقتا لمدة 90 يوما, تطرح عدة اسئلة حول المستقبل ابرزها موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير المقبل ومن بامكانه تنظيف السلطة الكروية العليا من الفساد المتجذر فيها?

"كلا, لا يوجد هناك اي سبب لتأجيلها", هذا ما قاله غيدو تونيوني, المستشار السابق لفيفا واحد الشخصيات الفاعلة سابقا في السلطة الكروية العليا, بشأن انتخابات رئيس جديد لفيفا في 26 فبراير المقبل, فيما رأى القانوني السويسري مارك بييث في حديث مع وكالة فرانس برس انه "ليس من الضروري تأجيل الانتخابات, بل يجب انتخاب رئيس موقت لمدة سنتين من اجل تولي هذا المنصب".

وسيتولى الكاميروني عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الافريقية ونائب رئيس فيفا مهمة الرئيس بالوكالة حتى موعد انتخاب رئيس جديد في الجمعية العمومية المقررة في 26 فبراير 2016.

ADVERTISEMENTS

ويبدو ان حياتو نفسه غير واثق من امكانية انتخاب رئيس في الموعد المحدد للجمعية العمومية الاستثنائية, وهو قال لراديو فرنسا الدولي "ار اف اي": "كل شيء مرتبط بلجنة الاصلاحات التي ستجتمع قريبا. اذا كانت الفترة الزمنية قصيرة (من اجل تحقيق الاصلاحات اللازمة قبل الانتخابات) فيجب ان يتقدموا باقتراحات. اذا ارتأت بان المهلة الزمنية قصيرة, فهي تملك صلاحية القول +لم نحصل على الوقت الكافي لتحقيق الاصلاحات, وعلى الاجح ان هناك حاجة للتمديد+".

ومع ايقاف بلاتر وبلاتيني الذي كان ينظر له كأبرز المرشحين لخلافة السويسري, يبدو ان هيكل فيفا بدأ ينهار على ابرز رموزه بسبب تهم الفساد والرشاوى واخرها الدفع غير المشروع لمبلغ مليوني فرنك سويسري حصل عليها بلاتيني من فيفا عام 2011.

وقد استمع القضاء السويسري الى بلاتر كمتهم وبلاتيني كشاهد اواخر الشهر الماضي في هذه القضية ثم توصلت لجنة الاخلاقيات المستقلة في فيفا الى قرار ايقاف الرجلين موقتا لمدة 90 يوما عن ممارسة اي نشاط يتعلق بكرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي.

كما قررت اللجنة ايقاف المرشح لرئاسة فيفا الكوري الجنوبي مونغ-جوون تشونغ ست سنوات, والفرنسي جيروم فالك الامين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوما ايضا.

ويتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا منذ اواخر ماي الماضي بعد ان القت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الاميركي القبض على عدد من المسؤولين واتهمت مسوؤلين اخرين من اعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وتبييض الاموال.

وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع "عقدا (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا" مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له". وبالنسبة الى المدعي العام السويسري هناك ايضا "شك خلال تنفيذ الاتفاق بان يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكا بذلك واجباته الادارية".

وبشأن بلاتيني, ففي حين ان لجنة الاخلاق اعتبرت ترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي لم يبطل تلقائيا برغم ايقافه موقتا حيث قال الناطق باسمها اندرياس بانتل "ان هذه المسألة (ترشيح بلاتيني) ليست من مهمة لجنة الاخلاق بل من صلاحيات لجنة الانتخابات في فيفا المعنية بدراسة صلاحية الترشيح", فان سمعة النجم الفرنسي السابق باتت على المحك وان خلافة بلاتر تحولت الى كابوس بعد ان كان ينظر اليه كأبرز المرشحين للمنصب.

واستمع القضاء السويسري الى بلاتيني حول حصوله على المستحقات المتأخرة من الفيفا في عام 2011 لقاء عمل قام به كمستشار لبلاتر بين عامي 1999 و,2002 ولم يقنع تبريره انه لم يطالب بهذا المبلغ فور انتهاء مهمته لان الفيفا كان يمر بظروف مالية صعبة في نهاية 2002 بعد افلاس شركة "اي اس ال" الشرك التسويقي للاتحاد الدولي.

وفي ظل الوضع المحرج لبلاتيني وايقاف تشونغ لستة اعوام لاتهامه بانه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمصلحة بلاده في حملة استضافة كأس العالم ,2022 يطرح السؤال بشأن المرشحين المحتملين لخلافة بلاتر.

وقد تقدم حتى الان الى المنصب الامير الاردني علي بن الحسين الذي كان منافس بلاتر الوحيد في انتخابات ماي الماضي, والنجم البرازيلي السابق زيكو ورئيس الاتحاد الليبري موسى بيليتي, اضافة الى اللاعب الدولي الترينيدادي السابق دافيد ناكيد.

ومن المحتمل ان يكون هناك ايضا الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل الذي عين مؤخرا رئيس لجنة فيفا لمراقبة الوضع الكروي بين اسرائيل وفلسطين.

وقد اعرب اسطورة كرة القدم الالمانية "القيصر" فرانتس بكنباور منذ ايام عن دعمه للمناضل سيكسويل كمرشح محتمل للرئاسة, مشيرا الى ان بامكان رجل الاعمال والمعتقل السياسي السابق الاعتماد على دعم الاتحاد الالماني.

وقال بطل مونديال 1974 بان الاتحاد الالماني يدرك "المنزلة الرفيعة للجنوب افريقيين ومنزلة طوكيو سيكسويل" الذي كان من المنهاضين لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وكان معتقلا في جزيرة روبن ايلند الى جانب شخصيات مثل الراحل نيلسون مانديلا الذي اصبح لاحقا رئيسا للبلاد.

وتابع بكنباور: "انا اؤمن دون شك بان الاتحاد الالماني لكرة القدم سيدعم ترشيحه".

ولم يعلن سيكسويل (62 عاما) عن نيته للترشح لخلافة بلاتر الذي قرر وبعد ايام معدودة على انتخابه لولاية خامسة ان يتخلى عن المنصب دون ان يتركه حتى انتخابات اوائل العام المقبل, قبل ان يجبر موقتا على تركه بسبب قرار ايقافه لتسعين يوما.

ويعتبر سيكسويل من المعارضين لبلاتر وطريقة ادارته للسلطة الكروية العلي التي تمر بالازمة الاكثر خطورة في تاريخها منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام الى 14 شخصا اخرين بطلب من القضاء الاميركي بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض اموال.

ويبدو ان شخصا حياديا مثل سيكسويل يجسد رؤية اللجنة الاولمبية الدولية بالنسبة لمستقبل كرة القدم اذ طالبت امس الخميس ب"مرشح موثوق من خارج عالم كرة القدم وعالي النزاهة" لترشيح نفسه للرئاسة.

وقال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ في بيان "الفيفا يجب ان يكون مفتوحا على مرشح خارجي موثوق وعالي النزاهة كي يقوم بالاصلاحات الضرورية ويعيد الاستقرار والنزاهة الى المنظمة".

واضاف "هذا كثير. لقد طفح الكيل... نأمل بان يكون الحميع في الفيفا فهموا على الاقل انه من غير الممكن ان نبقى سلبيين. على الفيفا ان يعي ان الموضوع اهم بكثير من مجرد قائمة من المرشحين. هناك مشكلة في البنية ولن تحل الا بانتخاب رئيس جديد".

من جانبه, دعا رئيس الاتحاد الالماني للعبة وولفغانغ نايرسباخ الخميس بلاتر الى الاستقالة وبلاتيني الى التفكير بترشيحه لخلافة السويسري.

وقال "المستقبل يمكن ان يصنع من دون الرئيس السابق, من دون جوزيف بلاتر", داعيا بلاتيني الى التفكير في ما اذا كان "يستطيع الاستمرار" في ترشيحه لخلافة السويسري.

واضاف "كل شيء كان واضحا قبل 14 يوما. الاتحاد الالماني من بين الداعمين الكثيرين لبلاتيني. علينا الان ان نعيد النظر بهذا الموقف ويعود اليه قبل كل شيء ان يحكم ما اذا كان يستطيع الاستمرار في ترشيحه مع هذا العبء الثقيل".

ويبدو ان بلاتر لا يستسلم على الطلاق ولن يرضى حتى بالايقاف الموقت وليس "المؤبد" اذ تقدم بطلب استئناف العقوبة الصادرة عن لجنة الاخلاقيات المستقلة في فيفا بحسب ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية اليوم الجمعة.

واشارت الصحيفة الى ان بلاتر الذي يترأس فيفا منذ ,1998 تذمر في رسالة الاستئناف التي ارسلها الى رئيس غرفة التحكيم في لجنة الاخلاقيات المستقلة القاضي الالماني هانتس-يواكيم ايكرت, من معرفته بقرار ايقافه بعد ان اعلن عنه, وذلك بحسب الصحيفة.

وطالب بلاتر بان يستمع اليه لكي يعرض كامل تفاصيل القضية امام لجنة الاخلاقيات, وقد نقلت "نيويورك تايمز" عن شخص مقرب من السويسري بان الاخير علم بقرار ايقافه بعد ان نشر في وسائل الاعلام.

وفي ظل ايقاف بلاتر تتجه الانظار الى حياتو من اجل ادارة السلطة الكروية العليا في هذه الفترة الحرجة, لكن الوضع الصحي لرئيس الاتحاد الافريقي غير مطمئن وهو ما زال في بلاده حتى الان من اجل الخضوع لغسيل الكلى بحسب ما كشف لراديو فرنسا الدولي, وهذه العملية تجرى عادة للاشخاص الذين يعانون من فشل كلوي.

ويبقى معرفة موقف رؤساء الاتحادات ال`54 المنضوية تحت لواء الاتحاد الاوروبي في الاجتماع الذي حدد الخميس المقبل بمقر الاخير في مدينة نيون السويسرية من اجل التطرق الى الازمة الحالية.

ويأتي الاجتماع بناء على اقتراح رئيس الاتحاد الالماني نايرسباخ, فيما كان الاتحاد الانجليزي اعلن انه سيكون "هناك اجتماع للاتحادات الاوروبية ال`54 الاسبوع المقبل" للتطرق الى الوضع الراهن لكرة القدم العالمية.

وحسب قوانين الاتحاد الاوروبي, سيكلف "النائب الاول للرئيس" بمهام الرئاسة والامر يتعلق بالاسباني انخل ميغل فيار لونا (65 عاما), وهو لاعب سابق في صفوف اتلتيك بلباو وعضو اللجنة التنفيذية منذ عام 1992.

كما دعا رئيس الاتحاد الاسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم ال خليفة الى اجتماع طارىء للجنة التنفيذية لفيفا.

وجاءت دعوة الشيخ سلمان, نائب رئيس الفيفا, في خطاب الى حياتو, كون الاخير اصبح القائم بأعمال رئيس فيفا, والاعضاء الاخرين في اللجنة التنفيذية.

ADVERTISEMENTS

واكد الشيخ سلمان في خطابه أن الاجتماع "يعتبر ضروريا من أجل جلب الاستقرار لكرة القدم العالمية لان هذه الظروف استثنائية, ولهذا يجب أن نجتمع. يمكننا فقط بشكل جماعي أن نتجاوز هذه الأوقات الصعبة".

وسيتم البحث بعقد اجتماع طارىء للجنة التنفيذية لفيفا الاسبوع المقبل بحسب ما اكد متحدث باسم فيفا اليوم الجمعة لفرانس برس, مؤكدا في الوقت ذاته ان القرار يعود الى حياتو.